اكدت مصر أمس الاربعاء ان دعوات جهات اجنبية الى "مرحلة انتقالية تبدأ الان" امر "مرفوض وتهدف الى تاجيج الوضع الداخلي" في البلاد التي تشهد منذ تسعة ايام حركة احتجاج شعبي غير مسبوقة تطالب برحيل الرئيس حسني مبارك. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي ان "الحديث عن مرحلة انتقالية ذات ترتيبات مغايرة لما اوضحه رئيس الجمهورية يتناقض مع الدستور بل ينقض على الشرعية الدستورية بشكل واضح" ومن شأنه ان "يضع البلاد في مازق دستوري تاريخي". وكان الرئيس مبارك قد اعلن مساء الثلاثاء انه سيكمل ولايته الحالية لكنه لن يترشح لولاية جديدة في سبتمبر المقبل واعدا ايضا بتغيير مواد الدستور التي تضع قيودا على الترشح للرئاسة. واضاف المتحدث باسم الخارجية "من المؤسف للغاية ان نجد دولا اجنبية غربية مثل الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا بل حتى تركيا التي تبحث لنفسها عن اي دور في اي وضع، تدس انوفها فيما تشهده مصر من تطورات". وقال ان هذه "الدول سمحت لنفسها بشكل واضح وغير مسبوق بالتحدث باسم الشعب المصري وتبني مطالب قطاعات منه وهذا امر مرفوض تماما من جانب مصر". وكان الرئيس الامريكي باراك اوباما قد اكد يوم الثلاثاء انه قال للرئيس المصري حسني مبارك "ان عملية انتقال منظم للسلطة ينبغي ان تكون ذات معنى وان تتم في شكل سلمي وان تبدأ الان". كما اكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاربعاء ضرورة ان تكون "المرحلة الانتقالية سريعة" وان "تتسم بالمصداقية وتبدأ الان". وردا على اسئلة خلال جلسة المساءلة الاسبوعية في البرلمان بشأن دعوة اوباما الى البدء بانتقال السلطة في مصر "الان"، اجاب كاميرون "نشاركه الرأي تماما. المرحلة الانتقالية يجب ان تكون سريعة وتتسم بالمصداقية وتبدأ الان". وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني "رؤيتنا أن تلك العملية بحاجة إلى أن تبدأ على الفور. ونتطلع إلى أن تحدد الحكومة المصرية خريطة طريق واضحة من أجل التغيير". وجدد المتحدث مطلب كاميرون بتشكيل "حكومة ذات قاعدة عريضة" تعرض "تغييرا حقيقيا ومنظورا"، مضيفا ان ذلك "من الواضح ما يقوله الشعب المصري". واضاف المتحدث "في نهاية الامر ليس لنا أن نملي هذه العملية". ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ايضا مبارك الى التحرك "باسرع وقت ممكن" لتحقيق "الانتقال" السياسي الذي يطالب به المتظاهرون. وقالت اشتون في مؤتمر صحفي والى جانبها وزير الخارجية التونسي احمد عبدالرؤوف ونيس "على مبارك ان يستجيب لإرادة الشعب والتظاهرات هي تعبير عن ذلك". واضافت "يجب عليه ان يظهر بصورة واضحة انه يذهب قدما بالفعل". وتابعت اشتون "يجب ان نرى تقدما. ليس هناك ادنى شك بشأن الطريقة التي نعني بها كلمتي انتقال وتغيير" في البلاد، ذلك يعني انه يجب ان يكون لها "طابعا ملحا وندعو الرئيس مبارك الى القيام بالامور باسرع وقت ممكن". واعربت المفوضية الاوروبية عن استعدادها "لزيادة معونتها" لمصر لمساعدتها على القيام بعملية الانتقال السياسي. وقالت اللجنة التنفيذية الاوروبية في بيان ان "المفوضية الاوروبية مستعدة لزيادة معونتها لمصر وشعبها" للمساعدة في "العملية الانتقالية" السياسية والسلمية و"المنظمة" التي يأمل الاتحاد الاوروبي في الحصول عليها. وقالت المفوضية "نطلب بالحاح تطبيق الاصلاحات الضرورية بما في ذلك تنظيم انتخابات حرة ونزيهة في اقرب وقت"، لكنها لم تبد رأيا حول موعد محدد لإجراء انتخابات ومن دون ان تسمي الرئيس مبارك. ودعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي نظيره مبارك إلى بدء عملية انتقال للسلطة "من دون تأخير". وقال ساركوزي في بيان: "عقب كلمة الرئيس مبارك، يؤكد رئيس الجمهورية مجددا رغبته في بدء عملية انتقال ملموسة للسلطة على الفور، تلبية للرغبة في التغيير والتجديد التي أعرب عنها الشعب بقوة". كما دعا ساركوزي "جميع القادة المصريين" إلى ضمان أن يتم هذا الانتقال "بدون عنف"، قائلا إن فرنسا ستواصل دعمها لرغبة المصريين لإقامة "مجتمع منفتح وديمقراطي ومتنوع". واعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان اعلان الرئيس مبارك البقاء في السلطة حتى موعد الانتخابات الرئاسية القادمة "غير كاف" وقال ان "الادارة الحالية لا تجسد الثقة فيما يتعلق بالتغييرات الديموقراطية التي يريدها الشعب".وعبر وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي عن ارتياحه لرغبة مبارك في "فتح الطريق لتجديد سياسي". وقال الوزير الالماني لاذاعة بايريشر روندفونك انه "امر جيد ان يكون الرئيس مبارك يريد فتح الطريق لتجديد سياسي. علينا الآن ان نرى اي دور يريد ويستطيع ان يلعب". واضاف "من الضروري ان تلي الاقوال افعال ملموسة جدا"، مؤكدا ان "الالمان والاوروبيين ليسوا الحكم بل الشعب المصري هو الذي ان يقرر من يجب ان يحكم". المصدر: اخبار الخليج 3/2/2011