الخرطوم 'القدس العربي': كمال حسن بخيت : اتهمت الحركة الشعبية، المؤتمر الوطني، بالالتفاف على قرار محكمة التحكيم الدولية بلاهاي بشأن منطقة أبيي رغم إلزاميته وقال دينق ألور القيادي بالحركة في تصريحات صحافية إنّ المؤتمر الوطني يستخدم تكتيكاً جديداً يَقر فيه الاعتراف بما ورد في قرار المحكمة، ولكن مع الزعم بأنّ الأرض التي حددها القرار تتبع للدينكا وجزء من المسيرية. وكشف ألور عن اعتزام الجيش الشعبي اجتياح ابيي إبان الحوادث الأخيرة لولا ان الفريق سلفاكير منعه بأمر صارم. وأكد ألور، معرفة قادة الوطني بأيلولة المنطقة للجنوب، وقال: الحديث عن أن المنطقة تتبع لهم (كضب) وقطع بألاّ تنازل عن الحدود التي رسمتها لاهاي. وشدد ألور على تمسك الحركة بما ورد في القانون الدولي، وتحديد الإقامة المستديمة كشرط للتصويت في الاستفتاء، وأشار لعدم مُمانعتهم من تصويت المسيرية المقيمين بشكلٍ دائمٍ، ولكنه أبدى رفضاً مغلظاً لمسألة تصويت الرُحّل، وتساءل: مَن يقرر مصير أبيي.. الرُحّل أم المقيمون بصورة دائمة؟، وقال إن سمحنا للمسيرية الرُحّل المقدر عددهم ما بين (400 إلى 450) ألف نسمة، في مقابل دينكا نقوك المقدر عددهم ما بين (150 200) ألف نسمة، فما الداعي وقتها للاستفتاء. وفيما قطع ألور، بوقوع الانفصال بسبب السياسات التي وصفها بالخاطئة وشَابت الفترة الانتقالية، نادى بصنع منهجية تسهم في تقليل وطأة الانفصال سواء على الشمال أو الجنوب من خلال خلق علاقات متميزة تربط الطرفين، ولكنه أبدى أسفه لوجود مقاومة لهذا المنهج داخل صفوف المؤتمر الوطني. الى ذلك كَشف برستون ليمان مسؤول ملف اتفاقية السلام الشامل، مساعد المبعوث الأمريكي للسودان، عن صعوبات تُواجه عملية التسجيل بولاية جونقلي بجنوب السودان وقال إنّ العملية توقفت بسبب الأمطار لفترة غير محدودة، واستطرد: الآن العملية بالولاية استؤنفت، ولكن مازال التسجيل فيها بطيئاً جداً، وأشار ليمان للصحافيين عقب لقائه بروفيسور محمد إبراهيم خليل رئيس المفوضية القومية للاستفتاء أمس، وعقب عودته من جوبا، إلى إن عملية التسجيل تسير بصورة جيدة. إلى ذلك دفع فريق المراقبة التابع لحكومة الجنوب، الذي يعمل بالولايات الشمالية، بمذكرة لرئيس المفوضية ضمنت فيها جملة من الملاحظات على عملية التسجيل، وقال جورج ماكير الناطق الرسمي باسم المفوضية، إن المذكرة التي دفع بها فريق المراقبة ستناقشها المفوضية ومن ثَمّ يتم الرد عليها. وأشار جورج إلى أن التسجيل في الولايات الشمالية حتى أمس بلغ أكثر من (91) ألف مواطن، وأوضح أن الجنوب سجل أكثر من مليوني ناخب. من جهتها قَالت آن ايتو، نائب الأمين العام للحركة الشعبية بقطاع الجنوب، إن عدد المسَجّلين للاستفتاء في الجنوب حتى الآن زاد عن 3 ملايين شخص، وشدّدت ايتو للصحافيين بجوبا أمس، على أن عمليات التسجيل تسير بصورة سلمية في مناطق الجنوب كافة، وأشارت إلى ارتفاع وتيرة الإقبال على التسجيل خلال الأيام القليلة الماضية. من ناحية أخرى قالت ايتو، إنّ برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، أكد استعداده لنقل بطاقات الاقتراع إلى مراكز الاقتراع كَافّة قبل حلول التاسع من يناير. وفي السياق أكّدت المفوضية وجود صعوبات في عدد من مراكز التسجيل خارج السودان. وكشفت سعاد إبراهيم عيسى المتحدثة باسم المفوضية، عن إبتعاث مناديب عن المفوضية للمراكز الثمانية خارج البلاد للوقوف على المشاكل كافة التي تعترض سير التسجيل فيها. وأوضحت سعاد لراديو 'مرايا. اف. أم' أمس، أن عمليات التسجيل تسير دون أية مشاكل، وأشارت إلى أن نسبة التسجيل بلغت (40') من بين 17 ألف لاجئ سوداني يعيشون في أثيوبيا. وفي الاثناء بدأ عدد من التجار الأجانب والشماليين، بمغادرة الجنوب بعد تصفية أعمالهم التجارية، مع اقتراب عمليات الاستفتاء، تخوفاً من حدوث انفلاتات أمنية خلال وبعد الاستفتاء تؤدي لخسائر تجارية لهم. وكشف عدد من التجار في تصريحات صحافية عن ارتفاع الأسعار بصورة ملحوظة وخاصة السلع الضرورية كالسكر الذي وصل إلى (170) جنيهاً للجوال، والدقيق إلى (150) جنيهاً، وجركانة الزيت من (70) إلى (100) جنيه، وعبوة العدس زنة (25) كيلو من (110) إلى (130) جنيهاً، والأرز المصري من (120) إلى (130) جنيهاً. وعزا التجار ارتفاع الأسعار لمغادرة بعض التجار تخوفاً من تداعيات الاستفتاء، ولارتفاع سعر الصرف نسبةً لاعتمادهم على البضائع الواردة من دول الجوار خلاف القليل القادم من الشمال، التي تَتَمثّل في السكر والدقيق وبعض الحلويات والبقوليات. وقال محجوب علي التاجر بسوق جوبا، عضو الغرفة التجارية، إن هنالك تفاوتاً في الأسعار بسبب تغييرات سعر الصرف وعدم ثبات العُملة الوطنية أمام الدولار. وفي السياق، قال وليم أكوج الأمين العام للغرفة التجارية والصناعية والزراعية بحكومة الجنوب إن معظم السلع ارتفعت بسبب ارتفاع الدولار والترحيل والضرائب، وأضاف: (الأسعار مولعة) الآن في الأسواق الداخلية بالجنوب، إلاّ أنّه قال إنّ ارتفاع الأسعار ليس حكراً على أسواق الجنوب، بل إن معظم أسواق السودان تشهد ارتفاعاً ملحوظاً كما هو الآن في الخرطوم.