بداية لم يعد لدي أي احد من شك أن كبير مساعدي الرئيس السوداني السابق ورئيس السلطة الانتقالية لدارفور السابق أيضا مني اركو ميناوي قد تغير وضعه ومن ثم تغيرت مواقفه أخيرا .خاصة بعد أن رفض أجراء الترتيبات الأمنية واعتبرها بمثابة تخلص من قواته .بل يمكن القول –استنادا علي مواقفه الحالية وهو يقيم في جوبا –انه عمليا قد تمرد .هو فقط لم يعلن ذلك صراحة ورسميا .كما أن الحكومة من جانبها لم تشأ أن تعتبره رسميا متمردا حتى لا يدعي غير ذلك ويعتبر الصفة قد الصقت به بغير حق .ففي السياسة فان حساب أي خطوة يجب أن يتم بدقة وبميزان الذهب .والسؤال ألان هو ماذا ستفعل الحكومة السودانية للتعامل مع ميناوي وكيف سيتحدد موقف الرجل ؟في الأسبوع الماضي قالت الحكومة السودانية أن الموعد المحدد لإجراء الترتيبات الأمنية بحق فصيل ميناوي قد انقضي منذ 5/5/2009م وان أي زمان مر بعد هذا التاريخ كان بمثابة تساهل من جانب الحكومة وتطلع لان يعود ميناوي ويتوب إلي رشده ولكن هذا –حتى ألان –لم يحدث –وكشف الفريق أول محمد احمد مصطفي الدابي في مؤتمر صحفي عقده الأسبوع الماضي أن حركة ميناوي لم تكتف بمخالفة اتفاق ابوجا الموقع في 5/5/2006م .ولكنها نفضت يدها أيضا عن اتفاق الفاشر الذي تم توقيعه أخيرا .ولم يكشف الدابي عن الخطوة المقبلة بشان كيفية التعامل مع ميناوي ،غير انه من الواضح ان الحكومة السودانية باتت علي قناعة من أن فصيل ميناوي قد خرق اتفاقين ،اتفاق ابوجا الذي كان من المقرر أن يتم فيه الفراغ من الترتيبات الأمنية بحلول 5/5/2009م اي بعد انقضاء ثلاثة أعوام عليه واتفاق الفاشر الذي تم توقيعه قبل أيام والذي أرادت خلاله الحكومة معالجة مخالفة فصيل ميناوي لاتفاق ابوجا .ميناوي من جانبه لم يورد أسبابا موضوعية جديرة بالاحترام اذاء موقفه هذا . هو فقط قال أن هذه الترتيبات القصد منها تخليصه من قواته وإنفاذ إستراتيجية الحكومة الخاصة وشكا ميناوي –كعادته –من عدم أنفاذ بنود ابوجا . وما من شك أن هذا الرفض من جانب ميناوي لبنود وقع بها يطوعه في ابوجا 2006يعتبر بمثابة خرق لاتفاق ابوجا كما ان وجوده في جوبا في ظل احتمال انفصال الجنوب وترحيله لجزء من قواته إلي هناك والشروع في تدريبها هو أيضا يشكل بوادر لتمرد وخروج علي اتفاقية ابوجا ففي النهاية فان الرجل وبدلا من أن يكون حاضرا في دارفور حيث القضية التي حارب من اجلها وحيث أهله الذين يدعي النضال من اجلهم ألا انه فضل العمل من داخل الجنوب السوداني .هذا الوضع هو ما جعل الحكومة السودانية توضح للرأي العام أن ميناوي خرج عن اتفاق ابوجا 2006ومن المؤكد أن هذه الحقيقة لم تعد خافيه علي احد والكرة ألان في ملعب ميناوي الذي أما أن يتفاوض مع الحكومة في هذا الإطار ليراجع ما تخلي عنه أو أن يقرر انه أصبح متمردا وسوف يتضح ذلك جليا في غضون الأيام القليلة المقبلة !!