ترجِّح مصادر سياسية مطلعة داخل الحركة الشعبية أن تتصاعد فى المرحلة القريبة المقبلة أزمة أبناء جبال النوبة داخل الحركة الشعبية . فقد تم الكشف لأول مرة – أواخر الأسبوع الماضي – عن وجود حوالي 4 من كبار ضباط الحركة الشعبية من أبناء النوبة رهن الاعتقال منذ سنوات فى مقدمتهم كما هو معروف اللواء تلفون كوكو أب جلحة . و الأمر المثير لحنق أبناء النوبة و يرفع من وتيرة غضبهم أن الاعتقالات تمت بدون تبيان أسباب محددة، وفى معتقلات مجهولة تماماً فى مناطق متفرقة من أرجاء الجنوب، و الأدهي و أمرّ أن القواعد المتعارف عليها فى التقاليد العسكرية انه لا يجوز اعتقال اى ضابط لهذه المدة الطويلة دون أن يتم عرضه علي جهة محاسبية أو محكمة تقرر إدانته أو براءته ليتسني للكل معرفة ما اقترفه المعتقل لينبني على ذلك موقف كل شخص أو جهة وفقاً للقواعد و اللوائح المعروفة . و بالنسبة للواء تلفون كوكو، فان ذات المصادر قالت إن الحركة الشعبية تعتقله مخافة تسببه فى التأثير سلباً على رأي أبناء النوبة بشأن المشورة الشعبية ، وهذا هو السبب الظاهر ، ولكن الأسباب العديدة الخفية و التى استشفتها المصادر نتيجة متابعات لصيقة لأشهر خلت ، أن الحركة الشعبية قد زهدت تماماً فى أبناء النوبة منذ أن توجهت نحو فصل الجنوب مدركة أن من الصعوبة إيجاد (محل) لهؤلاء القادة ، كما أن من الصعب ايضاً مكافأتهم على التضحيات التى قدموها طوال فترة الحرب الطويلة . و يقول قيادي معروف من ابناء النوبة من منطقة كادقلي تحدث ل(سودان سفاري) هاتفياً ، ان صلتهم كنوبة فيما يبدو انقطعت بغياب زعيم الحركة الراحل قرنق إذ تلاحظ على الفور إحجام قيادة الحركة عن تعيين العديد من أبناء النوبة فى مناصب قيادية مهمة و حتى الدكتورة تابيتا بطرس التى شغلت منصب وزير الصحة فقد جري سحبها و إبدالها على الفور حين واتت الحركة الفرصة عقب الانتخابات لأن الحركة الشعبية ماضية باتجاه الانفصال ، ولم تكن ترغب فى قياديين يتوجهون نحو الوحدة ، أو يؤدون أداءً ذا طابع قومي . و يشير القيادي المذكور الى ان هنالك (تهميش) لا يتطرق اليه الشك لقادة النوبة فى الحركة سواء داخل المكتب السياسي أو فى بقية المؤسسات داخل الحركة . و بسؤالنا عن اعتقال كوكو، قال المصدر إن الاعتقال كلمة أخف بكثير مما يعانيه كوكو حالياً ، و قد حاولت الحركة فى وقت سابق إرضاء أهل كوكو بالإعلان عن إطلاق سراحه و من ثم التراجع عن ذلك فى مناورة (غير إنسانية و غير سياسية) – بحسب تعبيره – و تورد سودان سفاري بعض أسماء الضباط المعتقلين من ابناء النوبة مثل العقيد أرباب كوستمي ، العقيد جمعة الوكيل . و تشير سفاري الى أن هنالك الآن حراكاً واسع النطاق داخل أبناء النوبة بمختلف توجهاتهم السياسية داخل عدد من الأحزاب لاتخاذ موقف حاسم بشأن ما أسموه ظلم بيِّن يطال قادتهم خاصة و أنه ثبت ان الحركة الشعبية قد قررت فصل الاقليم الجنوبي و حل قطاع الشمال ، ولم تعد لها رغبة فى اى نوع فى تقديم اى شئ لأبناء النوبة و اعتبرتهم مجرد (وقود) استخدمته أيام الحرب و لم يعد له قيمة الآن !