في بيان صادر عنه الأسبوع الماضي قال السيد مني اركو ميناوي قائد فصيل جيش تحرير السودان الدار فوري الموقع علي اتفاق سلام ابوجا في الخامس من مايو2006انه لن يقبل الترتيبات الأمنية التي شرعت الحكومة السودانية في إنفاذها بالنسبة لفصيلة وانه سيقاوم أي محاولة من جانب الحكومة لتنفيذ هذا البند وانه يزمع الاحتفاظ بقواته !!ومع غرابة هذا الموقف رغم إن معناه إن ميناوي –عملياً قد تمرد ،إلا إن الأغرب من كل ذلك إن ميناوي ساق تبريرات بالغة الغرابة بعضها مضحك لموقفه هذا ،فقد أورد في ذات البيان انه يقف موقفه هذا لان الحكومة السودانية لم تنفذ بنود الترتيبات الأمنية في جداولها الزمنية !!كما أن الحكومة السودانية تخلت عن الاتفاقية التي وقعتها معه وشرعت في إنفاذ إستراتيجيتها الجديدة الهادفة لحل أزمة دارفور !!وألان لنفترض إن الحكومة هي التي ماطلت وعطلت تنفيذ بند الترتيبات الأمنية ،فما الذي يضير من تنفيذها ألان ؟ما الذي استجد علي الأرض ليحول دون تنفيذ بعض الترتيبات الأمنية ؟إن هذا البند يتعلق بتسريح (جزء )من قوات ميناوي وإلحاق جزء أخر بالجيش والشرطة وإلحاق منسوبي الحركة بالخدمة المدنية .وهو في مجمله كما هو معروف يستهدف إعادة صياغة هذه القوات بحيث يتحول الفصيل إلي حزب سياسي وقد وقع ميناوي في 5/مايو2006علي هذه الاتفاقية والمحتوية علي هذه البنود وهو ملم ومدرك بما فيها وما من شك وطالما إن الأمر كذلك فان أحدا ًلن يقبل منه عذرا أو تبريراً.الأمر الثاني فان ميناوي يبدو متضايقا ًمن إستراتيجية الحكومة الخاصة بدارفور ولا ندري بالتحديد ما الذي يضايقه فيها فهي تتضمن معالجة القضايا علي الأرض بصرف النظر عن المفاوضات التي تجريها مع الفصائل الدار فورية مثل قضايا الأمن والمعسكرات ت والتنمية وهذه كلها قضايا تصب في مصب حل الأزمة ولم يقل ميناوي ما الذي يضيره من جراء حل هذه المشاكل علي الأرض خاصة وأنه كان رئيساً للسلطة الانتقالية لإقليم دارفور لأربعة أعوام وفشل في أداء دوره التنفيذي لحل هذه المشاكل ،هل هو يخشي من ذوبانه وذوبان فصيله ووجوده السياسي ؟!الأمر الثالث والأخير فان ميناوي بدا (غير واثق من نفسه )لان إنفاذ الترتيبات الأمنية لا يعني تجريد فصيله من السلاح والقوة هكذا بمفهومها الذي اثأر فزعه وإنما يعني اندماجه سياسياً في المجتمع ويصبح فصيلاً سياسياً يعمل طالما انه حمل السلاح من اجل العمل فالذي يشعر بالثقة والقدرة لا يخشي إنفاذ الترتيبات الأمنية والتسريح وإعادة الدمج .إن ميناوي كشف عن ضعفه وهو انه علي نفسه وهو بهذه المثابة أطلق رصاصه من مسدسه علي رأسه !!