أخذ اتفاق أديس أبابا الإطاري بين دولتي السودان وجنوب السودان الذي وضع إطاراً يمهد لاحقاً لاتفاق حول الحريات الأربع(النقل والحركة والتملك والعمل) مساحة كبرى لدى المراقبين والمهتمين بل حتى العامة، والذي اعتبره الكثيرون قفزة متسرعة فوق المراحل في حين أنه لم يحسم القضايا المهمة كالنفط وقضايا الحدود المشتعلة بين الطرفين، واعتبروا أن الاتفاق هو هدية لحكومة الجنوب وطوق نجاة لها مما أثار الكثير من علامات الاستفهام بين المواطنين في كل من دولتي السودان، فمنهم من استبشر بهذا الاتفاق ومنهم من استنكره. ورهن المؤتمر الوطني قبول اتفاق الحريات الأربع بوقف الحرب على السودان أولاً والاتفاق على الملف الأمني مع دولة الجنوب وفك ارتباط الشماليين بالجيش الشعبي والكف عن دعم حركات دارفور المسلحة والجبهة الثورية. ونفى الأمين السياسي للمؤتمر الوطني حسبو محمد عبدالرحمن وجود اتفاقية بين دولتي السودان وجنوب السودان باسم الحريات الأربع مؤكداً أنه اتفاق إطاري للحريات الأربع حتى الآن لم تتم مناقشته والتباحث حوله . اتفاق بشروط ودافع حسبو عن اتفاق أديس أبابا الإطاري وقال حتمياً لابد من إقامة علاقات بين الدولتين وزاد "إذا هاجمونا لن ننتظر سندافع ".وقال حسبو في المنتدى الدوري لاتحاد الطلاب السودانيين حول مستقبل العلاقة بين السودان ودولة جنوب السودان في ظل الاتفاق الإطاري للحريات الأربع. قال إذا لم ينفذ الاتفاق حول المحور الأمني وفك ارتباط الشماليين بالجيش الشعبي وعدم دعم حركات دارفور والجبهة الثورية لن يتم التوقيع على اتفاقية الحريات الأربع ويجب أن لانحمل الاتفاق الإطاري أكثر مما يجب مشيراً إلى أنه بالنسبة لاتفاق الحريات الأربع بين السودان ومصر فإن دولة الجنوب أقرب للسودان من مصر، بعد الاتفاق على شروط محددة وتطبيقها مرهون بقوانين البلد ،وكرر حسبو "مرحبين بخطوات الاتفاق الإطاري للحريات الأربع وأهم شيء الشق الأمني وزاد كحزب مؤيدين لهذه الاتفاقيات بشرط أن يكون المحور الأمني مقدماً على كل الاتفاقيات ولابد من عمل مشترك بين السودان ودولة جنوب السودان . وأكد حسبو أن أي دولة لاتدار بالعواطف ولكن بالاستراتيجيات مضيفاً أن الحرب بين الدولتين امتدت خمسين عاماً ولم تحقق أي إنجاز لا للسودان ولا الجنوب ومهما قال الناس عن اتفاقية نيفاشا واختلفوا حولها ولكنها استطاعت إيقاف أطول حرب في السودان وحقق الجنوب غاية مايتمناه بالسلام لابالحرب وكان الاحترام الكامل لإرادة الجنوب والمؤتمر الوطني كان يسعى للحوار ولذلك ارتضى به رغم العدائيات. بترول الشمال وأشار حسبو إلى رفض السودان من قبل الاتفاق حول الجنسية ولكن حينما عرضوا مشروع الحريات الأربع لم نجد أي ضرر فيها مؤكداً أن مواطني الجنوب منذ الاستفتاء ومن يوم 9/7 هم أجانب ومن يوم 8/4 عليهم أن يوفقوا أوضاعهم وإذا تم الاتفاق على الحريات الأربع وحول مبدأها فلهم ذلك فالدولة لاتدار بأفراد ومواقف ولكن يتم العمل وفق الاستراتيجيات. وأضاف حسبو أن السودان لن يتأثر بذهاب بترول الجنوب كاشفا عن تنشيط حقول للبترول في 30/6 في الشمال ودخولها في الإنتاج وأخرى سيدخل إنتاجها في سبتمبر المقبل، ورحب حسبو بوفد حكومة الجنوب الذي يقابل رئيس الجمهورية كاشفاً عن قدوم وفد الجنوب الذي سيناقش القضايا العالقة بين البلدين في مجال الملف الأمني وبدون أمن لاداعي لأي اتفاقيات مشيراً إلى أن القوى السياسية مؤيدة للاتفاق الإطاري للحريات الأربع. خط عنصري وأكد مساعد رئيس الجمهورية ومسؤول ملف الجنوب العقيد عبد الرحمن الصادق المهدي أن المصلحة الاستراتيجية للسودان توجب علاقة تكامل بين الدولتين مشيراً إلى أن الدولة من القمة حريصة جداً أن تكون بين السودان ودولة الجنوب علاقة خاصة جداً، وأشار عبد الرحمن إلى أن أكثر من عشرة آلاف من الشماليين مازالوا بالجيش الشعبي والاحتفاظ بهم سيكون له الأثر السلبي في العلاقة بين البلدين كاشفاً عن وجود خط عنصري تقوده فئات هنا وهناك على حد قوله يجب أن يحصل له تحجيم.وقال عبد الرحمن أضيئت شمعة أمل باتفاق الحريات الأربع مؤيداً الاتفاق الإطاري للحريات الأربع. وقال لايمكن أن تنفذ إذا لم توقف العدائيات من دولة الجنوب وحرب الوكالة مضيفاً أن اللقاء المرتقب بين الرئيسين يجب أن يسبقه وقف شامل للعدائيات واتفاق شامل لمناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق وأبيي وترسيم الحدود ،واقترح عبد الرحمن لقاء قمة للقوى السياسية يبحث العلاقة بين الدولتين ويكون خطوة لمؤتمر أمن لكل دول الجوار. وأشار رئيس الاتحاد العام للطلاب السودانيين محمد صلاح إلى أن اتفاق الحريات الأربع الإطاري قدم هدية لجنوب السودان بلا مقابل مع تعليق ملف النفط مضيفاً أن الجنوبيين لم يقدموا حلاً للسودان بعد أن نالوا ما أرادوه بيد أن الاتفاق لم يتحدث عن الناحية الأمنية والاتفاق إن كان فيه خير فهو مبني على علاقة حسن الجوار وقال محمد صلاح لا ننادي بطرد الجنوبيين فهم إخواننا ولكن لايمكن أن يقنن هذا البقاء عن طريق اتفاقيات لايرجى منها.