أوضح د. عثمان أبوزيد الأمين السابق للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات ضمن إفاداته بندوة "بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد" التي نظمتها إدارة الإعلام والنشر بمنتدى النهضة بالتعاون مع مركز إضافات بمقر المنتدى بالخرطوم، أن هناك حاجة إلى فكر جديد ومنهجية جديدة لتحليل الإعلام الجديد الذي وصفه بالتطور الطبيعي الذي استطاع الإنسان من خلاله أن يكسب جهده ووقته مشيراً إلى وجود العديد من الإشكالات التي تواجه ذلك الإعلام وتتقاطع معه سلباً وايجاباً منها حاجاتنا الفردية والإجتماعية وحاجة أقسام الإعلام بالجامعات إلى مزيد من التطوير حتى تواكب متطلبات المرحلة الجديدة ، مبيناً أن النخب التي كانت تحتكر الخطاب الإعلامي لم يعد بمقدورها فعل ذات الأمر. ومضى د. أبوزيد بالقول بأن هناك فجوة حدثت بين الذين يملكون التقنية ومن لايملكونها فالفرق بين الطالب الذي يستخدم الكمبيوتر والذي لايستخدمه مثل الفرق بين الدولة التي لديها قدرة نووية والدولة التي لاتمتلكها. وانتقد د. أبوزيد التنابذ الذي يحدث بين الأفراد والجماعات عبر مختلف الوسائط من مواقع إلكترونية ومواقع التواصل الإجتماعي وغيرها مؤكداً أن هذا يحدث من الإعلام الجديد الذي يفترض أن يكون سبباً لاتساع الحوار والتقارب . موضحاً أن نشوء مايسمى بصحافة المواطن والإمكانية التي أتيحت لكل فرد بإنشاء مدونته أو موقعه جعل الأمر لا يتم بإحترافية في كثير من الأحيان ، وهو مايتطابق مع واقع العمل التلفزيوني والصحفي الذي أصبح الإرتجال السمة الغالبة فيه . مبيناً أن الإعلام الإجتماعي بدأ يفقد رصانته إلا أنه بالمقابل قام بتطوير نفسه بمايسمى بالإعلام حسب الطلب، ذاكراً أن إنشاء الموقع الإلمتروني وحده لايكفي ولابد من الترويج له فنحن نحتاج إلى التوصيل وبدونه يصبح الموقع أشبه بالصحيفة الحائطية . ويؤكد د. عثمان أبوزيد ضرورة وجود دوائر إجتماعية تعمل على زيادة وعي الناس وتفاعلهم مع الإعلام الجديد منبهاً إلى أن الملكية الخاصة في وسائل الإعلام قد تكون ملكية ضارة كما أشار إلى ذلك المؤتمر الثاني للإعلام الإسلامي ، معتبراً أن نظرية الحتمية القيمية لصاحبها د. عبد الرحمن عزي عميد كلية الإعلام بجامعة الشارقة التي تنادي بضرورة توجيه الإعلام الجديد نحو خدمة قيمنا ومعتقداتنا الدينية وإلى النهضة وإرتقاء الحوار وإثراء النقاش العام يمكن أن تكون بديلاً لنظرية الحتمية التقنية التي يعمل بها الإعلام حالياً . من جهته أشار د. النجيب آدم قمر الدين رئيس تحرير صحيفة الأخبار، إلى أن الإعلام الجديد يقصد به المواقع والمدونات والشبكات الإجتماعية ومواقع اليوتيوب ، وهو إعلام تصعب السيطرة عليه، ومن أهم الفوارق بينه وبين الإعلام القديم أنه غير مقنن ، والمحتوى الموجود فيه ليست له قوانين معينة خاصة في الدول العربية ، وأن حرية التعبير فيه مختلفة وتحتاج إلى ضبط مهني وأخلاقي ،فيما نجد أن التفاعل والمشاركة من أهم سمات الإعلام الجديد. وأبان د. النجيب أن هناك "شخصنة" للقضايا في الصحافة الإلكترونية تتم حسب الطلب،موضحاً أننا إن لم نتمكن من وضع المواد الجيدة في الإعلام الجديد فإنه حتماً سيكون الغالب هذا إلى جانب تطبيق الحتمية القيمية حتى لانقع في براثن هذا الغول – على حد تعبيره-