كثيرة الوفود السودانية التى تزور قطر والخليج عموما إما للتنوير السياسي وإما لعرض بضاعتها واستقطاب مستثمرين ولكن " وفد بنك الخرطوم " كان مختلفا جاء الاسبوع الماضي بطاقم مصرفي وسكرتارية كفاة وبزي العمل الموحد الانيق، واقام حفل ترويج فخم بشيراتون الدوحة عرض شعاره المصرفي متجاوزا بكفاءته التسويقية النماذج (التقليدية) التي تأتي (يد وراء ويد قدام) خاطب الحضور بأدوات البيان والتبيان وفلسفة الشراكة المصرفية بين قطر والسودان وتطوراتها وبرغم ان السودان عرف الصناعة المصرفية منذ أمد طويل وتجربة البنوك الاسلامية عريقة إلا أن خدماته ظلت تقدم بإستحياء وبعيدا عن الافصاح عن تطورات تلبي رغبة العملاء المتلاحقة للجودة. الوفد تكون من قيادات متخصصة مصرفيا برئاسة المدير العام " فادي الفقيه " وليس بفلسفة الوفود إياها " شيلني وأشيلك " وقدموا تنويرا مستفيضا ووزعوا كتيبات بمشروعاتهم العقارية وطلبات لفتح حسابات للراغبين وارقام الهواتف والبريد الالكتروني والبنك وبحسب المعلن جاوزت تمويلاته ال (5,3) مليار جنيه سوداني وحقق مستوى نمو قفز ل (24 %) العام الماضي ورأسماله وصل (250) مليون دولار كثاني اكبر بنك تجاري بعد بنك امدرمان الوطني عبر 52 فرعا و(88) صرافا آليا و55 نقطة بيع للمشتريات. اللافت للنظر تأثير " الجينات " فبنك الخرطوم الذي تأسس العام 1913 وبعد الاندماج بين بنك الامارات — ابوظبي وبنك السودان عام 2008 اعيدت هيكلته واعتمد الحاسوبية والسرية والسرعة ويسعى لاستقطاب تدفقات الاموال المحلية والعربية والاجنبية للصرافة والزراعة والصناعات والتعليم وامتلك محفظتين كبيرتين بقيمة (400) مليون جنيه ومول مشروعات انتاجية كسكر النيل الابيض وانتاج " الايثانول " لشركة سكر كنانة اضخم مشروع عربي مشترك عرفه السودان ووفر خدمات تمويل السيارات في نقلة نوعية تلبي حاجة العملاء بالداخل والخارج. ومول البنك مجمعات سكنية راقية استحسنها المشترون والمؤجرون على السواء كمجمع " سارية والشهد والمنشية قاردن " ومؤخرا ادخل خدمة شرائح شراء الكهرباء التي وجدت قبولا فضلا عن منتجات الادخار والتعليم والنخبة والمتمزين وهو ناشط في مجالات الخدمات المجتمعية لشرائح الايتام والاطباء والزراعيين لفتح بوابات العمل الحر ومحاربة العطالة. هذه النقلة النوعية في الصناعة المصرفية والنوافذ المحسنة دليل عافية وإيجابية " جينات " الاندماجات بين المؤسسات الاقليمية والعربية بما يخدم الاهداف الاقتصادية بعيدة المدى ويرفع الحياء عن الإنجازات المصرفية السودانية العريقة والخجولة. نذكر دائما أن السودان يمتلك كادرا بشريا مؤهلا وفرصا استثمارية واعدة في الزراعة والصناعة والتعدين والسياحة والخدمات العامة يحتاجها العالم اليوم أكثر من أي وقت مضى.. ولكنها تظل " متحجرة وملتبسة " واقل من التطلعات إما لانكفائها محليا او لاصطدامها بحجر البيرقراطية وكثرة المنافذ والمعوقات الإدارية. المشروعات الاستثمارية لكي تثمر خيرا لابد ان تكون " مجزية سلسة ونظيفة " وان تتبع أساليب آمنة، ومباشرة وتسوق بلغة يفهما المستثمر المتاحة له مفاضلات نوعية هنا وهناك.. والبحث عن رؤوس أموال عربية أو أجنبية يحتاج لأدوات الحداثة وجينات الاندماج التي لمسناها في بنك الخرطوم - الامارات ليتها تنتقل لباقي قطاعات الاعمال طالما كانت بذرة إيجابية تستنهض امكانيات السودان المرشح لتتشكل حظوظه لتوطين الاستثمارات الجيدة إن حلحلت الاشكاليات السياسية ووطن الامن والسلام وحارب ما يعرف بالرشاوى والمحسوبيات. همسة: المتغيرات في الساحة العربية تتطلب مزيدا من معالجات الشأن السوداني ليتهيأ لدوره " كحاضن وحاصد " لمزيد من الاستثمارات الآمنة. المصدر: الشرق القطرية 7/2/2011