انطلقت صباح يوم الخميس (13 أكتوبر) فعاليات مؤتمر (السلفيون وآفاق المستقبل) والذي تنظمه مجلة البيان الإسلامية. ويشارك في المؤتمر أكثر من 130 داعية وعالم إسلامي موزعين على 15 دولة. ومن أبرز المشاركين في المؤتمر الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق من الكويت، والشيخ ناصر العمر الأمين العام لرابطة علماء المسلمين ، والدكتور عبدالله شاكر الجنيدي رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية في مصر، والشيخ إسماعيل عثمان رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية في السودان، والدكتور عبد الحي يوسف نائب رئيس هيئة علماء السودان والشيخ عادل المعاودة نائب رئيس مجلس النواب البحريني، والدكتور وليد الطبطبائي عضو مجلس الأمة الكويتي، والشيخ عبد المنعم الشحات الناطق الرسمي باسم الدعوة السفلية في الإسكندرية، والدكتور محمد يسري أمين الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح في مصر، والدكتور سعيد سيلا أمين عام اتحاد علماء أفريقيا، والشيخ محمد زيتون رئيس جمعية الوحدة الإسلامية في أندونيسيا. وفي كلمة الافتتاح قال الشيخ أحمد بن عبد الرحمن الصويان رئيس المؤتمر،: "إن تخصيص السلفيين بهذا المؤتمر ليس تحزبا أو تعصبا أو إقصاء للآخرين، فالأمة أحوج ما تكون في هذه المرحلة إلى التعاون والبعد عن الافتراق والاختلاف". وأكد أن سبب هذا التخصيص هو الهجمة الشرسة التي يتعرض لها التيار السلفي في الآونة الأخيرة.وذكر أن الغرب و بعض التيارات الليبرالية العربية، تبذل جهود حثيثة إلى إقصاء التيار السلفي من الساحة السياسية والفكرية، وتسعى لمواجهة انتشاره واتساع تأثيره في الشارع الإسلامي بمشروع (حرب الأفكار) التي تهدف إلى تطويع الإسلام، وتقديم إسلام بديل يمكن ترويضه واحتواؤه ليكون بديلا عن الإسلام السلفي الذي يصفونه بالتشدد والانغلاق كما يزعمون. وتطرق الشيخ الصويان إلى سبب آخر لهذا المؤتمر وهو أن الثورات العربية فرضت واقعًا جديدًا على الأنظمة والحكومات والاتجاهات الإسلامية، والسلفيون كغيرهم وجدوا أنفسهم في بؤرة الأحداث وهو ما يتطلب رؤية ناضجة بحجم التحديات الإسلامية والفرص التي فتحت للتيار السلفي للتغيير، فالاجتماع فرصة للتلاقي والحوار وتلاقح الأفكار وتبادل الخبرات. من جانبه، أوضح فضيلة الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر في كلمة له أن أي معالجة لمسألة "الانقسام السلفي" يحسن أن تأخذ باعتبارها أن الحديث عن حالة "انقسام" هي في حقيقتها غير دقيقة، لكونها لا تتعاطى مع جسد قد انقسم، وإنما نحن إزاء مقاربات متنوعة لمنهج السلف تحاول أن تقرأه بصورة عصرية تختلف معها الأفهام، وهي في الوقت ذاته ليست منبعثة من جماعة أو حزب أو تجمع سلفي ما، وإنما من اجتهادات هي أصيلة في اقترابها في الأصول واختلافها في الرؤى والاجتهادات. وأشار فضيلته إلى أنه من الطبيعي أن "نجد تنوعًا في الطيف السلفي، واجتهادات تتقارب بعض رؤاها أو تتنافر، لكنها في كل الأحوال لا تمثل جسدًا واحدًا؛ فالانقسام قد يطرأ على حالة فكرية موحدة أو ينجم عن انشقاقات داخل حركة وكلاهما ليس موجودًا بالمفهوم الحرفي لهما". أما الدكتور محمد يسري إبراهيم - الأمين العام للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح - فقد تحدث عن أولويات الخطاب السلفي، الذي اعتبره معبرًا عن مركب وصفي للدعوة الإسلامية، والبيان الذي يوجه باسم الإسلام للناس، بما يتضمنه من مفهوم واسع للسلفية تتمثل في العقيدة والشريعة، الأخلاق والسلوك، بما يلبي الجوانب الروحية والمادية، والأمور النظرية والعملية.