قال نائب الرئيس السوداني نافع علي نافع انه يستبعد ان يؤول الاستفتاء حول مصير جنوب السودان الى حرب دموية او أهلية. واضاف في حديث خص به (الدستور) على هامش الندوة الدولية السنوية للحزب الحاكم انه لا يرغب في التقليل من مخاطر الاستفتاء ، معتبرا انه جزء من مخططات الغرب لتقسيم افريقيا والعالم العربي ، مؤكدا ان الشمال لن يبادر اطلاقا الى شن الحرب على الجنوب. ووصف تجديد العقوبات على السودان بانه ليس بالامر المفاجىء ، وقال ان هذه العقوبات لن تفاجئنا وهي ليست بالامر الجديد ، وقد باتت حدثا سنويا متجددا والمقاطعة لم تؤثر علينا تأثيرا كبيرا وهي بالعكس قد اثرت على الشركات الاميركية التي تضررت من ذلك ونحن نقرأ في هذا الموقف الامريكي شهوة التسلط. والسودان اكثر تنمية اليوم والواقع الاقتصادي يدل على ذلك ونحن دوما نسعى الى تعاون اقليمي ودولي وثروات السودان من النفط موجودة في الشمال والجنوب والاكتشافات واعدة. وكيف تصفون تصريحات سلفاكير زعيم الجنوب حول استعداده للتعاون مع اسرائيل وفتح سفارة في الجنوب؟ اجاب السيد نافع: القيادة السياسية في الحركة الشعبية كانت مرتبطة باللوبي اليهودي المنحاز لاسرائيل.. وبالنسبة لنا لم يكن مفاجئا ان تعلن بعض القيادات للحركة الشعبية اقامة علاقة مع اسرائيل خاصة وان اسرائيل لها تدخل واضح في السودان ، كما ان لها خبراء في دارفور وهذا التوجه البراغماتي يمكن ان يصبح توجها معزولا من كل الجنوب المتعدد القبائل ورما كان الاهم ان يراعي الجنوب مصالحه قبل ان يكون رأس حربة لمصالح الآخرين. كيف قرأتم تصريحات الرئيس الاميركي اوباما باحتمال تحول السودان الى حمام دم في حال تم ارجاء الاستفتاء؟ قال نائب الرئيس السوداني ل الدستور": لقد وجدت نفسي امام هذا السؤال اكثر من مرة واذا كان الرئيس اوباما يتحدث عن حمامات دم في جنوب السودان فان اميركا لها دور في تصحيح المعركة واحتضان كل اراء الشعب.. ولكن اميركا تبنت كل اراء الحركة الشعبية ودعمت المتمردين ، ونحن نسعى الا يكون في الجنوب خلافات تتحول الى حمام دم ولا نعتقد ان هناك مبررا لذلك فنحن نعمل كل ما في وسعنا حتى تظل هذه العلاقة بين الشمال والجنوب ودية.. ولن نبادر بحرب ضد الجنوب. ما رأيكم بدعوة الاممالمتحدة الى نشر قوات لها بين الشمال والجنوب اجاب الدكتور نافع بقوله: الاممالمتحدة ليس لها الحق ان تنشر قوات في اية دولة مستقلة في العالم.. وانا بدوري اسأل هل كانت قوات الاممالمتحدة مجدية في الحفاظ على الامن والسلم والاستقرار في الكونغو وغيرها؟.. ولكننا في المقابل نشعر ان هناك مساندة كبيرة لنا من اصدقائنا في مجلس الامن الدولي من جانب الصين وروسيا واندونيسيا وماليزيا والدول الافريقية وغيرها وهي السند الاكبر لنا.. ولا يشذ عن ذلك سوى قلة من الدول.. وقد باءت كل المحاولات بالفشل بعد ان فهم اصدقاؤنا وحلفاؤنا مقاصد القوى العظمى واهدافها الحقيقية. وردا على سؤال هل يمكن المقايضة في المدة المتبقية قبل الاستفتاء باسقاط القرارات الجنائية عن الرئيس البشير مقابل الاستفتاء وانفصال الجنوب اجاب الدكتور نافع : الغرب حريص على الاستفتاء وهو حريص على الانفصال بنفس القدر ، والمحكمة الجنائية سيف مسلط على رقبة السودان. ولكن من جانبنا فنحن لا نتعامل مع مبدأ المقايضة ولا مبدأ العصا والجزرة. المصدر: الدستور 9/11/2010