أكد الرئيس السوداني المشير عمر البشير ان شريكي الحكم في السودان قطعا أشواطاً بعيدة للتنسيق وإحكام العلاقات بين شمال وجنوب السودان حال الوحدة أو الإنفصال واستبعد تماماً العودة إلي خيار الحرب علي أن يظل السلام والتعاون هو القاسم المشترك بين الجانبين في كل الأحوال. وقال الرئيس السوداني خلال مخاطبته الجلسة الإفتتاحية لمؤتمر الفيدرالية الدولي الخامس الذي تستضيفه أثيوبيا إن السودان لا زال يتمسك ويسعى لتحقيق الوحدة بين شماله وجنوبه كما تدعو إتفاقية السلام الشامل ، واضاف ‘‘ نعمل في نفس الوقت علي تنفيذ إستحقاقات هذه الإتفاقية بما في ذلك الإحترام التام بقيام الإستفتاء علي تقرير مصير جنوب السودان والإعتراف بنتائجه أياً كانت طالما كان إستفتاءً حراً ونزيهاً وشفافاً وملزماً بالقانون والدستور" . وأوضح الرئيس السوداني ان السودان قرر تبنى النظام الفيدرالي في العام 1991م كأفضل الخيارات الإدارية والسياسية لإدارة التنوع في السودان بعد حوارات ودراسات مستفيضة ، مشيراً إلى أن قرار تطبيق الفيدرالية جاء نتيجة للحرص علي إعادة هيكلة الدولة وتحقيق القسمة العادلة للسلطة والثروة والإستجابة لحاجات التنوع وفض النزاعات القائمة الأمر الذي أدى لوقف الحرب في جنوب السودان. وأشار الرئيس السوداني الي ان بلاده استطاعت تحقيق العديد من اهدافها الإستراتيجية والحيوية من خلال تطبيق الفيدرالية تمثلت في وقف الحرب في جنوب السودان بعد إتفاقية سلام نيفاشا التي وضعت الأسس لإقتسام السلطة والثروة وتثبيت الأوضاع الأمنية في الجنوب لافتاً بأنها حققت العديد من المكاسب لجنوب السودان ، حيث حصل علي منصب النائب الأول وتسع وزارات إتحادية بين 33 وزارة بجانب مشاركته في جميع أجهزة الدولة بنسبة تقارب ال 30% مع إنفراد الحركة بحكم جنوب السودان. وحول قسمة الثروة ذكر الرئيس السوداني ان جنوب السودان نال 9 مليارات دولار بجانب تنفيذ الحكومة السودانية لمشاريع تنموية في جنوبالسودان بقيمة مليار دولار لدعم التنمية والإستقرار ، وأضار إلى أن مكاسب السودان من مؤتمر المانحين بالكويت هى ثمرة لاتفاقية شرق السودان الذي انعكس نماءً وبركة علي انسان الشرق. وعن مشكلة دارفور قال البشير نتطلع من خلال منبر الدوحة وإستراتيجية سلام دارفور للحسم الكامل للنزاع في الإقليم في الفترة القادمة ودعا البشير المؤتمر الي تكوين آلية دولية للتنسيق الفعال والمستمر لضمان التعاون بين الدول المشاركة وتبادل التجارب الحية في مجال الفيدرالية الدولية ، مؤكداً في هذا الخصوص أن تلاقي وفود الدول المختلفة في مؤتمر الفيدرالية لبحث ترسيخ مفاهيم الحرية والديمقراطية والتداول السلمى للسلطة والإعتراف بالآخر مؤشرات تدفع بالمجتمع الدولي في نهاية الأمر إلى تعزيز التواصل بين الدول والإبتعاد التدريجي عن الإنتقائية والإستقطاب السياسي الحاد والإعتراف بممارسة الدول لسيادتها الوطنية وإقامة علاقات شراكة متوازنة مشيراً إلى تطلع السودان لإستضافة فعاليات الدورة القادمة للملتقي.