هذه دعوة لجميع ابناء السودان للتفاكر في سودان واحد ابتداء من يناير 2011م حتى يناير 2030م. تصويت الاخوة في جنوب السودان للوحدة يعني انهم قد اختاروا الوحدة الطوعية - التعايش السلمي - استبعادا كاملا لخيار الحرب - سلاما شاملا لجميع أرجاء السودان بعد ان تحل تلقائيا مشكلة دارفور، الأمن والاستقرار ينعكسان ايجابا على تدفق الاستثمارات من الداخل والخارج لبلد يملك مليون ميل مربع تتوزع عليها كل الثروات على سطح الأرض وباطنها. لنقرأ هذا السيناريو سويا: * تدخل الشركات الكبرى من الغرب والشرق في منافسة واضحة على الاكتشافات النفطية ويزداد حجم معدل انتاج النفط إلى ستة اضعاف ليصل إلى ثلاثة ملايين برميل يوميا ويصبح السودان ثاني أكبر مصدر للنفط مع وجود خطوط أنابيب ناقلة الى بور تسودان وموانئ أخرى قادمة. * دخول انتاج الغاز والغاز المسيل في دورة الانتاج وربط ذلك بخطوط ناقلة الى أوروبا عبر مصر وافريقيا عبر الساحل الشرقي. * زيادة حجم الاستثمارات في مجال الزراعة والثروة الحيوانية إلى خمس مرات ليصبح السودان أكبر مصدر في المنطقة للإنتاج الحيواني مع القيمة المضافة الى هذا القطاع في شكل لحوم مصنعة ومنتجات ألبان، ويمكن ان يشكل هذا القطاع احد أهم مرتكزات الاقتصاد السوداني. * باستعمال التقنية الحديثة يرتفع الانتاج الزراعي إلى خمسة اضعاف ليصبح السودان مصدرا رئيسيا للحبوب - الحبوب الزيتية - الاقطان - الاعلاف - "الاخشاب" - البذور المحسنة. * تزداد مساهمة الصناعة بمعدل مقدر في الاقتصاد الكلي بفضل تدفق الاستثمارات والحراك الاقتصادي الكلي الذي سيشهده السودان.. وتستفيد من الميزات التفضيلية التي تقدمها المجموعات الاقتصادية التي ينضم إليها السودان - الكوميسا - السوق العربية - منظمة التجارة الدولية - في الصادرات الصناعية. * التعدين: سيتدافع المستثمرون لهذا القطاع الذي يبشر بمستقبل غير مسبوق ويمكن ان يكون السودان من أكبر الدول المصدرة للذهب.. وغيره من المعادن النفيسة بالاضافة الى التعدين في مجالات المعادن الاخرى التي يزخر بها باطن الارض. * نتيجة لتدفقات رأس المال والتوظيف الأمثل للموارد داخل السودان وحراك النشاط الاقتصادي الكلي غير المسبوق ينتج عن ذلك تطور ضخم في البنى التحتية من طرق واتصالات فيكون لدينا طريق داخلي بين وادي حلفا حتى نمولي يوازي هذا الطريق المسفلت خط سكة حديد وادي حلفا - نمولي.. مع طريق نهري على طول نهر النيل وفروعه. * طريق آخر مسفلت بين نيالا بور تسودان يوازيه خط سكة حديد بور تسودان نيالا. * بالإضافة إلى طرق داخلية تربط جميع مدن وارياف السودان، وهذا بدوره ينشئ سوقا داخلية كبيرة يتم فيه تبادل السلع والمنتجات بين قطاعات السكان المختلفة مما يزيد ويرفع الانتاج الداخلي بعد استكمال دورة الاقتصاد.. الانتاج.. التوزيع.. التسويق. * تكون الطرق الداخلية امتدادا لطرق قارية - القاهرة.. جوهانسبرج.. خط سكة حديد مواز كذلك.. وكذلك طريق بري دكار بور تسودان يوازيه خط سكة حديد. * بارتباط السودان خارجيا يصبح السودان مركزا اقتصاديا مهما للقارة الافريقية، يصاحب ذلك حركة نشطة للنقل الجوي وتكون الخرطوم إحدى المحطات الكبرى في مجال النقل للركاب والبضائع. * ارتباط السودان القاري بفعل سياسة الجوار النافع بحيث تصبح حدود السودان التسعة حدودا للتبادل التجاري والمشاريع الاستثمارية المشتركة. * ترتفع معدلات النمو السنوي بمستوى غير مسبوق ولن تقل عن رقمين بأي حال وينعكس هذا على زيادة حجم الناتج القومي المحلي ليتضاعف لأكثر من عشرة أضعاف ويزيد بالتالي دخل الفرد ليقارب معدلات دخل الفرد في دول الخليج مثلا. * نتيجة حالة استيعاب الأمن تتغير أوجه صرف الميزانية والتركيز في التعليم والتدريب والبحث العلمي لتكوين قاعدة مدربة لسوق العمل الذي يمكنه ان يستوعب ويوفر مئات الآلاف من الفرص سنويا، كما يتم التركيز في التعليم النوعي لتخريج كوادر مؤهلة من رجال الاعمال الشباب ليقودوا القطاع الخاص.. الذي سوف يدير النشاط الاقتصادي الكامل. * بحكم اتساع مساحة السودان وتنوع موارده وتزايد هذه الموارد يتحول السودان لأقاليم اقتصاديةEconomic Zones متكاملة.. كل حسب ما يتوافر له من ميزات تفصيلية فمثلا يمكن ان يتخصص الجنوب في انتاج "الاخشاب" - الفواكه الاستوائية - اللبن - الشاي. * ويشهد الجنوب مزارع ضخمة لإنتاج الشاي واللبن والارز وانتاج الفواكه والتبغ، كما بُربط انتاج "الاخشاب" بصناعة الاثاث والصناعات المرتبطة بالتعدين. * يكون الإقليم الشمالي بستان السودان من الفاكهة والخضراوات، بالاضافة الى التخصص في زراعة القمح، بحيث ينتج هذا الاقليم جميع احتياجات السودان، كما يختص في صناعات الاسمنت - الصناعات المرتبطة بالتعدين. * الإقليم الاوسط (نقصد هنا الاقليم الاقتصادي وليس الاداري والسياسي) يتخصص في انتاج الاعلاف - الحبوب - القطن - الانتاج الحيواني بالاضافة الى الصناعات التحويلية والصناعات ذات التقنية العالية المرتبطة بالخدمات. * الإقليم الشرقي الاقتصادي يتخصص في انتاج الحبوب - الاعلاف - صناعات التعدين - انتاج الغاز - الصناعات المرتبطة - صناعات البتروكيماويات - الأسماك. * الإقليم الغربي، يتخصص بالإنتاج الحيواني - الحبوب الزيتية والصناعة المرتبطة بها - التعدين وصناعة التعدين وخاصة في النحاس والحديد. في الختام يجمع جميع الخبراء على ان الكيان الواحد هو دائما الأكثر قدرة على التطور والنمو الاقتصادي بعكس الكيانات الصغيرة. ألا يستحق ان نحقق أي قدر مما ذهبنا ان نقول: نعم لوطن واحد؟ * السفير السوداني في مملكة البحرين المصدر: اخبار الخليج 30/12/2010