تحت شعار "من أجل السلام في دارفور" أظهر حفل إنشاد أحيته مجموعة من الفنانين المسلمين بالعاصمة البريطانية لندن تعاطفا كبيرا من البريطانيين مع محنة إقليم دارفور الذي يشهد اضطرابات منذ نحو 4 سنوات. فقد تمكن منظمو حفل "لايف 8" الذي أقيم مساء الأحد 21-10-2007 بإستاد "ويمبلي" الشهير من جمع تبرعات بقيمة 200 ألف جنيه إسترليني (408 آلاف دولار) لصالح أهالي دارفور المحرومين من أبسط مقومات الحياة. وشهد الحفل حضور عدد من الفنانين المسلمين المشهورين في أنحاء العالم. وإلى جانب المبلغ الذي تم جمعه، حظي الحفل الذي نظمته منظمة الإغاثة الإسلامية بدعم كل من الحكومة والمعارضة في بريطانيا. فقد بعث رئيس الوزراء براون وزعيم حزب المحافظين برسائل مسجلة تليت في الحفل. الصورة: المنشد سامي يوسف في الحفل فقد بعث رئيس وزراء بريطانيا جوردن براون رسالة فيديو مسجلة تمت إذاعتها في الحفل، قال فيها: "في الحقيقة إن وجودكم في هذا المكان وفي هذه المناسبة يكشف عن مدى التعاطف العميق من مختلف الفئات في المجتمع البريطاني مع أهالي دارفور الذين يعانون من أزمة كبيرة". ووجه زعيم حزب "المحافظين" ديفيد كاميرون بدوره رسالة رحب فيها بالجمهور المتواجد بالحفل. ومن بين المشاركين في إحياء الحفل الذي استمر قرابة خمس ساعات، فرقتا "أوت لانديش" الدنماركية، و"ساوند أوف ريزون" الكندية، والفنانان كريم سلامة من الولاياتالمتحدة، وحمزة روبرتسون من بريطانيا الذي اعتنق الإسلام حديثا. سامي يوسف المطرب البريطاني الشاب المعروف للمسلمين في العالم كان الفنان الأبرز في الحفل، والذي سبق له أن زار إقليم دارفور هذا العام في رحلة نظمتها وزارة الخارجية البريطانية لتوعية الناس بحقيقة ما يجري في الإقليم. وأعرب يوسف (27 عاما) عن أمله في أن يساهم الحفل في تشجيع الناس في بريطانيا -بمختلف أديانهم وأصولهم العرقية- على التبرع للجمعيات الخيرية العاملة في دارفور، الذي وصف قضيته بأنها "كبيرة للغاية، وتستحق اهتماما أكبر من الشعب البريطاني". يذكر أن اسم "لايف 8" الذي اختاره منظمو الحفل يرتبط بفكرة حفلات "لايف 8" الغنائية التي بدأت يوليو عام 2005 في أنحاء العالم، وسميت بذلك بسبب تزامنها مع قمة الدول الثماني الصناعية الكبرى، وتهدف إلى تسليط الضوء على مشكلة الفقر ودعوة الدول الغنية إلى زيادة مساعداتها لدول العالم الثالث. وفي اتصال هاتفي مع "إسلام أون لاين.نت" قالت نسرين سيد المسئولة بهيئة الإغاثة الإسلامية: "لقد جمعنا 200 ألف جنيه إسترليني، منها 40 ألفا على الأقل تم حصدها خلال 5 دقائق". وأشارت نسرين -المسئولة عن جمع التبرعات في الحفل- إلى أن المتبرعين أظهروا اهتماما بشأن محنة أهالي دارفور، ودعما لقضية الإقليم بشكل عام، ألا وهي الفقر. وأوضحت الناشطة الخيرية أن الأموال التي تم جمعها سوف يتم إرسالها مباشرة إلى المكاتب الثلاثة التابعة لهيئة الإغاثة الإسلامية في دارفور من أجل استغلالها في تنفيذ مشروعات حفر آبار المياه ورعاية الأيتام واللاجئين في المخيمات. كما أعلنت اعتزام مسئولي الهيئة تكرار تنظيم مثل هذا الحفل مستقبلا من أجل التوعية ببؤر الأزمات في العالم، لكنها نفت وجود خطة لتنفيذ ذلك قريبا. وقد أشارت نسرين إلى أن الهيئة -وهي منظمة خيرية عالمية مقرها بريطانيا- تحرص منذ نحو 4 سنوات على تنظيم حفلات سنوية في شهر أبريل بمدينة "إيستر" بهدف التوعية بمعاناة الأطفال في العالم بشكل عام وفي دول إسلامية مثل أفغانستان وألبانيا والأراضي الفلسطينية بشكل خاص. والمبلغ الذي جمعه الحفل هو جزء من حصيلة مبلغ أكبر جمعته هيئة الإغاثة الإسلامية مؤخرا من أجل مساعدة الإقليم. ووفقا لهارون عطا الله المدير التنفيذي للهيئة، فإن إجمالي التبرعات التي تلقتها الهيئة خلال الشهر الماضي بلغت 600 ألف جنيه إسترليني. إضافة إلى ذلك جمعت 3 منظمات إسلامية أخرى خلال الشهر الجاري قرابة مليون و400 ألف جنيه إسترليني، ليبلغ إجمالي التبرعات مليوني جنيه إسترليني (نحو 4 ملايين دولار). وتبرع بنك "إتش إس بي سي" بعشرة آلاف جنيه إسترليني، كما أعلنت هيئة الإغاثة الإسلامية أن البنك البريطاني الإسلامي في لندن تبرع بتنفيذ عدة مشروعات إنسانية في دارفور. نشاط شامل وتأسست هيئة الإغاثة الإسلامية في برمنجهام عام 1984 من أجل مهمة محددة وهي تخفيف المعاناة من الفقر والجهل والمرض في أنحاء العالم، بغض النظر عن اللون أو العرق أو العقيدة، وهي في هذا الإطار تعمل في منطقة "الجنينة" غرب دارفور منذ عام 2004. وتبرز أنشطتها بشكل خاص في معسكر "كيريندينج الثاني" الذي يعد ملاذا لما يزيد على 10 آلاف نازح. وتتسم جهود الهيئة بالشمولية في تخفيف المعاناة عن الأهالي، منها حفر 132 بئرا للمياه، 11 بئرا منها في المعسكر والبقية في المناطق المجاورة، وإنشاء مضخات للمياه مع تدريب السكان على كيفية استخدامها وصيانتها، وإنشاء عيادة لتقديم الخدمة الصحية. كما حرصت الهيئة على صعيد المساعدات التعليمية على افتتاح مدرستين الأولى اسمها "ماسخان" وتضم نحو 1500 تلميذ، والأخرى مدرسة "نارهيل" التي تضم 300 آخرين. وبحسب إحصاءات الأممالمتحدة فإن نحو 200 ألف شخص لقوا نحبهم، وتشرد أكثر من مليونين آخرين في الصراع الدائر في الإقليم منذ عام 2003. وتقول التقديرات إن حوالي 4 ملايين من السكان البالغ 6 ملايين يعتمدون على المعونات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة. المصدر: إسلام أون لاين - أحمد ماهر