جاء في تقييم للامم المتحدة ان مئات الالاف من السودانيين قد يفرون الى دول الجوار اذا اندلع قتال بعد الاستفتاء الذي يجري على انفصال جنوب السودان الشهر المقبل. ويجري الاستفتاء الذي نص عليه اتفاق سلام عام 2005 وأنهى عقودا من الحرب الاهلية في التاسع من كانون الثاني يناير ويقول محللون سياسيون ان الجنوب سيصوت على الارجح لصالح الانفصال. ويرى بعض المحللين ان الخلافات حول مناطق النفط وقضايا أخرى قد تفجر الصراع بعد الاستفتاء. ووضع مكتب مفوض الاممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين خططا طارئة تشير الى امكانية لجوء 100 الف من جنوب السودان الى أوغندا و100 ألف آخرين الى كينيا و80 ألفا الى أثيوبيا و50 ألفا الى مصر عام 2011 اذا نشبت حرب بعد استقلال الجنوب. وقال محمد ديري الممثل الاقليمي لمفوضية الاممالمتحدة لشؤون اللاجئين في مقابلة 'نأمل الا يحدث شيء... لكن بالقطع هناك شعور بأن شكلا من أشكال التشريد قد يحدث من جنوب السودان الى الدول المجاورة طلبا للجوء'. وصرح بأن مشاكل أمنية بعد الاستفتاء قد تدفع البعض من بين نحو 1.5 مليون سوداني جنوبي يعيشون في العاصمة الخرطوم وحولها الى الفرار شمالا الى مصر. ولمح مسؤولون مصريون الى ان نزوحا كبيرا من جانب اللاجئين لن يكون مرحبا به في دولة تستضيف بالفعل عشرات الالاف من اللاجئين في الوقت الذي يشكل فيه تزايد أعداد سكانها عبئا على البنية التحتية والخدمات الاجتماعية. وفي عام 2005 قتلت الشرطة المصرية أكثر من 20 سودانيا حين فضت اعتصاما لطالبي اللجوء يريدون الاستيطان في الغرب. وتستضيف مصر نحو 18 ألف لاجئ مسجل من جنوب السودان تشرد كثير منهم خلال عقود من الحرب الاهلية التي قتلت مليونين وشردت اربعة ملايين فروا الى دول الجوار مما اشاع حالة من عدم الاستقرار في شرق أفريقيا. وصرح ديري بأن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين تعد لتوجيه مناشدة الشهر المقبل لجمع الاموال للتعامل مع تكلفة عمليات تشريد محتملة بعد الاستفتاء.وقال 'نأمل الا تحدث في السودان حرب شاملة لان هذا أسوأ سيناريو يمكن ان نفكر فيه'. وأضاف 'لكن على الارجح قد تحدث اشكال من التشريد داخل جنوب السودان ذاته ومن جنوب السودان الى دول الجوار طلبا للجوء وربما من الخرطوم الى جنوب السودان ودول مجاورة مثل اريتريا ومصر'. المصدر: القدس العربي 21/12/2010