يزور رئيس الجمهورية حاضرة الجنوب مدينة جوبا غدا الثلاثاء في زيارة ربما تكون الأخيرة له كرئيس لجمهورية السودان والسودان موحدا ،وكآخر رئيس للسودان يتفقد الجنوب قبل اقل من خمسة أيام علي أجراء الاستفتاء المقرر فيالتاسع من يناير 2011علي حق تقرير مصير الجنوب الذي سيختار فيه الجنوبيون مابين الوحدة أو الانفصال طبقا لاتفاقية نيفاشا ،وتعد هذه الزيارة الأولي بعد الانتخابات . زيارة وداع وزيارة البشير لجوبا في هذا التوقيت ربما تكون زيارة وداع أخيرة لجزء غال من الوطن الذي تشير كل الدلائل لانفصاله عن الوطن الواحد الموحد وربما تكون أيضا تشبثا بحلم الوحدة لآخر لحظة ،ومحاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في اللحظات الحرجة الأخيرة في عمر السودان .وفي الوقت الذي أعلن فيه وزير الأعلام بحكومة الجنوب برنابا مريال بنجامين عن إصدار مجلس وزراء الإقليم لتوجيهات للجهات المعنية للخروج لاستقبال الرئيس البشير في جوبا غدا الثلاثاء . وقال مستشار رئيس الجمهوري دكتور مصطفي عثمان إسماعيل في تصريحات صحفية أن الزيارة تأتي في أطار إنفاذ اتفاقية السلام الشامل والوقوف علي سير عمليات الاستفتاء وفق ما خطط لها . وأضاف د.مصطفي أن زيارة رئيس الجمهورية للجنوب تعد مفيدة ومثمرة للغاية وتصب في مصلحة البلاد مهما كانت نتيجة الاستفتاء مشيرا لحاجة المواطنين لبث الطمأنينة وتأكيد مسئولية الدولة عن استقرار الأوضاع بالبلاد وتعزيز التعاون بين الجانبين . قضايا الاستفتاء ويتوقع أن يلقي البشير خطابا تاريخيا علي ضريح زعيم الحركة الشعبية جون قرنق الموجود بجوبا وسيلتقي البشير خلال الزيارة التي تستمر يوما واحدا مع رئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت ،لبحث عدد من القضايا بينها اتفاق السلام الشامل وقضايا الاستفتاء وما بعده . ويري القيادي بالمؤتمر الوطني د.ربيع عبد العاطي أن زيارة رئيس الجمهورية لعاصمة جنوب السودان (جوبا )هي اكبر دليل علي أن البشير لا يزال هو رئيس السودان شمالا وجنوبا ،وأشار ربيع في حديثه ل(السوداني )أن الزيارة تبرر مسئولية رئيس الجمهورية تجاه وحدة السودان حتى في آخر اللحظات مضيفا أن الزيارة هي إبراز التزام رئيس الجمهورية والصدق عليما تم التوقيع عليه في اتفاقية السلام الشامل ،مستبعدا أي صعوبة في الإتيان بالوحدة في هذا التوقيت ،مؤكدا أن الزيارة هي أشارة للمصداقية وان رئيس الجمهورية ما زال هو المؤول عن الشمال والجنوب .ووصف أستاذ العلوم السياسية بروفيسور الطيب زين العابدين زيارة رئيس الجمهورية لجوبا بالخطوة الايجابية والجدية لحل المشاكل قبل الاستفتاء ،مشيرا الي انه من الواضح أن اللجان المعنية بملفات الحدود والجنسية والاقتصاد لم تقطع شوطا كبيرا في الحل مما دفع رئيس الجمهورية للتباحث بنفسه مع رئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت . أسوأ السيناريوهات وقال زين العابدين ل(السوداني )"لا أتوقع الوصول لاتفاقية نهائية بين الجانبين "،معللا ذلك بعدم وجود زمن للوصول لاتفاقية بين الشمال والجنوب ،متوقعا في ذات الوقت الوصول لاتفاق إطاري بين الطرفين لمستقبل الجنوب أو الشمال ،متمنيا أن تجد زيارة رئيس حكومة الجنوب ،وأشار زين العابدين إلي أن أسوأ سيناريو أن يحدث انفصال في الاستفتاء ،مضيفا أن الناس ضحت بتقرير المصير والذي كانت نتيجته معروفه من اجل عدم العودة إلي الحرب ،متخوفا من سريان عدوي انفصال الجنوب علي جنوب كرد فان ودارفور الذي وصفه بأنه واقع ،داعيا إلي الترتيب لا يجاد علاقة بين الشمال والجنوب . ويري مراقبون أن هذه الزيارة ستجد صداها عند الشعب الجنوبي باعتبار أن رئيس الجمهورية كرئيس للسودان اجمع أوفي بوعده في تنفيذ اتفاقية السلام الشامل والتي من ثمراتها استفتاء الجنوب مما يجعل الجنوبيين يقدرون له ذلك . نقلا عن صحيفة السوداني بتاريخ :3/1/2011