أشارت مصادر دبلوماسية فى العاصمة الأمريكيةواشنطن الى أنها لا تستبعد وجود خطة أمريكية – جنوبية تقضي بقيام الحركة الشعبية عبر جيشها الشعبي باحتلال أبيي المتنازع عليها بين الشطرين وفرض الأمر الواقع، وقالت المصادر التى تحدثت ل(سودان سفاري) الأحد الماضي ان هذه الفرضية المتكتم عليها ذائعة فى دوائر أمريكية ضيقة ، وترامت الى أسماع العديد من المراقبين هناك. وقد أوردت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية فى هذا الصدد معلومات بتاريخ الاثنين 8 نوفمبر تحت عنون(واشنطن تنفي وجود خطة لاحتلال منطقة أبيي) و قالت الصحيفة ان مصدراً بالخارجية الأمريكية نفي نفياً قاطعاً وجود خطة كهذه ، واستند المصدر الى نفي صادر من المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي فى سياق سؤال سأله له أحد الصحفيين عن حقيقة وجود خطة كهذه ؛ وكان الأمر الغريب حقاً ان كراولي قال (نحن حريصون على المحافظة على سرية مفاوضاتنا) !و اضطر الصحفي لتكرار السؤال مرة أخري، فأجاب كراولي (ان المحافظة على سرية مفاوضاتنا لا تعني الموافقة على محتوي السؤال) . وذكرت الصحيفة ان المصدر الذى تحدث لها من الخارجية الأمريكية قال ان كراولي تعمد قطع أسئلة الصحفي عندما شعر ان الصحفي يريد موافقة رسمية على خطة احتلال أبيي . وتبدو هذه الوقائع بالفعل مثيرة للارتياب ، لأن الصحفي الذى أورد السؤال من المؤكد أنه أورده بناء على خلفية معلومات محددة ،إذ ليس من السهل توجيه أسئلة على هذه الشاكلة للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية دون وجود أسباب قوية ، والأكثر إثارة للارتياب هو ان يقول كراولي ان إدارته حريصة على المحافظة على سرية المفاوضات !فهي إجابة يصعب تفسيرها إلاّ فى إطار موافقة ضمنية على محتوي سؤال الصحفي . و ما من شك ان قضية أبيي و ما يجري بشأنها تحتمل مثل هذا الافتراض ، فقد انهارت العديد من المحادثات التي جرت فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا قبل أيام و فى الوقت نفسه تأكد قيام الحركة الشعبية بحشد قوات من جيشها الشعبي قبالة أبيي. و سواء صح ما رشح من أنباء فى هذا المنحي أو لم يصح ، فان الأمر لا يخرج من احتمالين ، إما أن واشنطن بالفعل تدفع الحركة الشعبية لشن حرب فى المنطقة تقود الى تأزيم الوضع لتأتي قوات دولية و تتمركز فى المنطقة تقود الى حل لاحق قائم على أساس وجود دولي فى المنطقة يتيح للحركة وضع يدها عليها وهذا ما بات أكثر رجحاناً فى ظل الحشد العسكري للجيش الشعبي وطلب الجنوب إحضار قوات دولية قوبلت بالرفض من الأممالمتحدة. أو أن يكون المخطط عبارة عن عنصر ضغط و تخويف – كعادة الأسلوب الأمريكي- حتى يرضخ الحزب الوطني لتسوية يتم حل المشكلة على أساسها . وفى ا لحالتين فان الأمر فيما يبدو يجري إنضاجه على نار هادئة ،و يصعب على أى مراقب حصيف ان يستبعد الاحتمالات حتى ما كان بعيداً منها و غير متصور، ولا ننسي ان النفي نفسه فى كثير من الأحيان المقصود به الإثبات !