وقد كانت الندوة في يوم السبت الماضي الموافق 24/2. وقد اشترك في المداخلات عدد كبير من العاملين في الحقل الصحافي الأكاديمي والتطبيقي. وهنا ننشر هذه المداولات تنشيطاً للحوار الثقافي التي يعتبر صدورها حدثاً مهماً داخل الحركة الثقافية والصحافية . الدكتور علي شمو رحب بالحضور في هذا اللقاء النوعي لهذه الاصدارة التي حاولت أن تجمع بين الجانبين البحثي والأكاديمي والجانب الصحافي العلمي، لتكملة الصورة التي تعبر عن الحراك الأكاديمي داخل مجتمع الصحافة والذي يجد طريقه نحو عالم أوسع. ان البحوث في مثل هذه المجلات تؤثر على مستويات عديدة، إذ تؤثر بوجه خاص على السلم التعليمي. كما تساعد على تحسين صورة الباحث وترقيته. إذ نهتم هنا بترقية الجانب العلمي المتعلق بالممارسة. أن القائمين على أمر هذه المجلة من خيرة العلماء وهم قادرون على صناعة الخطاب الصحافي الذي ينبني على فنون التوصيل. وهذه الندوة تبحث مثل هذا الأمر لأول مرة حيث ينبغي ان تقوم هذا العمل. والآن يتحدث الاستاذ عباس النور والاستاذ فيصل محمد صالح في اتجاه نقد وتقويم هذا العدد الأول من المجلة. ويبدأ الحوار الأخ رئيس التحرير الدكتور هاشم الجاز. هاشم الجاز: نرحب بالحضور. ان الغرض من هذه المجلة هو أن تسد الفراغ في غياب المجلة البحثية المحكمة. والمجلات التي تتحدث عن فنون الصحافة على هذا المستوى الأكاديمي البحثي قليلة جداً في عالمنا العربي. وفي مصر تصدر مجلة على هذه الشاكلة عن اتحاد الصحافيين المصريين، وكذلك في تونس. وهناك مجلة أمريكية مشابهة ولكنها توقفت الآن. لقد أصدرنا المجلة في عددها الأول هذا ووجدت ترحيباً من الكليات المتخصصة في السودان. لم يكن طموحنا إلا أشواقاً ضخاماً في أن ننطلق بخطى واثقة بحيث ألا تتوقف هذه المجلة. وهي مجلة مفتوحة لكل الباحثين السودانيين والعرب. طبعت المجلة بدول الخليج لتُحظى بتوزيع بين البلدان العربية. وجلستنا هذه لنستفيد من تنوع الآراء النقدية في رسم سياسة تحريرية أوسع. الاستاذ عباس النور: كنت حريصاً ان يكون العدد الأول افتتاحية لمسار متواصل يقدمه لنا العلماء في علم الإعلام والاتصال. وكنت أرجو متابعة أقلام اخرى. ولكني فوجئت بهذا الموضوع الصعب «النشر الالكتروني». كما لم يجد العدد الأول هذا احتفاء في الصحافة السودانية، حتى ينتظم جموع أهل الصحافة حول هذه المجلة الوليدة. الموضوع الأساسي في المجلة «النشر الالكتروني» بعيد عن اهتماماتنا وقضايانا. وجود المجلس «مجلس الصحافة والمطبوعات» هو أن يجعل الصحافة على مستوى القراءة الرشيدة. وقضية الصحافة الالكترونية قضية النقاش فيها الآن مبكر جداً - والمقال مسرف في الطول وهو ترجمة حرفية. يبحر ويسبح شرقاً وغرباً. كان لهذا المقال ان يكون اضافة للبنية التحتية الصحافية. لابد من اهتمام النشر بالاشراف على النشر الالكتروني. اما الاهتمام بالاعلان فهذا اهتمام بالذوق. وهناك مسائل في الاعلان متعلقة بالمستقبل. أما الدكتور صلاح محمد إبراهيم فقد كتب عن الاعلام.. ان مدة الدراسة والتي هي أربع سنوات مدة قصيرة لتأهيل الصحافي بشكل جيد. فيصل محمد صالح: هناك نقص في المجلات المحكمة، وهذا نقص لا يتناسب مع المؤسسات التعليمية. وهناك عدد كبير من الجامعات وهذه المؤسسات التعليمية لا تعطي اعتباراً كبيراً للنشر ربما بسبب نقص الميزانيات. عدد صفحات المجلة وزع بشكل معقول. وموضوع «الوسائط الاعلامية» هو دراسة مطولة جداً. من الجيد عرض الرسائل الجامعية وقد قارن الكاتب بين موقعين منهما صحيفة «الرأي العام» السودانية. أما دراسة صلاح محمد إبراهيم هي من أقيم المواد المنشورة، إذ لامست موضوعاً مهماً وناقشت موضوع تدريس مادة الاعلام في الجامعات السودانية وكلنا يدرك مشكلة تدريس مادة الاعلام في الجامعات السودانية من حيث غياب المنهج الى جانب نواقص كثيرة، ويقول مضيفاً: إنه لابد ان يكون هناك صوت في هيئة تخريج الطلاب بكليات الصحافة. أما موضوع الاعلان الذي كتبه أبوبكر وزيري فقد أورد تفاصيل التجربة السودانية، ومن محاسن هذه الدراسة ان نبّه لوضع مواد إعلانية دون أن تشير الصحيفة لأنها مواد إعلانية. وأن الصحافة