بحسب ما كان قد صرّح به قبل أيام فان الموعد الذى ضربه لعودته الى الخرطوم قد حلَّ ؛ وسواء عاد مناوي فى موعده المضروب أو لا فان واقعاً جديداً بات ينتظره ويتعيَّن عليه (إيجاد حل له) . الواقع الجديد لا علاقة له بالحكومة السودانية، فهي و منذ خروجه أخيراً الى جوبا رافضاً إنفاذ بند الترتيبات الأمنية ، تمسكت بموقفها و لم تلهث خلفه ، ولكن الواقع الجديد الذى نشير إليه واقعاً معقد و أصعب بكثير ، فهو متصل بالوضعية التنظيمية لمناوي حيث أصدرت الحركة التى يتزعمها بياناً ، أوردته الصحف السودانية - الثلاثاء الماضي- أشارت فيه الى أنها و فى ظل ما وصفته بالفشل الذى وقع فيه مناوي ومن ثم إعاقته للتحول السياسي للحركة برفضه إنفاذ بند الترتيبات الأمنية ونقله لبعض قوات الحركة الى الجنوب خارقاً مسئولياته الوطنية ، فان قيادة الحركة السياسية - بحسب البيان - قررت اتخاذ جملة من الترتيبات و التدابير لصيانة الحركة و المحافظة على متكسبات السلام. و قررت الحركة على ضوء ذلك عزل مناوي و تعيين مصطفي تيراب رئيساً لها و تعيين نائبين له . و أمين عام و نائب ، ومن ثم مكتب قيادي . و فى ذات الوقت تم تكليف على حسنين دوسة كرئيس للجنة مناط بها التحضير للمؤتمر العام للحركة الذى ينبغي إنعقاده فى بحر ستة أشهر من الآن . و أشار البيان الى التزام الحركة بالسلام كخيار استراتيجي و شروعها - وهذا هو مكمن الأمر- فى إنفاذ بند الترتيبات الأمنية, وهذا الوضع السياسي الجديد الذى ينتظر مناوي ، وهو فى الواقع بمثابة تغيير جوهري فى وضعيته لرئيس الحركة ، وتتجلي مخاطر هذا التصرف و فداحة ما جري فى أنه أولاً : تم كعمل سياسي كان يتعين على اى مجموعة ان تقوم به ، حيث ان للحركة التزام سياسي مع الحكومة السودانية (اتفاق ابوجا 2006) و هناك بنود ترتيبات لم تنفذ، كما أن الاتفاق تم عقده أصلاً مع الحركة كحركة دارفورية مسلحة و ليس مع فرد أو مجموعة أفراد أياً كانت أوزانهم . ثانياً: من الصعب ان يعتبر اي مراقب منصف أن ما جري بمثابة انشقاق أو انسلاخ لأن الذي انشق و ذهب هو مناوي و ليس من اضطروا لإعادة تنظيم الحركة بعد أن غاب مناوي و تركهم دون ان يشاورهم فى الغياب هذا . ثالثاُ: سيكون البساط قد تم سحبه عملياً من مناوي لأن الاتفاق سوف ينفذ مع هذه المجموعة ، ولن يكون لمناوي صفة فيها ، اللهم إلاّ عضوية قال قادته أنه ربما إستحقها ! و أخيراً فان التحضير لمؤتمر عام للحركة ربما يفضي الى إنشاء حزب سياسي بعد إنفاذ بند الترتيبات الأمنية وسوف يجعل مناوي (أكثر حيرة) لأنه يكون عملياً قد نقد مبرر وجوده ! وهكذا فان الأمر يبدو بالغ التعقيد بالنسبة لرجل وصل الى منصب كبير مساعدي الرئيس و رئيس السلطة الانتقالية لإقليم دارفور ، وأضاع 4 سنوات غاليات لم ينجز فيها شيئاً ، وفى الخاتمة سافر الى جوبا وحاول مقاتلة الحكومة فى شنقلي طوبايا ، وفشل ثم فوجئ بأن أهل بيته قد عملوا على تغيير (القفل) الخاص بالبيت !