في ثالث أيام مؤتمر ( دور العلماء في نهضة الأمة ووحدتها ) تحدث إلى المؤتمر في رسالة مرئية عبر الفيديو الأستاذ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس . وبعد أن رحب بالحاضرين وشكر السودان وقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم على تنظيمه لهذا المؤتمر ، أشار إلى أن أمتنا الإسلامية تعيش تحديين خطيرين ، الأول هو تحدي العدوان الخارجي والتسلط العسكري والسياسي والإقتصادي والذي زاد في العقود الأخيرة حتى أدى إلى عودة الإستعمار لبعض البلدان الإسلامية من جديد ، وأضاف أن جروحنا تتوالى منذ فلسطين مروراً بلبنان وأفغانستان والعراق وغيرها ، والآن يريدون أن يفتحوا لنا جرحاً جديداً في السودان عبر بوابة التدخل الأممي ، وهم يقصدون السودان لمكانته في قلوب الأمة ولدوره الحيوي والإستراتيجي في أفريقيا باعتباره عمقاً إسلامياً فيها . وأضاف الأستاذ مشعل أن كل شئ في بلادنا أصبح مهدداً حتى القيم والأخلاق لأنهم لا يريدون لهذه الأمة أن تنهض فنهوضها يخيف أعداءها . أما التحديات الداخلية التي تواجهنا فتتمثل بالدكتاتورية وغياب الديمقراطية وحقوق الانسان مما أدى وكرس للإنقسام والتخلف والتراجع عن دورنا الحضاري . محفزات النصر ثم قال الأستاذ خالد مشعل أن هناك عدة محفزات تشير إلى أننا مقبلون على نصر إن شاء الله في القريب العاجل ، وأن العلماء يمكنهم قيادة الأمة نحو هذا النصر ، وأهمها : 1- أن شعوبنا العربية والإسلامية في حال نهضة ويقظة حيث استجابت لتحديات العدوان ورفضته ، وأن زرع العلماء بدأ ينبت نبتاً مباركاً . 2- أن العلماء يحفزون شعوبهم على خيارات واقعية وليست خيالية أو وهمية ، فثمار المقاومة آتت أكلها ، وبشائر النصر لاحت في فلسطين والعراق ولبنان . 3- أن الهجمة العدوانية الخارجية على عالمنا الإسلامي تتعاظم وتقسو أكثر ، وهذا حافز لتقدم العلماء للصفوف ، وأخذهم لمكانهم الطبيعي في قيادة الأمة . 4- أن تخاذل الدور الرسمي وغيابه وظهوره بمظهر المهزوم يعظم المسئولية على العلماء ويجعل الشعوب تسلم قيادتها إلى العلماء . 5- أننا الآن نعيش عصر التكنلوجيا والإنفتاح الإعلامي الواسع وهذا يزيد من مساحة دور العلماء عبر دخولهم إلى فضاءات جديدة تستعصي على المنع كالفضائيات ووسائل الإعلام الأخرى . دور العلماء المأمول أما عن دور العلماء فقد أشار الأستاذ خالد مشعل إلى أن دورهم يتمثل بالآتي : 1- ترسيخ نهج الاعتدال والتوازن و الوسطية ، وهو روح الاسلام وما جسده الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته وما ربى عليه أصحابه . 2- مواصلة العلماء لدورهم في الإنتصار لقضايا الامة ، فنحن نعيش حالة صعود والصعود متعب ، ونمر بمخاض والمخاض صعب . 3- على العلماء الإنتصار لهموم الأمة الداخلية ومطالبها في الحرية والديمقراطية والعدل وحقوق الانسان ، وأن يطالبوا الأنظمة بأن تتقي الله في شعوبها وتفسح المزيد من الحريات والتكافل . 4- على العلماء أن يقوموا بمعالجة الصراعات والخلافات في الأمة ، وخاصة تلك التي تأخذ بعداً مذهبياً وطائفياَ وعرقياً ، لأن الأعداء يسعون لتقويض بنياننا من خلال هذه الثغرات ، وهذا لا يعني أننا سنغير ديننا ومذاهبنا لكننا في النهاية نبقى أمة واحدة. وختم الأستاذ مشعل كلامه بالطلب من العلماء ألا ينسوا قضية المسلمين الأولى فلسطين وأن تظل حية في النفوس ، وأن المقاومة تقاتل عن الأمة جمعاء ، وهي لن تخذل أمتها بإذن الله ..