جاء التاسع من يناير وانتهت نتائج الاستفتاء بفوز فريق الانفصال على فريق الوحدة بنسبة 10 صفر وبقيت مسألة الاعتراف بالدولة الجنوبية الناشئة هم يداعب قادة الحركة الشعبية بعد أن تمكنت هذه الأخيرة من حشد الرأي العام الجنوبي تجاه التصويت لعملية الانفصال وانتهاء فترة حضانة الجنوب التي استمرت لأكثر من نصف قرن شهدت خلالها المنطقة حربا ضروساً راح ضحيتها الآلاف من الجانبين. سلفاكير ميارديت وصل أمس إلى الخرطوم قادماً من (جوبا) بعد انتهاء عملية الاستفتاء بنجاح وفي معيته وفد رفيع من حكومة الجنوب ليشهدوا الإعلان النهائي لنتائج الاستفتاء بقاعة الصداقة بالخرطوم اليوم وسط حضور إقليمي ودولي وكانت حكومة الجنوب قد شكلت فريق عمل برئاسة نائب الرئيس الدكتور رياك مشار للترتيب لاحتفالات الجنوب بميلاد الدولة الجديدة في التاسع من يوليو المقبل إلى بعد انتهاء فترة ترتيبات ما بعد الاستفتاء التي نصت عليها اتفاقية السلام الشامل وهذه الفترة تواجه بالعديد من التحديات خاصة القضايا العالقة مثل منطقة ابيي وترسيم الحدود والجنسية والمواطنة وغير ذلك من القضايا التي لا شك أنها تحتاج إلى وقت ومنبر تفاوضي جديد حتى يستطيع الطرفان حسم تلك القضايا. أكثر من مدلول الإعلان النتيجة النهائية بالخرطوم فهناك من يري أن ذلك يأتي تماشياً مع مقررات نيفاشا بذلك الشأن، وهناك من يري أن لذلك ارتباطه المباشر باعتراف الشمال بالدولة الجنوبية، أن ذلك رسالة واضحة فحواها تأكيد الاعتراف بصورة أعمق بدولة الجنوب ويري المراقبون أن الحركة الشعبية استطاعت بذلك أن تحصد كافة رغباتها وتحقق جل أجندتها فحققت بذلك فوزاً كاسحاً على شريكها المؤتمر الوطني وهذا الأخير قال قبل أيام انه بمجرد إعلان نتائج الاستفتاء سيفقد الجنوبيون كافة مستحقاتهم في الشمال بما في ذلك الوظائف الدستورية العليا حتى يوليو القادم في وقت هددت قيادات بارزة بالحركة المؤتمر الوطني بالإقدام على هذه الحركة وقالوا ان ذلك سيفقده حوالي 2 مليار ونصف دولار وهذه الجملة سيجنيها الشمال في الستة أشهر القادمة بيد أن ذلك لوحظ عليه العديد من الملاحظات من خبرا الاقتصاد الذين ذهبوا الى خلاف ذلك الأمر الذي جعل دعاة الانفصال في الشمال يزدادون غيظاً من استمرار الأجندة الغربية عبر بوابة الحركة بالجنوب ببقائها لمدة ستة أشهر بالشمال كافية أن تحدث إشكالات أخرى في البلاد قد تعودها إلى منعطف آخر أخطر مما هي عليه الاعتراف المبكر . المشير عمر حسن أحمد البشير قال في أكثر من فترة أنهم أول من سيعترف بدولة الجنوب إذا تم الاستفتاء وفقاً لإرادة شعب الجنوب وها هي الإرادة الجنوبية قد انحازت سفينتها بالانفصال ليكون البشير أول الزعماء الذين يعترفون بدولة أفريقية جنوبية سودانية جديدة وتتأهب الولاياتالمتحدةالأمريكية لاستصدار بيانها عقب اعتراف البشير مباشرة وذكرت مصادر لصحيفة الصحافة أن البيان سيحتوي على نقاط تتعلق بتنفيذ بعض الالتزامات الأمريكية تجاه البلاد في وقت أكدت فيه المصادر أن يتم رفع أسم السودان عن قائمة الدول الراعية للارهاب إضافة لرفع جزئي للحظر الاقتصادي على البلاد وباعتبار أن ذلك حافزاً بنود اتفاقية السلام الشامل خاصة في جزئها الأخير وهو (الاستفتاء). عدد من الخبراء والمراقبين يرون أن نتائج الاستفتاء الأولمبية واعتراف الشمال بها خطوة متقدمة واحترام إرادة ورغبة شعب الجنوب في وقت أكدوا فيه أن هذا هو الطريق الأسلم لتوطيد العلاقات بصورة اكبر بين الشمال والجنوب بدلاً من أن يترك الجنوب ليرتمي في أحضان الآخرين وهذا من شأنه أن يفتح الباب واسعا أمام تطوير تلك العلاقة كونفدرالية مستقبلية ومن ثم يمكن حدوث وحدة مرة أخرى وفق وجهة نظر بعض الأحزاب السياسية شريطة أن يعمل الناس الى ذلك ويري بعض المحللين السياسيين أن هناك ضرورة للتكامل والتكتلات بين الدول في ظل الحديث عن مرحلة اللا حدود التي يمر بها العالم.! على كل فان الاعتراف بدولة الجنوب الناشئة أمر صدقه الواقع قبل إجراء عملية الاستفتاء بالبلاد وان انفصاليي الحركة قد هياوا المجتمع الدولي لاستقبال تلك الدولة الجنوبية الجديدة وحصدوا اعترافات مبكرة ووضعوا لبنة جيدة لذلك ليبقي البناء والتعمير هو التحدي الذي لم يكن ضمن نشاط الانفصاليين فهل سيصمد هؤلاء في وجه هذا التحدي أم أنهم أغفلوا هذه المعركة ولا شك أن الأيام القادمات حبلي بالعديد من المفاجآت!! نقلاً عن صحيفة الحرة 7/2/2011م