ودعا واشنطن إلى التخلي عن فكرة السيطرة على العالم بالقوة، معربا عن رفضه لفكرة "وجود عرق معين يحق له أن يقود العالم أو السيطرة عليه أو تفوق حضارة على أخرى". ولفت القرضاوي إلى أهمية التعايش السلمي بين العالم الإسلامي والولاياتالمتحدة ، باعتبار أن الناس يعيشون علي كوكب واحد وربهم واحد وأبوهم واحد لا فرق بينهم إلا بالتقوى. بداية العداء وشدد القرضاوي أيضا على أن "أمريكا هي التي بدأت العداء، ونحن لا نريد أن نعادي أحدًا لا أمريكا ولا غيرها ولكنها هي التي بدأت بالعداء حينما نصبت الإسلام عدوا لها بديلا بعد سقوط الخطر الأحمر"، في إشارة للاتحاد السوفيتي السابق. وأكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن الإسلام ليس خطرا يتهدد البشرية وإنما هو دين رحمة للعالمين وليس كما يوصف بأنه مصدر عنف وإرهاب، انطلاقا من ثوابته الدينية التي جاء بها القرآن الكريم وهي الدعوة للسلام والتسامح "وإن جنحوا للسلم فأجنح لها وتوكل على الله". وأضاف إن من أسباب العداوة هي أن الولاياتالمتحدة ترى في مقاومة الاحتلال إرهابا وتحرم على الآخرين مقاومة إرهاب الدولة مثلما هو الحال في فلسطين وهو ما اعتبره ازدواجية في المعايير. وأكد القرضاوي أن ما يجمع بين العالم الإسلامي والولاياتالمتحدة أكثر مما يفرق ، ومن الممكن أن نختلف من دون أن يؤدى ذلك إلى صراع. كما انتقد كذالك كون دعوة الضيوف في المنتدى تمت بإشراف أمريكي، حيث انفراد معهد بروكينجز الأمريكي بتوجيه الدعوات للحضور، واستبعد دعوة أعضاء من حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وأعرب القرضاوي عن استيائه من تناقض السياسة الأمريكية في العالم بقوله: "أمريكا تؤيد الديمقراطية في العالم، ولكن إذا جاءت حكومة ديمقراطية في فلسطين فهي تعاديها"، في إشارة للحكومة التي تقودها حماس منذ مارس الماضي. ولفت إلى أنه تردد كثيرا في قبول الدعوة التي وجهت له من وزير الخارجية القطري، حمد بن جاسم، إلا أنه في النهاية استمع لنصائح بعض إخوانه بوجوب الحضور كي يكون له كلمة تصل للجميع، مؤكدا أنه لاحظ بعد اشتراكه في هذه المؤتمرات أنها "تكرر نفسها والعلاقة لم تتحسن بين المسلمين وأمريكا، ولكن ازدادت سوءا". دعوة للتغيير ورغم أن القرضاوي وجه انتقادا شديدا للإدارة الأمريكية فإنه اقترح أن "تبذل واشنطن المليارات التي أنفقتها للهيمنة على العالم أو نصفها على حاجات العالم ومشاكله خصوصا الجنوب والعالم الثالث". وقال: "إذا مدت أمريكا يدها لهؤلاء يمكن أن تكسبهم بغير حرب.. ولو أن أمريكا غيرت موقفها فسيغير العالم العربي والإسلامي موقفه منها". وفي تعليق على كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمام المنتدى، قال القرضاوي: "إن (عمرو) موسى يقول إن العرب لا يكرهون أمريكا، وأنا أقول: لا بل يكرهونها.. وأمريكا تكسب من الأعداء أكثر مما تكسب من الأصدقاء". وأوضح في الوقت ذاته أن هناك فرقا بين الإدارة الأمريكية والشعب الأمريكي، قائلا: إنه "من غير المنطقي الاعتقاد بأن كل الشعب الأمريكي يكن للإسلام البغض والكراهية". وأكد العلامة القرضاوي في ختام كلمته أن الولاياتالمتحدة لا تستطيع أن تكسب العالم بأسلحتها المتطورة وبطائراتها بل تستطيع أن تكسب العالم وخاصة العالم الإسلامي والعربي بقانون المحبة والعدل. منطق الهيمنة من جانبه ، وجه الأمين العام للجامعة العربية انتقادات لاذعة لسياسات الولاياتالمتحدة، مؤكدا أنها تتعامل مع العالم العربي والإسلامي من منطلق أنها القوة المهيمنة. وقال موسى إن "بعض المحافظين الجدد في أمريكا اعتبروا الإسلام هو العدو البديل لأمريكا باعتباره القوة الصاعدة، وبذلك يكتمل منطق بعض المفكرين الذين يرون أن "العصر الأمريكي يحتاج إلى عدو فتعبئة فانتصار، ومن هنا نشأت ضرورة وجود الصراع بين الحضارات". ودعا واشنطن إلى إعادة تقييم سياستها في المنطقة بحيث تصبح متوازنة، مؤكدا أن العرب لا يكرهون أمريكا، ولكن يكرهون سياستها. أبو غريب.. جوانتانامو النقد الموجه لواشنطن جاء أيضا من غير المسلمين؛ إذ قال مارتن أنديك مدير "مركز سابان": إن سياسة الرئيس بوش "تسببت في الكثير من الغضب في العالم العربي، ونتج عنها نوع من العداء لأمريكا في بعض المناطق". ولفت في هذا الصدد إلى التجاوزات الأمريكية في معتقل أبو غريب بالعراق ومعتقل جوانتانامو الأمريكي في كوبا. غير أن أنديك اعتبر في تصريحات ل" موقع القرضاوي" أن بعض سياسات بوش تم الترحيب بها في العالم العربي خلال منتديات أمريكا والعالم الإسلامي السابقة، ومن بينها نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان ومحاربة الأنظمة الشمولية. ويختتم المنتدى الذي يعد الخامس من نوعه، وتنظمه وزارة الخارجية القطرية بالتعاون مع مركز سابان بروكينجز بالولاياتالمتحدة، أعماله في 20 فبراير الجاري. ويشارك في المنتدى أكثر من 230 سياسيا ومفكرا من الولاياتالمتحدة وأكثر من 34 دولة إسلامية المصدر: الدوحة - موقع القرضاوي - داليا الحديدي / 18-2-2007