السؤال الذي نبني عليه توقعاتنا للمرحلة بعد ارض الجنوب هل لإسرائيل يد في جنوب السودان والأراضي التي تقع تحت النفوذ الإسلامي وماذا تستفيد إسرائيل من أرض الجنوب المكلفة ماليا, وهل الدول المائية والإسلامية الإفريقية مستهدفة من قبل الرأسمالية اليهودية. نعم ان إسرائيل لها وجود قوي جداً في هذه الدول المائية وغيرها وتقوم باستهدافها لتحقيق طموحاتها في تقوية مراكزها الرأسمالية لسيادة العالم, ونجحت بنسبة عالية للسيطرة علي اقتصاديات العالم عبر شريكاتها الرأسمالية بمختلف مسمياتها الباطنية, ونجحت في تطبيق مشروعها الاستعماري الاقتصادي الفكري الجديد علي دول العالم. لماذا اختارت إسرائيل جنوب السودان المكلف ماديا وماليا لبنائه وتوجد الأجندة الإسرائيلية لأن أرض الجنوب توجد بها قضايا عالقة وتداخل بين الجنوب والشمال من حيث التركية الاجتماعية وتشكيلة عربية افريقية, مما تعطي إسرائيل ذرائع تنفذ من خلالها لفرض أجندتها للضغط علي المنطقة وانشغالها حتي لا تستطيع ترتيب أوضاعها, وضرب إسرائيل عبر البوابة المصرية. ويمكن لإسرائيل فرض سياسات المستوطنات عبر دول جنوب السودان في جدلية امتلاك أرض الشمال للعنصر الإفريقي أو يمكن أن تدير حروبا في أطراف أقاليم السودان, ودعم الحركات المسلحة عبر أراضي جنوب السودان وخلق توترات في المنطقة الشمالية لإفريقيا, لكي تضع المنطقة تحت القرارات الأممية وفرض عقوبات اقتصادية لإضعاف التيار الإسلامي وعدم مقدرته لامتلاك القوة الضاربة. فأرض الجنوب أو دولة جنوب السودان, تمثل الكرت الضاغط علي الرأسمالية الإسلامية من قبل النظام الرأسمالي اليهودي الموجود داخل نظام حكمها, وداخل نسيجها السياسي. توقعاتي الشخصية لمستقبل الساحة السياسية وجود إسرائيل في دارفور عبر بعض الحركات المسلحة غير مستقبلي والدعم بالأسلحة المتطورة غير ممكن, لأن تجربة تمليك قوة إسلامية أسلحة لتنفيذ أجندتها فشلت, وتهدد أمنها أكثر من أن تحقق مكاسب لها, والدليل نظام صدام حسين وحرب الفاو, وضربة النظام الإيراني, وإعاقة تقدمها حتي انعكس السحر, وأصبح صدام حسين مهدداً لأمن إسرائيل ولكن تريد إسرائيل من إعلانها بأنها موجودة في دارفور تريد أن تبعد الاجتهاد العقلي لتفكير مخطط إسرائيل في دولة جنوب السودان التي تريد إسرائيل ضرب الأنظمة الإسلامية عبرها, مما يجعل عدم استقرار سياسي بين شمال السودان وجنوب السودان في المستقبل ولذلك لابد لنا عدم ترك الشعب الجنوبي وحده في مرحلة بناء دولته التي سوف يكون لإسرائيل القدح المعلي في دعمها, والسيطرة علي اقتصادها لتنفيذ أجندتها المستقبلية لحماية أمنها عبر ضرب الأخوان المسلمين من دولة جنوب السودان, كما علينا حماية شابنا مستقبل البلاد فكريا وتغذيته بالمعتقد الإسلامي والتفقه في دينه الإسلامي وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم, لكي لا ينحرف خلف المعتقدات الوضعية واليهودية ويحقق لإسرائيل لا شعوريا أجندتها المستقبلية, في ظل حراك عالمي وحرب فكرية أخطر وأنفذ من الحروب التقليدية (وعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شئ في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون (60) القوة تشمل المعتقد الفكري أيضاً. نقلا عن صحيفة السوداني السودانية 1/2/2011م