الولايات المتحدةالأمريكية التي تسعى بكل ما أوتيت لفصل الجنوب، ينطبق قول الشاعر أحمد شوقي الذي قال يعاتب الاحتلال عندما نفاه إلى أسبانيا بينما جعل مصر مقراً لكل غريب: احرام على بلابله الدوح **** حلال للطير من كل جنس فالولاياتالمتحدة خاضت حربا ضروسا لمنع انفصال ولاياتها الجنوبية فيما عرف بالحرب الأهلية (1861-1865)، بعد ما أعلنت (11) ولاية من جنوبية تحت قيادة جيفرسون ديفيس، الانفصال عنها وكانت تساندها ولايات الرقيق الخمسة التي تقع على الحدود.. أما السودان فمحرم عليه حتى اقامة استفتاء عادل وحر ونزيه يضمن نتائج معبرة عن الإرادة الحقيقية للجنوبيين.. معروف أن الحرب الأهلية الأمريكية من أكثر الحروب دموية في التاريخ الأمريكي، حيث أدت إلى مقتل 620 ألف جنديا وعددا غير معروف من الضحايا المدنيين، كما استخدم بها كمية هائلة من الأسلحة وتنوعت الأساليب الحربية خلال تلك الحرب حيث استخدم فيها أسلوب الحرب الشاملة وحرب الخنادق وقد سبقت في ذلك الحرب العالمية الأولى. الولاياتالمتحدةالأمريكية أكبر دولة مجرمة في تاريخ النظام الدولي.. جرائمها كثيرة ومتعددة في حق البشرية وفي حق الطبيعة أيضا، فأن تركنا الجرائم ضد البشرية، فإننا سنجدها أكبر مهدد للبيئة وأكبر مساهم في الكارثة الطبيعية المتمثلة في ثقب الأوزون.. الولاياتالمتحدة ترفض التوقيع على بروتوكول كيوتو المعني بمعالجة الانبعاثات المتسببة في ثقب الأوزون، وكان من الأوجب أن تكون في مقدمة الدول الموقعة ليس لأنها تنافق وتدعي التحضر والحفاظ على حقوق الشواذ جنسيا والكلاب، ولكن لأنها أكبر دولة تنفث ثاني أكسيد الكربون في الجو.. وإن تركنا جانبا ابادتها الجماعية للهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين، فإننا لن نستطع تجاهل جرائمها في فيتنام الجريحة وأفغانستان السليبة والعراق الكسير. قادة أمريكا الذين استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا هم أكبر مجرمي الحرب على الاطلاق، آخرهم مجرم الحرب جورج بوش.. من عجائب الدنيا دعم الولاياتالمتحدة للمحكمة الجنائية الدولية وهي لا تعترف بها بل تعمل على استخدامها سياسيا ضد السودان لكن من يساءل من؟!.. بوش الذي قتل المدنيين والآمنين في أفغانستان والعراق وفي عهده فاحت فضائح سجن أبو غريب؟!. أم يساءل الرجل صاحب الشرف الرفيع الرئيس عمر البشير الذي أوقف أطول حرب أهلية في إفريقيا استمرت (50) عاما؟!.. السياسي الأمريكي ليندون لاروش ربما كان أحد العقلاء في بلاد العم سام.. لاروش طالب بلاده من قبل بشكل صريح بالسعي لإلغاء قرار المحكمة الجنائية ضد الرئيس البشير.. لاروش قال أن المحكمة تم تصميمها وتمويلها من قبل مروّج المخدرات العالمي جورج سوروس وشريكه وراسم خططه في وزارة الخارجية البريطانية اللورد مارك مالوك براون، واعتبر وجود هذه المحكمة بحد ذاته خرقا لحقوق الانسان لأنها معادية لمبدأ السيادة الوطنية.. لاروش أكد على قول البشير بأن أزمة دارفور من صنع الاوروبيين، حيث حولوها من قضية تقليدية إلى قضية عالمية بعد أن تأكد لهم أن الحرب في الجنوب قد انتهت. نقلاً عن صحيفة الرائد 8/11/2010م