وقفنا في المقال السابق عند ثلاثة اقطار تريد امريكا ان تحيلها الى فوضى، وتقوم بتقسيمها الى دويلات وسقنا مثالا اليمن الذي يصطلى بنيران التشظي منذ العام 2006م وكيف ان امريكا اشعلت الجنوب اليمني الذي ظل على هدوئه منذ فرض الوحدة الى ان جاءت مجموعة اليهود الاسرائيلية الصهاينة!! ة بنظرية الفوضى الخلاقة والتي حافظ عليها اوباما برغم من انه قادم من افريقيا وتربى في بلد مسلم شديد المحافظة وهو اندونيسيا التي اطاحت بالشيوعي احمد سوكارنو وافشلت الانقلاب الشيوعي ضد سوهارتو في اقل من يوم ومع ذلك فان اوبما كان الرئيس الامريكي الذي اعطى الدويلة الصهيونية بأكثر مما تستحق ويظل عنده السودان والسعودية واليمن وافغانستان والاردن وسوريا ولبنان وفوق كل هذا وذاك طهران ثم دول القوقاز هي الدول التي يجب تفكيكها الواحدة تلو الاخرى بل و(صوملتها) ان امكن حتى لا تقوم للاسلام والشريعة قائمة ولكن الاسلام والشريعة ان كان اوباما لا يعلم تقف على اعتاب البيت الابيض ويكفي ان مسألة بناء مسجد في نيويورك اقام الدنيا ولم يقعدها وظهر ضعف اوباما صاحب سياسة التغيير الديمقراطي الذي جاء بمجموعة اليهود الجمهوريين وعلى رأسهم وزير دفاعه روبرت جينس هو الرئيس الوحيد الذي فشل في استعادة نصره الرئاسي في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس قبل ان يكمل نصف فترته الرئاسية وهو الرئيس الامريكي الوحيد الذي تفجرت في عهده اكبر فضيحة وثائق تكشف دور امريكا القذر في العالم كله ويكفي ان الرئيس الروسي بوتين يهدد الآن بنشر صواريخه الذرية ان فشل في الدول الى منظومة حماية الانظمة الصاروخية التي تريد ان تنشرها امريكا في اوروبا الشرقية والتي ترى روسيا انها ما تزال محمية روسية!! بل ووصف جينس بأنه اجهل وزير دفاع يمر بأمريكا وهذا يجعلنا نقف مع التوجه الصهيوني الذي قادته الولاياتالمتحدة ضد العالم وكما اوضحه الاهرام العربي الاسبوعي عبر الاصدارة قبل الاخيرة والتي اشرنا اليها في مقالنا الجمعة الماضية. تقول الاهرام وبعنوان سقوط ورقة التوت عن صقور امريكا وهو تقرير اعده الصحفي مهدي مصطفى ويبدأ بالتالي: ملايين الضحايا في العراق وافغانستان ومئات الآلاف في فلسطين تفتيت السودان بالانفصال بعد حرب اهلية هي الاطول في القارة الافريقية، الاستعداد لغزو اليمن والسيطرة على بحر العرب، محاصرة دول المغرب العربي بعصابات الارهاب، وجاء الدور على مصر البلد القاعدة في الشرق الاوسط!! هكذا يواصل مشروع القرن الامريكي مخططه الرهيب لاحتلال البلاد لصناعة ولايات متحدة امريكية جديدة صناعة التيار اليميني المخالف مع اللوبي الصهيوني. فبعد وضع هذا التيار (الصهيوني) مشروع القرن الامريكي في منتصف التسعينات في عهد الرئيس الامريكي الاسبق كلينتون ونفذه في عهد الرئيس المتطرف اليميني جورج بوش في العراق وافغانستان وصياغة ما يسمى مشروع الشرق الاوسط الكبير تلقي ضربات عسكرية واقتصادية لم يتوقعها هؤلاء القادمون من وسط التيار اليساري المتطرف (بعد سقوط الكرملين وتحديد لماذا انحرفت الحركة اليسارية يميناً) قبل ان يتحالف مع الصهيونية العالمية. هؤلاء خرجوا ظاهرياً من اللعبة بانتخابات الرئيس الحالي باراك اوباما وفي منتصف فترته الرئاسية عادوا من جديد بعد تقسيم العراق عملياً الى ثلاثة كيانات يطلون على اهم بلد عربي في محاولة لتحجيمه والسيطرة عليه عبر ما يسمى بالديمقراطية والشفافية ومراقبة الانتخابات التشريفية وكونا تحالفاً جديداً من بقايا عصر بوش ومن الجدد في عصر اوباما لتصبح مصر حالة قابلة للنظر. وكان هذا التيار المشبوه عالمياً قد جعل الولاياتالمتحدة تطالب مصر بالسماح لها لما اسموه بالتجمعات السياسية السلمية وبالتغطية الاعلامية الحرب والمراقبين الدوليين لمراقبة انتخابات مجلس الشعب (وهو نفس ما طلب من السودان في الانتخابات ويطلب الآن في الاستفتاء)!! ووضع مصر كحالة في وسائل الاعلام الامريكية تذكرنا باللعبة الامريكية حول العراق في نهاية التسعينات ولهذا فان المبشرين بالتطبيع الاسرائيلي الامريكي من اعلاميين ومتعلمين ومتصحفين (كما هو عندنا الآن وجدوا وظيفة جديدة يلعبون فيها دور المعارضة ورمزها في مصر هو الدكتور سعد الدين ابراهيم واحمد الجلبي المصري) ويعود الى خشبة المسرح الامريكي اليوت ابرامز وروبرت ساسكوف ومراكز الابحاث الامريكية ومرة اخرى يقود المحافظون الجدد القطار الامريكي لصالح اسرائيل والتيار الصهيوني في العالم لصناعة كارثة اخرى تصبح معها كارثة العراق مجرد!! ونظرة سريعة الى دور فرانك جانفي رئيس مركز السياسة الامنية الامريكي حول ضرورة مواصلة الغزو الامريكي من اجل سيطرة امريكا على العالم دون قوى اخرى. وجانفي هو احد مؤسسي مشروع القرن الامريكي وضمن ثلاثة قادوا حرب العراق تشيني ورامسفيلد وولفويتر ومن وجهة نظره يبقى مشروع القرن الافريقي الجديد سيبقى امريكياً بقدر ما سيكون اسرائيلياً يهودياً صهيونياً.. وضح الآن ما تريده واشنطن من الخرطوم!!