آخر الليل: اسحق احمد فضل الله - ونحدث قبل اسبوعين عن ان الحركة الشعبية تشتري وسائل اعلامية هائلة . - والصراخ عن (فيديو) الفتاة المجلودة امس ليس هو اول – ولا آخر- انتاج السوق هذا - والاعلام هذا الذي ارضعته الحركة من ثدي خزائنها يقوم الآن بتحويل الحديث حول النظام العام من جراحة الى جزارة. - ونحدث عن ان الحركة تقيم سوقا حاراً لشراء قادة جنوبيين .. وشخصية كانت قيادية بالوطني تتولى السوق هذا – وتحدث ان الوطني يعد ردوده - والوطني يعلن امس اعطاء الجنسية لقادة جنوبيين بعد الانفصال - ونحدث عن طعن دستوري ضد الاستفتاء - والصحف تحمل هذا امس - لكن الاحداث تتدافع - وامس الاول – ليلا بالطبع.- ولما كانت عربات المنظمات تحشو شارعاً معيناً في اركويت/امام احد اندية الحركة الشعبية / كان الهمس امام بعض العربات مثيرا- وامام العربة (كروزر) (رقم 11000984) كان الهمس عن ان مبادرة النمسا عند وزارة الخارجية ينجب مشروعاً لبقاء الجنوبيين في الشمال. - وصحف امس تحمل حديثاً عن بقاء اعضاء الوطني في الشمال. - وامام العربة (هايس) رقم 38؟؟ والاخرى رقم 604 ؟؟ كان الحديث عن ان قيادات الحركة الشعبية (التي تجتمع بصورة لا سابق لها ) تستأنف لقاء سرياً في جوبا.. يشهده الاسبوع الماضي - ومشروع النمسا الذي يجد ان اهل القانون واهل الاستراتيجية يرفضونه بعنف يقدم اقتراحاً يشبه ما حدثنا عنه من قبل. - و النمسا التي تجد ان الوطني يرفض بعنف ابقاء الجنسية السودانية لدى المنفصلين يقترح (تبادلا للمعاملات الاقتصادية – والامنية – والسياسية و..) - وكل ما رفضه الوطني من الحقوق الاربعة يعود تحت اسم جديد في مشروع النمسا. - ولقاء العربات امام النادي يهمس متسائلاً وهو يجد ان – الانفصال يعني تلقائياً ان يفقد الدستوريون ورجال الخدمة المدنية والعسكرية من الجنوبيين وظائفهم في الحكومة المركزية وحكومة الشمال.. بالطبع - ويجد انه يستحيل عقلا ًان تحمل حكومة في جوفها وزراء لايحملون جنسية الوطن الذي يقودونه او عسكريين ومديرين في اماكن مهمة بينما هم لا يحملون جنسية الوطن الذي يقودونه - وعلى العكس يحملون جنسية بلد يبلغ من العداء درجة الانشقاق والحرب و... - وهمس العربات نعود اليه لكن الهمس كان يحمل مقاطع ممتعة من السخرية - السخرية من اعلان الحركة طرد الشماليين فيها (صحف الاحد تحمل هذا) ثم اعلان الحركة ترحيل الشماليين فيها الى الجنوب للحفاظ على سلامتهم بعد الانفصال – كما تقول صحافة الاثنين - والسخرية تجد بعد الضحكات ان الحركة لن تجد من تفصلهم من الشماليين.. فالشماليون في الحركة تركوها سراً وعلناً - والسخرية تجد ان ترحيل القادة الشماليين خوفاً عليهم ليس اكثر من صيحة ارهاب .. تخيف الجنوبيين في الشمال للنزوح.. والصيحة يحملها الاعلام.. اياه!! - بينما في الليلة ذاتها كانت شاشات التلفزيون تحمل الاحاديث البائسة.. ومن نزحوا للجنوب يحدثون الشاشة بعد عودتهم عن كيف انهم (بعنا كل ما نملك هنا وفي الجنوب لم نجد شيئاً .. لا بيوت ولا عمل ولا طعام.. وحين رجعنا للشمال لم نجد حتى بيوتنا التي كنا نسكنها .. بعناها بالطبع) - لكن الهمس كان يحدث عن شئ آخر -يحدث عن ان دعوة زامبيا للبشير هي شئ يشبه اسلوب الحركة الشعبية (المؤامرات البلهاء)..