أعلن السودان انسحابه من القمة الأوربية الإفريقية التى تجري فعاليتها فى العاصمة الليبية طرابلس. وقال بيان صادر عن الرئاسة السودانية – الأحد الماضي- انه و قبل ثلاثة أيام من انعقاد القمة أجري مسئول ليبي رفيع اتصالاً برئاسة الجمهورية نقل فيه تحفظات للجانب الأوربي حول مشاركة الرئيس البشير فى أعمال القمة. وزير رئاسة الجمهورية الفريق بكري حسن صالح رد على المسئول الليبي الرفيع بأن الحكومة السودانية قررت المشاركة فى القمة علي مستوي الرئيس بعد ان تلقي السودان دعوة رسمية فى هذا الصدد ولكون السودان عضو فعال فى الاتحاد الأفريقي و من ثم فهو غير معني بالموقف الأوروبي . و يضيف البيان أنه و فى ذات اليوم المقرر لسفر الرئيس – الاثنين – تلقت الرئاسة اتصالاً من ذات المسئول الليبي يقول فيها ان طرابلس ترحب بالرئيس البشير فى 30 نوفمبر أي بعد انفضاض القمة! و كان واضحاً- إزاء هذا الموقف - أن الجانب الليبي قد قرر الاستجابة للضغوط الأوربية ، وهو ما كشف عنه وزير الخارجية الليبي لاحقاً (موسي كوسا) حين قال ان حكومته طلبت من الرئيس البشير الامتناع عن الحضور لأن طرابلس تواجه تهديداً جدياً بانسحاب الجانب الأوربي إذا شارك الرئيس البشير فى القمة. ولعل من الغريب حقاً ان يتخذ الأوروبيون هذا الموقف فى الوقت الذى يمارسون فيه تناقضاً مريعاً إزاء إلتقاء السفراء و المبعوثين الأوربيين بالرئيس البشير ، وهو ما أشار إليه بيان الرئاسة السودانية من ان سفراء الاتحاد الأوربي يقدمون أوراق اعتمادهم باستمرار للرئيس البشير و يلتقونه ويتحادثون معه فى شتي الأمور. كما أنّ من الغريب حقاً ان تستجيب طرابلس لهذا الابتزاز الأوربي بهذه البساطة، فقد سبق للشقيقة مصر إبان انعقاد القمة الفرانكفونية التى كان مقرراً انعقادها بالقاهرة ان رفضت الضغوط الأوربية - من فرنسا بالذات- واضطرت فرنسا لنقل فعاليات القمة الى باريس . وقد كان الموقف المرجو من الجماهيرية الليبية هو ان تقف ذات الموقف المصري ذاك و ليس أن تسارع بالاستجابة لهذه الضغوط ، لأن مربط الفرس والمحك هنا ليس مساندة السودان ومؤازرته ،ولكن الأمر الأكثر أهمية هو ان يترسخ القرار الأفريقي وان يتبلور رأي عام أفريقي بعدم الاستجابة للضغوط الخارجية ،و ما من شك أن الجماهيرية عضو قيادي فاعل فى الاتحاد الإفريقي و كان الشئ المتوقع منها ان ترفض الاستجابة و لن يضيرها ان ينفض سامر القمة أو أن تُنقل الى مكان آخر ، ففي النهاية هذا الأمر يحدث كثيراً و تسجل الدول مواقفها المشرفة!