قالت أنباء موثقة أواخر الأسبوع الماضي إن المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية يجري هذه الأيام استعدادات مكثفة بغية الدفع بعدد من عناصر حركة العدل و المساواة الدارفورية المتمردة الى الاقليم لأغراض القيام بعمليات جمع و تصوير لأي أدلة لتعزيز اتهامات المحكمة للمسئولين السودانيين. وبحسب مصادر مطلعة فى لاهاي بمقر المحكمة ، فان العناصر التى أحضرها الى هناك قيل ظاهرياً أنهم مترجمين يجيدون لغة قبيلة الزغاوة ، غير أن ذات المصادر- من المترجمين أنفسهم - أشارت الى أن الهدف هو استخدامهم فى جلب أو حتى فبركة اى أدلة يريدها المدعي العام حتي يتسني له التحرك من جديد لإحكام سيطرته على المسئولين السودانيين. و تأتي الخطوة هذه - التى أُفتضح أمرها - فى ظل إحباط و فشل تام يعاني منه المدعي العام ، حيث تجاوز عمر مذكرة الاعتقال التى أصدرها بحق الرئيس السوداني العامين حتى الآن و لم يحدث بشأنها شئ ، وقد تصور الرجل أن اعتقال الرئيس البشير فى تحركاته الدولية و الإقليمية أمراً سهلاً للغاية ، ولكن لم يحدث شئ مما تصوره و توقعه المدعي العام ، بل و على العكس من ذلك كله فقد أتسع نطاق الرفض الإقليمي خاصة فى القارة الإفريقية للمحكمة و كانت ثالثة الأثافي محاولة اوكامبو ملاحقة المسئولين فى كينيا لإظهار انه لا يستهدف السودان ، وإنما يلاحق الجرائم المدعاة فى كل مكان ، غير أن البرلمان الكيني – لدهشة اوكامبو وسوء حظه – ناهض الخطوة بشدة و أمهل الحكومة الكينية كما هو معروف 60 يوماً اعتباراً من 28/12/2010 للخروج من ميثاق المحكمة ؛ ومن المؤكد أن خطوة كهذه من شأنها أن تشجع دولاً افريقية اخري للخروج من ميثاق المحكمة بعد ما ثبت جلياً ان المحكمة ليست لها من هم سوي ملاحقة قادة أفريقيا وحدهم فى مسلك عنصري بغيض أعاد للأذهان الحقبة الاستعمارية الماضية فى القرنين الثامن و التاسع عشر . و فيما يخص تحركات المدعي العام بشأن بث عملاء له فى دارفور فان المهمة تبدو محكوماً عليها بالفشل ، فمن جهة أولي فان المترجمين الذين أعدهم اوكامبو لهذه المهمة قد تم كشف أمرهم و صار من المستحيل عليهم دخول دارفور ، وإذا نجحوا فى الدخول فان من الصعب عليهم ان يمارسوا عملهم فيه . ويقول لنا مصدر قريب من هؤلاء المترجمين فى لاهاي إنّ حوالي 11 من أصل 20 عنصر أبدوا مخاوفاً جادة حيال مهمة وصفوها بالخطيرة جداً فى ظل تركيز الحكومة السودانية على أية عناصر معادية تعمل فى دارفور تحت أي مسمي ، ومن جهة ثانية فان الاقليم نفسه لم يعد كما كان فى السابق ، حين كانت معسكرات النازحين مرتعاً للمخابرات و تسودها الفوضي . لقد تغيرت الأمور كثيراًُ للغاية ، ولم يعد من السهل اللعب بذات أسلوب الألعاب القديمة !