اعتبرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن إسرائيل تقف حاليًّا في "طريق مسدود"، ولا توجد لديها حلول حقيقية لأزمة أسر الجنود الإسرائيليين في غزةوجنوب لبنان، وأن الصراعات المشتعلة في الشرق الأوسط تقترب بالمنطقة من "حافة المحرقة". يأتي ذلك في الوقت الذي اعتبرت فرنسا رسميًّا "أنه لا سبيل للوصول إلى إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين إلا بالوساطة والمفاوضات"، بينما احتجت المنظمات اليهودية بفرنسا على تصريحات وزير الخارجية الفرنسي والذي وصف فيها العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب لبنان بأنها "غير مجدية". وتحت عنوان "طريق مسدود" قالت لوموند في افتتاحيتها ليوم الجمعة 14-7-2006: إن إسرائيل بعملياتها العسكرية في غزة أو في جنوب لبنان "غير قادرة لا على استرداد جنودها المأسورين ولا على وقف هجمات صواريخ الكاتيوشا ولا القسام على أراضيها". وقالت الصحيفة: إن المستفيدين الأساسيين مما يجري هم أساسًا "حركة حماس وحزب الله، فضلاً عن طهرانودمشق واللذين يمثلان داعمًا أساسيًّا لما يجري". وأضافت لوموند: "إذا أضفنا ما يجري من حرب في العراق والأزمة حول النووي الإيراني إلى الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي والصراع اللبناني الإسرائيلي فنستطيع القول إن المنطقة أصبحت على حافة المحرقة التي لا تخدم إلا مصالح الديكتاتوريات والإسلاميين وأنصار قانون الأقوى"، بحسب تقدير الصحيفة. سوريا وإيران من جانبها، كررت جريدة "لوفيجارو" اليمينية الادعاءات الإسرائيلية بأن "سوريا وإيران" هما اللتان تحركان الأحداث في لبنان، وقالت: إن القوة العسكرية لن تؤدي إلى أية نتيجة؛ لأنها ليست أمام قوى عسكرية منظمة. وقالت الجريدة في افتتاحيتها: "إنه بعد 18 يومًا من القصف على قطاع غزة، إثر أسر الجندي "جلعاد شاليت"، فإن إسرائيل لم تعثر على أي أثر لجنديها، وزاد الأمر تعقيدًا من هذه الوضعية اختطاف جنديين آخرين على الحدود الإسرائيلية اللبنانية وهو الذي فرض على إسرائيل المقاتلة على جبهتين في نفس الوقت". وكإشارة لعدم قدرة إسرائيل على الخروج من الأزمة واستعادة جنودها الأسرى وأن الحل بيد إيران وسوريا ومن ورائها المقاومة قالت "لوفيجارو": "من أجل تجنب توسع المعارك فمن العاجل التحرك من أجل الضغط على دمشقوطهران للعمل على إطلاق سراح الجنديين". الوساطة ورسميًّا اعتبرت فرنسا على لسان وزير خارجيتها "فيليب دوست بلازي" أن السبيل الوحيد لإطلاق سراح الجنديين المأسورين لدى حزب الله هو المفاوضات والوساطة. وأضاف "العنف لن يؤدي إلى أية نتيجة وهو ما أوضحناه للطرفين". وأضاف بلازي في حوار مع إذاعة "أوروبا 1" الخميس 13-7-2006 "نحن أمام امتحان صعب ونطالب بالعدول عن استخدام القوة والذي من الممكن أن ينجح عن طريق إقناع حزب الله وحماس بإطلاق سراح الجنود الإسرائيليين والكف عن إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية، وفي نفس الوقت إذا تعهدت إسرائيل بإطلاق ممثلي حماس المنتخبين الذين قبض عليهم أثناء تنفيذ العمليات العسكرية ضد غزة". فرنسا تدين وأدان وزير الخارجة الفرنسي القصف الإسرائيلي على لبنان، معتبرًا أن القصف على مطار بيروت غير مجد. ولاقت هذه التصريحات انتقادات من جانب المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية بفرنسا (الممثل الرئيسي للجالية اليهودية) والمعروف بمناصرته لإسرائيل. وأوضح بيان للمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية "أن إسرائيل لها الحق في أن الدفاع الشرعي عن نفسها وأمن مواطنيها". وأضاف البيان "ميليشيا حزب الله هي التي تسببت في دخول الجيش الإسرائيلي إلى لبنان وقصف المدنيين". وفرضت إسرائيل حصارًا جويًّا وبريًّا وبحريًّا كاملاً على لبنان، وقصفت مطار بيروت الدولي، كما شنت غارات على الجنوب اللبناني استهدفت بشكل خاص الجسور التي تربط المنطقة بالعاصمة، مما أسفر عن استشهاد 55 مدنيًّا على الأقل. وأسر حزب الله اللبناني الأربعاء 12-7-2006 جنديين إسرائيليين، وقتل 8 آخرين، في عملية نوعية استهدفت مواقع عسكرية إسرائيلية على الحدود مع لبنان. المصدر موقع إسلام أون لاين الجمعة 14/7/2006