نظمت إدارة النهضة بمنتدى النهضة والتواصل الحضاري بالتعاون مع مجلة حراء الخميس الموافق 15/11/2011م بمركز الشهيد الزبير ندوة حملت عنوان "تجربة محمد فتح الله كولن في النهضة" والبناء قدمها د. نوزّاد صواش المشرف العام لمجلة حراء وعقب عليها د. بسطامي محمد سعيد مساعد الأمين العام و مدير إدارة الحوار والتواصل بمنتدى النهضة . وصف د. صواش د. محمد فتح الله كولن بالعالم المثقف وبرجل الحركة وهي صفات يقول عنها صواش أنها قلما تجتمع في فرد واحد ، مبيناً ان لكولن جزوره التراثية من المام بالفقه والحديث والتفسير والتصوف ، كما أنه مطلع على ثقافة عصره من الشرق إلى الغرب ، اضافة إلى انبثاقه من قلب المجتمع ، وهو رجل تجده في الميدان دائماً وكانت له دروس في المقاهي وفي دور السينما في السبعينات - وهي الفترة التي شهدت انطلاقة "كولن" في الدعوة – وكانت له جلسات حرة ومفتوحة يتلقى فيها الأسئلة من شباب يتفاوت مابين ملحد وشيوعي ومنحرف ، هذا إذا وضعنا في الاعتبار أن معظم مؤلفاته كانت عبارة عن أسئلة وأجوبة وقد بلغت سبعون كتاباً ترجم منها حوالي ثلاثة عشر كتاب . ويوضح د.صواش أن "كولن" اقتبس في بداية عمله بالدعوة فكرة دارالأرقم، فكانت أول مؤسسة انطلقت هي بيوت الطلبة، وهي عبارة عن مجموعة من الشقق الصغيرة يقيم في كل واحدة منها حوالي خمس من الطلاب يتدارسون العلوم الشرعية المختلفة. وعن المحور الذي ارتكز عليه "كولن" في دعوته يقول د. صواش :أن "كولن" دائما مايقول إن الإنسان يتحرك في ثلاثة فضاءات هي الأسرة ، المدرسة والمجتمع، فإذا استطعت أن تشكل تلك الفضاءات الثلاثة فإنك تضمن تكوين الإنسان . وكان هناك حرص كبير من "كولن" على تشجيع الناس على عمارة الأرض من تأسيس للمدارس والجامعات ومراكز البحث والجمعيات إلى غير ذلك من المؤسسات الأخرى وكان يقول : "إذا بنيتم مدرسة أو أسستم جامعة أو ... فأنظروا هل قربتكم خطوة من الله أم كانت حجاباً بينكم وبينه، فإن كانت حجاباً فهي أصناماً فاهدموها" وهو يعتمد العمل الايجابي أساساً له ،غير صدامي وليس برجل شعارات، يصب تركيزه في المؤسسات على المسمى وليس الاسم، وهو رجل قرآني منقطع النظير ويؤمن إيماناً جازماً بأن السنة النبوية توجد فيها حلول كل المشاكل التي تعترض البشرية. ومن مقولاته الشهيرة " إذا أردت أن تجد الواحد فكن صفراً"، ومصطلح "التصفير" يعني أن تكون صفراً في طلب الوظيفة والمال وكل مايتسابق عليه الناس من نعيم الدنيا الزائل. د. بسطامي محمد سعيد أشار إلى أن هناك فرقاً كبيراً بين تركيا السبعينات وتركيا الآن، وهذا يبين الأثر الواضح الذي تركه كولن الذي تتميز جماعته بمميزات كثيرة أبرزها البعد الروحي الذي يظهر جلياً في كتابات "كولن" ، مؤكداً أن أهم ماتفرد به "كولن" هو الانفتاح على الشباب والاهتمام بالتعليم، داعياً الحركة الإسلامية بالسودان للعمل على الاستفادة من النموذج الذي قدمه "كولن" في الدعوة والاصلاح .