الرسول صلى الله عليه و سلم أجود الناس في كل أحواله، و مع ذلك يتضاعف هذا الجود في هذا الشهر المبارك. وهذه لمحات من كرمه صلى الله عليه وسلم مستقاة من سيرته لتكون نماذج لنا عملية نحتذيها. روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اجود الناس وكان اجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القران فلرسول الله صلى الله عليه و سلم أجود بالخير من الريح المرسلة يلقاه أعربي و قد لبس رسول الله صلى الله عليه و سلم ثوبا فيسأله إياه فيدخل عليه الصلاة و السلام بيته فيخلع الثوب و يعطيه للرجل و لما لام الأعرابي من معه قال إنما أردت أن أكفن فيه. و هذا اخر يعطيه رسول الله صلى الله عليه و سلم غنما بين جباين فيعود لقومه ليقول: يا قوم أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخش الفقر. بعيد غزوة حنين و قد كانت الغنائم كثيرة تدافع الأعراب و كانوا حديثي عهد بإسلام كل يريد حظا من الغنائم فاضطروا رسول الله صلى الله عليه و سلم الى سدرة فأخذ شئ منها بطرف ثوبه فقال مهلا مهلا فو الله لو كان معي مثل عضه هذه الشجرة نعما لأعطيتكم ثم لا تجدوني جبانا و لا بخيلا. و ربما من كرمه اشترى من الرجل السلعة بأكثر من ثمنها كما فعل مع جابر رضي الله عنه و اشترى يوما بعيرا من عمر رضي الله عنه و أهداه لعبد الله بن عمر. تعود بسط الكف حتى لو أنه دعاها لقبض لم تجبه أنامله تراه إذا ما جئته متهللا كأنك تعطيه الذي أنت سائله هو البحر من أي النواحي أتيته فلجته المعروف و الجود ساحله بوب الامام مسلم في صحيحه باب ما سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئا قط فقال لا. المصلحون اصابع جمعت يدا هي أنت بل أنت اليد البيضاء يا من له الأخلاق ما تهوى العلا منها و ما يتعشق الكبراء زانتك في الخلق العظيم فضائل يغرى بهن و يولع الكرماء فإذا سخوت بلغت بالجود المدى و فعلت ما لم تفغل الأنواء فهلا تأسينا بالحبيب صلى الله عليه و سلم في هذا الشهر نعين المحتاج و نغيث الملهوف و نري الله تعالى من أنفسنا خيرا.