بالنسبة للإعلان الحكومي فهي إما تكون في موقف المكافأة أو موقف العقاب. وفي الاعلان التلفزيوني تغيب الشخصية السودانية شكلاً ومضموناً وأفكار الاعلان ضعيفة. أما باب الرسائل الجامعية فهو باب مهم لأن مثل هذه الدراسات لابد ان تُعمّم.. وهناك تجارب في جامعة الخرطوم وجامعة جوبا لم تجد حظها في هذا الباب. الهيئة العلمية للمجلة مزجت بين الأكاديمية والخبرة العملية المهنية. المجلة حققت اسمها «مجلة أكاديمية محكمة» وهذا ما يجعلها تستحق الاشادة. هناك أخطاء طباعية - لابد من إعداد محاور مسبقة عبر التكليف وهذا ما يجعل المجلة تستطيع السيطرة على توجهها الصحافي والاعلامي. المناقشون: النجيب آدم قمر الدين: هي مجلة رصينة وصارمة وموضوعية.. والاستاذان عباس وفيصل لم يتركا لي شيئاً لأقوله. عموماً المجلة هي صنف يحكم بأدبيات وأسس انتاجية محددة. الاخراج يحتاج لمزيد من النقاش من حيث وضع العناوين وأسماء الكتاب وتعريف الكاتب على هامش الصفحة. لابد من الاهتمام بالمواصفات الاخراجية. كما يجب ربط المجلة بالمعاصرة واستقراء الساحة لإضافة المطلوب، هناك تحولات في مجالات الاعلان كان ينبغي ملاحظتها. الدكتور زهير السراج: لابد من الالتزام بالشكلانية لأن الالتزام بالشكل هو التزام بالمضمون. المقالات لم تلتزم بشروط النشر. حيث يجيء في ضوابط النشر ان عدد كلمات المقال لا تتجاوز ال «6» آلاف كلمة ولكننا نجد مقال وسائط النقل يصل الى «12» ألف كلمة وهذا قدح في الشروط. الورقة يجب ان تقدم الملخص في المقدمة كما يكتب الملخص في نهاية المقال. لابد من تفعيل الشروط بشكل دقيق وعدم الدقة عيب في النشر العلمي. هناك غياب للجداول والرسوم البيانية المصاحبة للمادة وتحديد مواعيد النشر. في النشر العلمي لابد من ان تنتهي المقالة إمّا بتوصيات وإمّا بنتائج محددة - غياب اسم المجلة وتأريخها في أعلى المقال - الالتزام بلغة النشر - الصور والألوان تستخدمان في المجلات المحكمة وعلى المجلة ان تخفف من هذه الصرامة. فيصل الباقر: أسجل تقريظي لهذا الجهد الذي يدل على أن هناك مجهوداً كبيراً قد بُذل. والمجلة قد اجتازت أهم عقبة. لقد احتفت المجلة بصحافة الانترنت وهذا ما يجعل الصحافيين الجدد مرتبطين بها. لابد من ذكر ان المقالات لا تعبر عن رأي المجلة بل هي تعبير عن آراء كاتبيها. كما أتمنى ألا تغيب الوثائق عن النشر. عرض رسالة عباس مصطفى الصادق لم يكن موفقاً لأن المجلة نشرت له موضوعاً آخر. المواد المقدمة «75%» منها من الجامعة الاسلامية وكان يمكن فتح الباب للجامعات الاخرى. نصيب مقالات المرأة بنسبة «5%». التصميم محافظ وكلاسيكي. ارجو فتح الباب للمصممين الجدد. كما نرجو أن تترجم المجلة الى اللغة الانجليزية. أحمد الطيب عبدالمكرم: صدور هذه المجلة قد تأخر كثيراً. لابد من مراجعة هوية هذه المجلة. نحن الآن في مرحلة توثيق. لابد من ربط العامل النظري بالعامل التطبيقي. الوصول الى مفهوم العلمية يرتبط بالمؤسسات الأكاديمية الكلاسيكية وبهذا المفهوم ستكون المجلة صفوية وبعيدة عن الصحافة وإيقاعها اليومي. فهناك عزلة قائمة بين كليات الاعلام والصحف. وهذا يقود الى عمل دراسات ميدانية فيما يتم إدخال صالات التحرير داخل العملية كلها لأن التطور المرحلي يعطي المجلة الحيوية في أن تقوم بدورها. اعتقد أن المعمل الالكتروني متقدم وهناك فراغ ما بين صالة التحرير والمعمل الفني. الدكتور مرتضى الغالي: ترقية الصحافة تعتمد على جهود المجلس. المجلات لا تقوم بصدور عدد واحد. كان على المجلة ان تراعي التنوع.. قصة صحافي. قصة صحيفة.. هي مجلة بحوث.. لا نتوقع من المجلة إلا ان تصدر في شكل ومضمون مجلة البحوث الأكاديمية. الدكتور علي شمو: ما ذكره عباس عن النشر الالكتروني.. هناك قوانين لا تتعلق بالجرائم الالكترونية وهذا مجال جديد يحتاج لقوانين. عباس النور: جعلنا من الاشراف على النشر الالكتروني من حق مجلس الصحافة. أتفق مع الدكتور زهير على أن تكتب المقدمة لا باللغة الانجليزية. كما لاحظت عدم وضوح تحديد حقوق النشر. هل الكاتب له الحق في أن ينشر بعد النشر في المجلة..!! المصدر: صحيفة الرأي العام: إعداد عيسى الحلو