بقلم : عبد السلام محمد عبد النعيم من كان يصدق أن أيام الاستفتاء لتقرير المصير ستمر بهذه السلاسة وخاصة أن الصحافة في الفترة التي سبقت الاستفتاء نفخت في كير التكهنات, مما جعلت الناي يعيشون حالة من القلق المستدام خلال تلك الفترة, كثير من صحف الخرطوم لا تمارس الإعلام بمهنية صادقة, غايتها الكسب من خلال المنشتات المثيرة علي حساب أعصاب هذا الشعب المسكين ليس من المعقول أن يدفع المواطن (من دم قلبه وقت أبناءه) لشراء الصحف فلا يجد إلا الأخبار المشؤومة والمريبة فيكتشف مع مرور الأيام أن الصحافة كانت تبيع له الأوهام والقلق. الشريكان المؤتمر الوطني والحركة الشعبية استطاعا النجاح في تمرير عملية الاستفتاء بطريقة مرنة ومريحة لكل الأطراف رغم التشاؤم الذي كان موجوداً في الشارع السوداني, ويستحقا الإشادة الآن هما أكثر تفهماً لمتطلبات المرحلة القادمة, وافقا علي حزمة اتفاقات في الفترة الماضية من أجل المضي قدماً في تحقيق كل المصالح المشتركة بين شمال السودان وجنوبه في حال الانفصال وهذا يدل علي الرغبة الأكيدة والجادة من قبل الطرفين للتعاون وإثراء روح التفاهم مما ينعكس إيجابا في تحقيق الغايات التي يصبو إليها الشعب السوداني . حتي حقول البترول التي كانت مرشحة للانفلات في أيام الاستفتاء لم تتأثر وسارت علي ما يرام, واتفاق الشريكان في التعاون في مجال النفط للسنين القادمة أمر يدعو للأطمئنان, ان الاستثمار في مجال البترول سيتواصل نحو الأحسن.. وهذه مجهودات طيبة قام بها نائب رئيس حكومة الجنوب رياك مشار ووزير النفط الاتحادي لواك دينق في تطمين العاملين في حقول البترول أثناء زيارتهم ما قبل الاستفتاء, بأنهم يسعون إلي جعل مناطق البترول مستقرة والحفاظ علي سلامة العاملين بقطاع البترول, حتي أن وزير النفط الجنوبي قال في لقاءنا معه في منطقة الوحدة (ان حياة عامل واحد في قطاع البترول أهم من ملايين براميل البترول لذا سنهتم بسلامة العاملين أثناء وبعد الاستفتاء) تعاون الشريكان في حال الانفصال يصب في مصلحة الجانبين, جنوب السودان دولة وليدة وتحتاج إلي رعاية وتحتاج الي بنية التحتية وبناء هياكل الدولة والاستثمار في البترول الزراعة وغيرها, وهذا لا يتأتي إلا في مناخ السلام والاستقرار وطي صفحة النزاعات مع الجيران, فإذا استقر الأوضاع في حدوده الجنوبية بعد الانفصال فحتماً سيكون دافعاً لحل المشاكل الأخرى المتعلقة خاصة مشكلة دارفور التي تطفو علي السطح من حين الي آخر.. بات في حكم المؤكد أن حكومة الجنوب بصدد تسمية دولتهم ب(جنوب السودان) مما يؤكد أن الأخوة الجنوبيين يرغبون في التواصل وجدانياً مع شمال السودان ويؤكد أن باب الوحدة سيظل مفتوحاً للجانبين في المستقبل فلربما يعودان معاً الي مظلة السودان الواحد.