والحركة الشعبية تصفي مكاتبها بالشمال وتعلن أنها تريد إنفصالاً سلساً وجوارا أخويا مع الشمال .. والخرطوم تصدق الحركة تماماً .. والخرطوم في هذه الأيام - بالذات - تكتظ حقابئها بالحقائق التي تؤكد صدق الحركة الشعبية. والأسابيع الماضية خليل يطلب من الحركة الشعبية إيواءه بعد الإستفتاء ومن ثم إستخدام قواته للحرب ضد الخرطوم . والحركة الشعبية تخرج للإعلام تتبسم وهي ترفض الدعم العسكري من خليل إبراهيم لسبب معروف .. وهو أن معركة أمدرمان جعلت الخرطوم تشرع في إعداد كامل لمواجهة لكل شيء. ومن يومها عيون الخرطوم لايخشاها النوم ..!! و( بعض ) مما ترآه عيون الخرطوم هو أن مكتب سري في أركويت صباح أمس الأول يشهد إجتماعاً مختصر جداً لقادة قطاع الشمال. والإجتماع يشهده فلان وفلان من الحزب الشيوعي وشخصية نسائية معروفة .. والإجتماع ينتهي بتبادل الإتهامات واللكمات .. والجميع يخرج يسب في الحركة الشعبية وفاقان ولوكا بيونق ودينق ألور ..و.. ومايجلب السباب كان هو .. أن اللقاء هذا هو الأخير لجسم أسمه قطاع الشمال – هكذا قالت المنصة – وأن اللقاء هذا هو الوحيد الذي - لأول مرة - تفرش فيه الحقيقة على الأرض .. حقيقة أن ثور ( قطاع الشمال ) قد نحر. المنصة تقولها وتجعل الجميع يخرج واضعاً يده على رأسه وهو ينظر إلى جاره يتسأل بحواجبه عما إذا كانت هذه الحقائق الذي تتدفق الآن صحيحة أم خطأ . وعيون الخرطوم تنظر إلى مايدور في جوبا .. ولقاء إستخبارات الحركة الشعبية الأخير الذي يرسم سيناريو ممتع .. سيناريو لإشعال الحريق..!!.. السيناريو له زمن محدد .. وله شخصيات محددة .. وله هدف محدد هو ( عرقلة سير عملية الإقتراع في الخرطوم .. وكل ولاية شمالية بها جنوبي واحد وحدوي ). والسيناريو في صفحات الأحلام الوردية يذهب إلى ضرورة. حصد نتائج مشابه لنتائج الإثنين الأسود . ثم تحقيق مافشلت فيه آحزاب المعارضة في مسيرة الإثنين .. إغتيال بعض الشخصيات السياسية .. لكن الآحلام حين ترفع رموشها تجد إن .. (إستخبارات الحركة التي اتهموها بالذكاء .. طلعت براءه ). فالخرطوم قنبلة من يقترب منها تنسفه ..!! وآحلام إستخبارات الحركة شيء يشبه آحلام (الرجل الآحول الذي سألوه ماهي أمنيتك بالحياة قال: نفسي أشوف واحد ماشي لوحده ). ولقاء آخر لحركات درافور يعلن ما سوف نكشفه عنه .. ولا شيء يكشف حقيقة مافي أفئدة أهل السودان مثل المغالطات. وفي زفير المغالطات كان أحدهم وهو يلعن الحركات الحركة الشعبية وينتقد ممارساتها وينتقد . يحكي كيف أن أحد أقاربه كان يعمل في الجنوب وذات يوم مر به أحد جنود الجيش الشعبي - أثناء تصفحه لخبر في الصفحة الأولى بصحيفة الإنتباهة - ودون مقدمات بدأ يسأله الجندي : يامندركورا دا جريدة بتاع شنو دا . فأجابه : الإنتباهة . فقال له : وزول في الصورة ده منو .. ؟!. فأجابه : سلفاكير. حينها قال له الجندي : طيب ليه شايلو بدون طاقية .. فبدأ بضربه حتى أغمى عليه ؟! حينها بدأ الحزن يرتسم على وجه الرجل – وفجأة – إنفجر غاضباً ليقول : (هسع ديل ناس ممكن نعيش معاهم في دولة واحده ). وقتها أدركنا لماذا ينكب القراء - كل صباح - على صفحات الإنتباهة. نقلا عن صحيفة الرائد السودانية 14/12/2010م