وان البشير لن يذهب - ونعود الى هذا (2) - وفي مكان آخر كان الحديث في الليلة ايضاً ليلة العاشر من ديسمبر –يدور عن الليلة هذه (10/12/2010) التي تحمل الذكرى الثانية عشر لمذكرة العشرة 10/12/1998م - المذكرة التي مازالت تفعل ما تفعل - والحديث يذهب بعدها الى ما يفعله الشعبي - و الى لقاء يضم عشرة شخصيات يحمل مذكرة اخرى للبشير.. تلك الايام -فاستشهاد المشير الزبير كان يعني ضرورة انتخاب نائب للبشير. - وعثمان خالد وعثمان عبد الوهاب وعبد الله سليمان العوض وموسى حسين ضرار ومحمد يوسف موسى ومحمد صادق الكاروري واحمد عبد الرحمن وعلي عثمان وعلي الحاج كانوا يقدمون اسماء ثلاث مرشحين لمنصب النائب هذا - والقائمة كانت تحمل الاسماء.. على عثمان وعلي الحاج وبكري حسن صالح - لكن بكري يبعد !! والترابي يحل محله - والترابي يقدم المذكرة للبشير -والبشير يجد امامه مذكرة تحتاج الى( عبقرية) كاملة لنزع فتيلها دون ان تنسف كل شئ - وما قاله البشير يعرفه كل احد -لكن الترابي / الذي يدفع بعلي الحاج مرشحاً لمنصب نائب رئيس الجمهورية .. ثم رئيساً للجمهورية يتجه لارسال علي الحاج الى دارفور.. - ليحدث بعد المفاصلة ما حدث من علي الحاج..وحتى اليوم - والالتفاف الطويل هذا يصل الى صناعة مشكلة دارفور التي تبدأ عام 2001 وعبد الله ابكر في قارسيلا.. وعلي الحاج في الخارج - ثم طوفان المنظمات والمخابرات العالمية.. والدعم الالماني الغربي الامريكي ال.......ال.. للتمرد..!! - ثم الدعم الجنوبي اخيراً لحركات دارفور هذه.. ثم رد الانقاذ.. الاخير -كل هذا يفتح عيونه ليل امس الاول ليجد ان الامر كله ينتهي بالحركة الشعبية محصورة في منزل (بشارع 51) تبحث عن اي وسيلة للبقاء في الشمال - لكن جهة ثالثة / في حديثها عن دعوة زامبيا للبشير.. وبعد البحث عن فائدة واحدة بحصل عليها السودان من الزيارة هذه.. دون جدوى.. وبعد التحديق في الف خطر وخطر يواجه البشير والسودان في الزيارة هذه / الجهة هذه تتساءل - لماذا.. والمؤامرات ومنذ عشرين سنة تجد ان خيط العقد في السودان هو البشير.. وتسعى لقطعه. : لماذا لا تتجه الانقاذ الى تكوين يجعل السلطة شيئاً يقوم على عشرين ساق بدلاً من ساق واحدة؟! الشئ ذاته الذي حملته مذكرة العشرة ؟! العاشر من ديسمبر 1998 (3) - لكن اللقاء الاعظم في ليلةالعاشر من ديسمبر امس الاول كان هو لقاء المواطنين في المخابز .. الذين يجدون ان اسعار الخبر تشتعل واسعار السكر واسعار واسعار - يجدون ان جهة ما تنجح حتى الآن في جرجرة الانقاذ الى الحريق ذاته الذي جعل الانقاذ تأتي لانقاذ الناس منه.. - فالانقاذ يرحب الناس بها يوم جاءت لانها اعادت الخبز الى ايدي الناس - والامان لخشم البيت.. - وانها لم تعلن القوانين الاسلامية الا بعد ذلك لان (الدين بالعجين) - والآن يكاد العجين يذهب - ليتبعه الدين..!! - والجهات هذه تتجه لاشعال الحرب لان الحرب – عادة – يتبعها اشتعال اكثر واكثر في منصرفات الحياة اليومية - وليس اكتشافاً ان تكتشف مؤامرة . الاكتشاف هو ان تكتشف الرد المناسب عليها - والرد المناسب هو خبر وطلب.. والخبر هو ان الجنوبيين لن يحصلوا على الجنسية والطلب هو ان تكاليف الحياة تصبح هي المطلب الرئيسي.