استضاف منتدى اطلاع الثقافي الفكري بمباني قسم الدراسات الإسلامية جامعة الخرطوم الأستاذ عمر الحبر لإلقاء الضوء على كتاب "أفراح الروح" للكاتب والمفكر الدكتور سيد قطب ، حيث أدار الجلسة الأستاذ سفيان علي آدم. وأشار الأستاذ عمر الحبر في بداية حديثه إلى أن كتاب "أفراح الروح" هو بمثابة رسالة كتبها الشهيد سيد قطب إلى أخته ، وعلى حسب قول المحدث إنها آخر ما كتبه الشهيد الراحل بعد صدور حكم الإعدام . واستعرض الأستاذ عمر الحبر في تناوله لهذا الكتاب مجموعة خواطر صور فيها سيد قطب أفكاره ، واستشهد المتحدث بتصورات سيد قطب في هذه النقطة حيث يقول إن الإنسان الذي يعيش لفكره يختلف من الإنسان الذي لا يعيش لفكرة سوف يطول عمر بتخليد ذكرى الأجيال القادمة، وتناول الأستاذ عمر الحبر أبيات شعر كتبها الشيخ العلامة القرضاوي في الراحل حسن البنا. وفي صعيد آخر ذكر الأستاذ عمر الحبر أن الراحل سيد قطب قال إن الحياة لا تقاس بعدد السنين ولكنها تقاس بعدد المشاعر ، فالإنسان يشعر بقيمته في هذه الحياة بالمشاعر وذهب الأستاذ عمر في حديثه إلى ما يسميه الواقعيون وهماً وقال هو حقيقة ، وخلص إلى أن الحياة بمعناها الحقيقي هي ما يقدمه فيها الإنسان ويصنع . وتطرق أيضاً إلى خاطرة أخرى وهي بذرة الشر وكذلك بذرة الخير التي تثمر، وخلص فيها إلى أن بذرة الشر مهما طال الطريق سوف تزول وتنتهي، كما أشار المتحدث الأستاذ عمر الحبر إلى قول سيد قطب الذي قال فيه "إن القوة الحقيقية هي قوة الفكر. وفي خاطرة أخرى تحدث عنها عمر الحبر تناول الذين يتمسكون بالقيم الحميدة التي جاء بها الدين الإسلامي وذكر فيها أن مهمة المصلحين هي البحث عن جوانب الخير في الإنسان مضيفاً بالقول أن التعامل مع الآخرين يحتاج إلى ثلاثة أشياء لابد منها وهي العطف، والحب، والثقة. ومضى عمر الحبر بالقول أن سيد قطب تنتفي منه صفة التكفير مستشهداً بعدد من النماذج الحية التي وردت في كتابه "أفراح الروح" خلص فيها سيد قطب إلى القول "إن أعظم الناس هم الأنبياء والرسل ومن سار على دربهم ". كما تطرق المتحدث لخاطرة أخرى في هذا الكتاب وهي خاطرة الاستلاب المطلق للفوارق، شرح فيها الكيفية التي تحيا بها الأفكار. وفي نهاية الجلسة تحدث الأستاذ والباحث عبد الله علي آدم عن تجربة سيد قطب الإسلامية ووقوفه الصلب تجاه أفكاره ووصف تجربته بالفريدة، وقال إن سيد قطب لا يشبه أقرانه أبداً وهو قد نشأ متمرداً واكتسب حاسة النقد وهو طفل صغير. كما تحدث الباحث عمر عبد الله علي عن علاقة سيد قطب بالرئيس جمال عند الناصر وأواصر الصداقة الحميمة بينهم وكيف أنها تحولت إلى عداء سافر عندما جاء جمال عبد الناصر إلى الحكم وإصرار سيد قطب وتمسكه بأفكاره. وعقد الباحث مقارنة بين أفكار سيد قطب وأفكار أبو الأعلى المودودي في الهند، خلص فيها إلى القول أن سيد قطب عاش لأفكاره وضحى ومات من أجلها. المصدر: هيئة الأعمال الفكرية