أكد زعيم الأغلبية في برلمان دولة جنوب السودان أتيم قرنق، أن جوبا ستوقع بالأحرف الأولى على اتفاقية عنتيبي لدول منابع النيل الأسبوع بعد القادم. وقال قرنق في تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية الصادرة أمس، إن بلاده ستوقع بالأحرف الأولى على اتفاقية عنتيبي لدول منابع نهر النيل الذي يصب في مصر عابراً السودان. وكانت خمس من دول حوض النيل قد وقعت على هذه الاتفاقية وهى «إثيوبيا وأوغندا ورواندا وتنزانيا وكينيا» لكن رفضتها دولتا المصب مصر والسودان لأنها تنهي الحصص التاريخية للدولتين «55.5 مليار متر مكعب لمصر «18.5» مليار متر مكعب للسودان». وأوضح أن اتفاقية عنتيبي لم تتحدث عن حصة الدول بما فيها جنوب السودان، مشيراً إلى أن اتفاقيات اقتسام مياه النيل بين مصر والسودان لعامي 1929م و1959م لم تكن بلاده جزءاً منها، منبهاً: «لن نأخذ حصتنا من السودان لأننا لم نكن جزءاً من تلك الاتفاقية التي تمت في عهد الاستعمار البريطاني». وشدد على أن جنوب السودان تعتبر من دول المنبع، حيث بها عدد من الأنهار التي تنبع من أراضي الجنوب وتصب في النيل الأبيض، مشيراً إلى أن النيل الأبيض الذي يبدأ من بحيرة فيكتوريا في أوغندا وترفده أنهر السوباط وبحر الغزال وبحر الجبل يذهب «14» مليار متر مكعب منه إلى السودان. وأضاف قائلاً: «لا يمكن أن نتقاسم هذه الحصة الضئيلة مع السودان، ولذلك لا بد من تقاسم جديد على أسس عادلة.. لذلك تلك الاتفاقيات القديمة ليست ملزمة لنا، وإذا كان هناك نصيب سنأخذه من النيل الأبيض باعتبارنا دولة منبع وعبور للنيل». وأشار قرنق إلى أن اتفاقية عنتيبي التي ستوقع عليها بلاده تتبع منهجاً جديداً لتقاسم مياه النيل على أسس العدالة دون أن تفرض دولة هيمنتها على الدول الأخرى. وأضاف قائلاً: «إن الاتفاقيات القديمة كانت تعطي وزارة الري المصرية حق مراقبة مياه النيل من دول المنبع حتى المصب على البحر المتوسط.. لكن بعد اتفاقية عنتيبي، لن يكون هناك مثل ذلك الاتجاه القديم، كما أن الدول ستتعاون في حصص المياه بعدالة ومساواة وحفظ حق كل دولة لسيادتها الوطنية». وأعرب عن دهشته للضجة المثارة حول سد النهضة، قائلاً: «نحن في جوبا لن نقف ضد سد النهضة ما دامت ستكون هناك فائدة من الكهرباء التى ستتوفر منه بأسعار زهيدة تجارياً».