في أول تأييد علني من جانبه لقرار إثيوبيا بناء السد الذي ترفضه القاهرة، أعلن الرئيس السوداني عمر حسن البشير، أمس، أن بناء سد النهضة في إثيوبيا «لن يوقف المياه عن مصر»، حسبما نقلت عنه وكالة أنباء الأناضول. وقال البشير، أمام مجلس شورى حزب المؤتمر الوطني الحاكم، إن «السد لن يُستخدم إلا للكهرباء»، داعياً إلى استمرار التشاور والتفاهم في هذه القضية التي تهم كلاً من مصر والسودان وإثيوبيا معاً. ورأى أن «سد النهضة الإثيوبي سيحقق فوائد ومنافع عديدة للسودان»، موضحاً أن الجانب الإثيوبي تشاور مع السودان ومصر في قيام السد للتعرف إلى السلبيات والإيجابيات المحيطة به. وفيما رأى البشير أن مواقف مصر تجاه المياه «حساسة»، رأى أن فترة «امتلاء الخزان أمام السد لن تؤثر على السودان ومصر». وقال إن «السودان مدين لمصر بنصيب وافر من المياه محدد في اتفاقية 1959م». وعبّر الرئيس السوداني عن شكوك بلاده في مبادرة حوض النيل «التي جاءت من البنك الدولي، وليس من دول الحوض»، في إشارة إلى اتفاقية «عنتيبي» التي تطرح بنحو غير مباشر إعادة النظر في حصتي دولتي المصب وإعادة توزيع حصص المياه مرة ثانية بحيث تنتفع دول المنبع بمياه النيل «بشكل منصف ومعقول». ورأى أن مشروعات البنك الدولي «يجب التوقف عندها لأنها في ظاهرها المصلحة، لكن الهدف منها شيء آخر». وبموجب اتفاقية 1959 تحصل مصر على 55 مليار متر مكعب من مياه النيل، فيما يحصل السودان على 18 مليار متر مكعب، وتستند مصر إلى تلك الاتفاقية وكذلك اتفاقية 1929 لتؤكد أن لها «حقوقاً تاريخية» في مياه النيل. ويسعى السودان حالياً إلى عقد قمة ثلاثية تجمع الرئيس البشير بنظيره المصري محمد مرسي، إلى جانب رئيس وزراء إثيوبيا هيلي ماريام، حسبما ذكرت مصادر دبلوماسية مطلعة ل«الأناضول».