وسط حضور مغاربي وإنجليزي وسوداني يتقدمه السفير المغربي، إحتفلت صالة فندق المريديان بالخرطوم، في أمسية الإثنين 23/4/2007م، بالمعرض التشكيلي للأستاذة جوهرة الطيب، رفيقة البروفيسيور عبدالله الطيب المجذوب،وقد سعت الفنانة الكبيرة إلى تصوير الطبيعة المغربية كما رأتها أثناء إقامتها هناك، برفقة عبدالله الطيب، صوّرت لوحات المعرض الطبيعة لعدد من المدن المغربية مثل: مدينة فاس وأزمور والرباط و طنجة، شوانة وغيرها. ويأتي هذا المعرض في سياق مسيرة فنية ممتدة بلغت حصيلتها اكثر من ثلاثين معرضاً، درجت الرسامة على إقامتها سنويا طوال فترة إقامتها بالمغرب، في صالة المركز الثقافي الأسباني. وقال السفير المغربي إن الفنانة السودانية الجنسية البريطانية الأصل تتمتع بصلات واسعة مع كبارالتشكيليين المغاربة، وأضاف أنها تقتفي أثر الرساميين الكلاسكيين الذين برزوا في القرن التاسع عشر، والذين أولوا إهتماما فائقا بالطبيعة، وفي تعليلٍ لاهتمامها بالتصوير الطبيعة المغربية قالت "جوهرة":(المغرب غني بالمناظر المختلفة ، والشواطيء الجميلة الممتدة، والجبال التي تزخر بالحياة) وأضافت: ( الطبيعة في السودان جميلة ولكن تتوزع قمها الجمالية في مساحة السودان الواسعة مما يجعل الإستمتاع بها جميعا أمر شاق، بعكس المغرب).وتعتزم الفنانة التشكيلية جوهرة الطيب انجاز معرض عن (الشلالات في السودان)؛ يشمل حتى الشلال الذي غمرته مياه السد العالي . ويذكر أن البروفيسيور عبد الله الطيب زوجة الفنانة التشكيلية قد تولى منصب مدير جامعة الخرطوم ورئاسة مجمع اللغة العربية بالخرطوم وقد توفي في العام 2003م. وفيما يلي يقدم الأستاذ وليد الطيب عرضا عن المعرض: في أمسية الإثنين 23/4/2007م، إحتفلت صالة فندق المريديان بالخرطوم، بالمعرض التشكيلي للأستاذة جوهرة الطيب، رفيقة البروفيسيور عبدالله الطيب المجذوب. إن عُدَّ الأمام محمد عبده والسيد جمال الدين الأفغاني رواداً للفكر الإسلامي، فإن عبد الله الطيب أحد جذور الوعي الإسلامي المعاصر في السودان، فكل قادة الحركة الإسلامية السودانية الحديثة تنتهي سلسلة نسبهم العلمي إليه، وامتد تأثير العلّامة إلى دولة نيجيريا معقل الإسلام في غرب أفريقيا وانتقل لاحقا إلى المغرب العربي الضارب في شعاب الزمان حضارةً وعلماً، و(من البر ان يصل الرجل ودّ أبيه)؛ وها هي الأستاذ جوهرة تصل وّد المغاربي للعلَّامة بهذه اللوحات،التي تمثل كل واحدة منها معنى شاخصاً وتسجل شهادةً صادقةً؛ على عمق الحياة في المغرب وثرائها، مثلما تشهد هي على (لا شعور) الفنان الذي خطتها ريشته، و(اللاشعور) هو درجة عالية من الإحساس والشعور ولاسيما عند الفنان، فكل شيء في الحياة عنده موقّع حتى إلتفات الجِيد، لكل رنة وخفقة – عند الفنان- صورة ومثال، ولكل منظر وصورة: معنى ومغزي، سواء بسواء. في إجابتها على سؤالي لماذا اخترت الطبيعة المغاربية دون غيرها مما تحفل به المغرب، قالت : (المغرب غني بالمناظر المختلفة ، والشواطيء الجميلة الممتدة، والجبال التي تزخر بالحياة)وأضافت: ( الطبيعة في السودان جميلة ولكن تتوزع قمها الجمالية في مساحة السودان الواسعة مما يجعل الإستمتاع بها جميعا أمر شاق، بعكس المغرب).حتى الجبال في لوحات(جوهرة) جواهر تتلألأ بالخضرة ، التي تكسو وديانها وسفوحها، وتضم بين حناياها بيوت أولئك الطيبين الذين تعشَّقوها؛ فلم يطيقوا إبتعاداً..يا لجمال أناشيد الطفولة: زارع الحقل في البكور/ أنت للناس سيدُ/ من زراعيك للفقير /حبة القمح تولدُ التفت(جوهرة) إلى بعض اللوحات وأضافت:(تضم هذه الصالة تصاوير لمدينة فاس وأزمور والرباط و طنجة)، وذكر كل مدينة؛ كان يرحل بخيالي بعيدا عن المكان والزمان الحاضرين، فكلمة فاس عند أهلنا في السودان؛ يترنم معها ببيت من الشعر الذي يتناشده المادحون( نسيم من فاس هب..عطر الأنفاس )، وتنتقل منه إلى السيد أحمد المعقور، الذي كان له الفضل في قيام الدولة الإسلامية في دارفور، التي تلعق جراحها الآن، وكلمة : طنجة، كلمة سر إذا جمعت مع أختهاالأسيوية (جاكرتا): محورطنجة-جاكرتا؛ كما أسماه مالك بن نبي، المفكر الإسلامي الجزائري، هو رمز الوحدة الإسلامية التي ترفض التجزئة والتقسيم لأمة الوحدة والتوحيد. المآذن إحتلت مكان بارزاً في أكثر اللوحات، حتى كأنها موضوع المعرض وعنوانه البارز، فأحيان تسيل المدينة تحت لمئذنة وهي- من علٍ- ترقب الحياة تحتها؛ وكأنها تقول :( الله أكبر) من كل شيء! عندما سألتها عن إحتفائها بها وكثرة تصويرها في لوحاتها، صمتت قليلا، وقالت: الفنان يلتزم في رسمه الأبعاد كما هي على الطبيعة إلا أن تضطره ضرورة فنية فيتلاعب بها لإبراز شيء معين، في لوحاتي تبرز المئذنة فيها بوضوح لأنها أعلى بناية في البنايات المغاربية. ولكن لماذا لا ترى حين تنظر للمدائن والقرى إلا قطعة بها مئذنة؟ وهل تحولها للإسلام يدفعها دفعاً إلى أن تراها في كل شيء في حياة الناس؟ ولا شك أن المئذنة تعبير عنه، حتى أن كاتباً فرنسياً عنوّن كتابه الذي أراد أن يخوِّف به من الإسلام( فرنسا بلد الألف مئذنة)! المئذنة هي (اللاشعور) لكن الواعي عند جوهرة الطيب.الذي برز في هذا المعرض،الذي جاء بعد أكثر من ثلاثين معرضا أقامتها في مشوارها الفني.. وأسأل الله أن يطيل في عمرها ويباركه وزكيه، لتكمل مشروعها الفني القادم ، الذي ترجو أن تحمل فيها (شلالات السودان) في إطار جميل؛ وفاءاً لهذا البلد الطيب، ونظراً في ملكوت الله في الأرض.