تواصلت قمة الرئيسين عمر البشير وسلفا كير ميارديت بأديس أبابا لليوم الثاني على التوالي أمس، واتفق الرئيسان على استئناف القمة في العاشرة من صباح اليوم، وأسفرت جولة الأمس حسب العبيد مروح الناطق باسم وزارة الخارجية، عن إحراز تقدمٍ في الملفات الأمنية والاقتصادية وتفاهمات مبدئية بشأن حل قضية شركة (سودابت). وطالب جنوب السودان - خلال القمة - سحب السودان لشكواه لدى التحكيم الدولي، لكن الحكومة اشترطت مقابل ذلك تعويض السودان مبلغ مليار ومائتي مليون دولار عبارة عن أصول الشركة التي صادرتها حكومة الجنوب، وفي حالة عدم دفع التعويض فإن السودان سيلجأ لخصم المبلغ من الأموال المخصصة لسد فجوة فقدان النفط، التي التزم الجنوب بدفعها. وضاقت شقة الخلاف في قضية (الميل 14)، بموافقة الجنوب على الانسحاب سبعة أميال من النقطة صفر، والاتفاق على أن تكون الإدارة الأهلية في المنطقة على ذات الوضع الذي كانت عليه في العام 2005م، كما تم الاتفاق على أن تبقى المنطقة منزوعة السلاح. وتحدثت مصادر عن أنّ المقترح الأرجح للاتفاق بشأن أبيي هو استكمال الأجهزة الانتقالية في المنطقة للعمل على ترتيب الأوضاع لإجراء الاستفتاء في أكتوبر من العام المقبل. فيما أوفد سلفا كير نائبه د. رياك مشار لينوب عنه في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، وقال إنه سيمكث مع الرئيس البشير حتى يتوصّلا إلى حلول بشأن تعقيدات الملف الأمني وما تبقى من قضايا. وكانت القمة الثانية بدأت في العاشرة من صباح أمس بحضور رئيس الوزراء الأثيوبي والوساطة الأفريقية رفيعة المستوى بقيادة ثابو امبيكي وعبد السلام أبوبكر وبيير بيويا وآخرين وأعضاء وفدي التفاوض الذين خرجوا بعد نصف ساعة، وبقي الرئيسان مع أعضاء الآلية الأفريقية، وبعد مرور ربع ساعة خرج الرئيس البشير وهو يردد مخاطباً أنظار المنتظرين خارج القاعة: (حليناها تَب) أي أن القضية (حلت تماماً). وعبّر البشير خلال حديثه لرؤساء تحرير الصحف المرافقين له، عن سعادته بوجود مرونة من قِبل وفد الجنوب في ملف الترتيبات الأمنية، وأكد وجود إرادة حقيقية من قبل وفد السودان للتوصل إلى حلول بشأن قضية (الميل 14)، وقال إن رأي الحكومة أن تكون كل المنطقة منزوعة السلاح، ونوه إلى وجود اتفاق على إرجاء الحديث حول ملف أبيي، وعبّر عن قناعته بأن ينعكس أي تقدم يحدث على الأوضاع في المنطقتين وبقية القضايا وأبيي، ونبه إلى أن نظام الإدارة الأهلية المتبع في (الميل 14) أثبت جدواه في التعامل مع الأوضاع بالمنطقة. وبدأ لقاء البشير- سلفا الرابع بحضور إدريس عبد القادر وباقان أموم ورئيس الوزراء الأثيوبي وامبيكي، واستمر قرابة الساعات الخمس قبل أن ترفع القمة لأداء صلاة العشاء وتستأنف بعد ذلك حتى العاشرة مساءً بحضور الدرديري محمد أحمد وبحث الاجتماع ملف أبيي.