اختتم الرئيس المصري محمد مرسي اليوم الجمعة زيارة إلى السودان استمرت يومين بالإعلان عن "تنسيق بين القاهرةوالخرطوم" للتعامل مع أزمة مياه النيل. ووصل مرسي إلى مطار القاهرة مساء اليوم قادما من الخرطوم حيث كان في وداعه نظيره السوداني عمر البشير. وقبيل مغادرة السودان عقد الرئيس المصري، في مطار الخرطوم مؤتمرا صحفيا مع نظيره السوداني، شدد خلاله على أنه نسق مع نظيره السوداني للتوفيق بين دول حوض النيل حول المشاريع المقترحة على المنابع باعتبار أن ما علق بتلك العلاقات في الماضي مجرد "كبوة". وقال مرسي إن زيارة الخرطوم "تمثل حجر الزاوية لفتح كل الأبواب وإزالة العقبات - ليس للتكامل فقط - بل الوحدة بين شعبي وادي النيل". من جهته، قال الرئيس السوداني عمر البشير إن هناك جهات (لم يسمها) تريد "زرع الفتنة" بين دول حوض النيل، مضيفا "لكننا سنتجاوز الخلافات لما فيه خير المنطقة" . ولفت إلى وجود لجنة خبراء سودانية إثيوبية مصرية لدراسة "سد الألفية"، الذي تعتزم أديس أبابا إقامته، لتفادي التأثيرات السلبية الناتجة عنه. وأضاف "اتفقنا مع إثيوبيا على التعاون في الحوض الشرقي الذي يمثل نحو 86 % من مياه النيل (إثيوبيا، السودان، مصر) وكذلك نسعى للإتفاق مع دول الحوض الجنوبي (بقية دول حوض النيل العشرة) لأننا لا نريد خلق أزمة بل نسعى للتعاون والتكامل. وتطرق الرئيس السوداني إلى الخلاف بين البلدين حول مثلث "حلايب" الحدودي، وقال إن "الحدود لن تشكل أزمة بين الجانبين، ومهمة الحكومتين إزالة العقبات لأن الحدود مكانها الخرائط فقط"، بحسب قوله. وتابع أنه أبلغ نظيره المصري أهمية أن تكون الحدود "مفتوحة لتعزيز حركة الأفراد والتجارة، مضيفا "أبلغت مرسي أننا لا نتعصب للحدود لأننا لم نكن طرفا في وضعها - بل وضعها المستعمر - ومع ذلك نحترمها ولا يجب أن تشكل أزمة". وعن عدم تفعيل اتفاق الحريات الأربع بين البلدين، والذي ينص على حرية التملك والتنقل والاقامة والعمل، قال البشير إنه "ناقش الأمر مع مرسي وأنه سيتم تنفيذه قريبا من الجانب المصري وتجاوز كل العقبات". وكان الرئيس المصري قد عقد في وقت سابق اليوم عدة لقاءات مع سياسيين ورؤساء أحزاب سودانية بينهم الأمين العام للحركة الإسلامية الزبير أحمد الحسن. وقال الزبير، في تصريحات للصحفيين عقب اللقاء، إنهما ناقشا "الهموم العامة"، وبحثا كذلك "كيفية قيام الحركة الإسلامية في خلق المجتمع المسلم". كما التقى مرسي الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض حسن الترابي. وكشف الترابي، في تصريحات عقب اللقاء، عن زيارة يعتزم القيام بها إلى مصر من دون تحديد موعد لها، وأوضح أنه لم يناقش مع مرسي القضايا السودانية بسبب "ضيق الوقت". من جانبه قال مساعد الرئيس السوداني موسى أحمد، عقب لقائه مرسي، إن اللقاء تطرق إلى "النزاع حول مثلث حلايب" وطلب خلاله من الرئيس المصري "تذليل العقبات حتى تعود الأوضاع في المثلث كما كانت عليه". وأكد موسى أن مرسي وعد بذلك للعمل على إزالة الإحتقان الذي ترتب عليه. وتصاعدت أزمة حوض النيل بعد توقيع 6 من دوله من أصل 10 على اتفاقية "عنتيبي" لإعادة توزيع حصص مياه النيل على دوله. والدول الست الموقعة في مايو/ آيار 2010 هي: إثيوبيا، رواندا، بوروندي، أوغندا، كينيا، تنزانيا. ورفضت مصر والسودان التوقيع على هذه الاتفاقية، معتبرين أنها تنتقص من "حقهمها التاريخي" في حصص مياه النيل، فيما لم تعلن دولة جنوب السودان التي تأسست عام 2011، موقفها بعد.