من خلال أستقراء التاريخ وتجارب الحياة بأن الثورة علي مر الأيام احدي الخيارات التي حددتها حركة الأنسان وعمق تجربتها كأداء من أدوات أقتحام الواقع وتغيره وفق معطياتها الوطنية المتاحة وليستطيع الأنسان من خلالها ان يترجم تلك المعطيات ترجمة عملية للتغير لصالح العباد والبلاد . بدون تدمير الواقع المادي والحضاري. اذا عدنا للتاريخ سنجد ان اول ثورة او أكبر ثورة في التاريخ الحديث , كانت الثورة الفرنسية ( 1789 ) وقد قام بها جياع باريس الذين رفعوا أصواتهم الي ماري انطوانيت مطالبين بالخبز فقالت جملتها المشهورة ( اذا لم يكن الخبز موجود فلماذا لا ياكلون( قاتوlegateau ) , الثورة الكبري الثانية قام بها الشيوعيون في روسيا عام 1917 م كانت بسبب الفقر والأحساس بظلم النبلاء للفلاحين . ان تحقيق حكم بالعدل هو حلم الشعوب يتحول الي ثورات وارهاب ودماء اذا أحس الناس بالظلم وناموا ببطون خاوية . القاريء الكريم كيف نكيف الأحداث المأساوية التي تجري في ليبيا الآن ؟ من تدميرالبنية التحتية والعتاد الحربي ومذابح ارواح بشرية بريئة من شيوخ واطفال ونساء دون مبررات منطقية .من خلال استنطاق الواقع الحالي نحن امام واقع مريرو محير. أنني أحد الذين درسوا في ليبيا في ( جامعة قاريونس ببنغازي ) في منتصف السبعينات من القرن الماضي , وعاصرت وعايشت كل التحولات التاريخية التي جرت علي ارضها بدءا من صدور الكتاب الأخضر الذي بشر البشرية بزوغ فجر جديد للأنعتاق النهائي من أدوات الحكم الجائرة كنظرية عالمية ثالثة بين النظام الرأسمالي والنظام الشيوعي . وعاصرت ثورة الطلاب في سابع من ابريل عام 1976 م وأعلان سلطة الشعب في مؤتمر الشعب العام في القاهرة بمدينة سبها في 3مارس عام 1977 م ثم ثورة العمال في 1980 م التي اصبح عمال ليبيا شركاء لاأجراء في كافة مصانع وتشاركيات .وعاصرت ايضا جميع تطبيقات مقولات الكتاب الأخضر , لا ديمقراطية بدون مؤتمرات شعبية . اللجان في كل مكان ,الديمقراطية رقابة الشعب علي نفسه 'من تحزب خان , شركاء لا اجراء ,البيت لساكنه , الأرض ليس ملكا لأحد , الحزبية اجهاض للديمقراطية . ونقل ليبيا من بلد صحراوي جرداء الي جنة خضراء وسلة الغذاء بحق وحقيقة بفضل النهر الصناعي العظيم الذي أعتبره الكثيرون المعجزة الثامنة . حيث ساهم في ري مشاريع زراعية ضخمة مثل مشروع الكفرة الأنتاجي ومشروع الكفرة والأستيطاني ومشروع السرير الأنتاجي' ومشروع سهل الجفارة ومشروع الجبل الأخضر ومشروع برجوج الأنتاجي , والجفرة وغيرها وهي كثيرة . وبفضل هذه المشاريع انتجت ليبيا غذاءها واكتفت ذاتيا وصارت دولة مصدرة للحبوب لجوارها الأقليمي , وذلك بفضل جهود معمر القذافي الذي يحارب اليوم من قبل قوي الأستكبار الصليبي واعوانه, وقد عاصرت ايضا كل التحولات الكبيرة من انشاء عشرات جامعات وبناء اكثرمن 2 مليون شقة تم تمليكها للمواطنين ذو الدخل المحدود واخراج بعضهم من الكهوف واسكانه في شقق حديثة تتوفر فيها كافة الخدمات من مياة وكهرباء وغاز . وبناء مئات مستشفيات حديثة والآف كيلو مترا ت من طرق حديثة ومطارات وطائرات وشبكة اتصالات وغيرها من ضروريات العصر , وصارت اسم ليبيا في مصاف الدول المهة والمؤثرة في العالم, وبفضل جهود معمر القذافي ظهر علي خارطة العالم مولود جديد باسم الولايات الأفريقية المتحدة التي سحبت بساط تحت اقدام قوي الأستعمار المهيمن علي مقدرات افريقيا. ومع استنهاض همم زعماء افريقيا. ولكن اين قادة افريقيا الذين أسسوا الولايات الأفريقية المتحدة ؟ اين عبدالله واد ؟ اين موغابي ؟ واين موسيفيني؟ واين إدريس ديبي ؟ أين رئيسها جون بين ؟ ولماذا لم يقرروا ان أي هجوم علي احد اقطارها كأنه هجوم علي الولايات المتحدة الأفريقية؟ واين أصدقاء معمر القذافي ؟ ما أكثرهم حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل , كل هذه الأنجازات والمواقف المشرفة للعقيد معمر القذافي تدمر اليوم بأسم حماية المدنيين ولكنها في الحقيقة انتقام وتركيع ليبيا واعادتها الي ما قبل عام 1969 م حيث القواعد والهيمنة والسيطرة الأقتصادية ولا يعلو صوتا فوق اصواتهم . أما أدعاء حقوق الأنسان وحماية المدنيين وغيرها مبررات لا تنطلي علي احد فلا وجود لها مادام المتضررين هم المسلمين اما الديمقراطية المفتري عليها في نظر التحالف الغربي الصليبي مسالة نسبية معيارها رضا عن النظام موضع النظر . وقد تابعنا جميعا الأحداث التي ظهرت منذ 17 فبراير الماضي في شرق الجماهيرية وظهورتلك جماعات المشاغبة كثيرة الكلام وقليل الفعل الذين يحاربون خصمهم من خلال شاشات قناة الجزيرة والعربية و قناةالحرة الأمريكية ومن وراء ضربات حلف الناتو هؤلاء كلهم في نظرالمراقبين دعاة الجهوية والطائفية يجرون وراء السلطة دون النظرفي المخاطر التي تحيق بليبيا وشعبها المسالم الذي كان يعيش في وضع اقتصادي مريح يحسد عليه .ولكن انظروا الي ليبيا اليوم قتل ابرياء , وتدمير , وتشريد , ولجوء ابناءها الي النصاري طلبا للعدل ومن يئيس منهم ركب في مركب المهربين فلم يرجع منهم الأ بقاياهم . ليبيا اليوم في تقديري في مرحلة خطرة جدا من تاريخها النضال والقومي ووجودها في خطر حقيقي واوضاعها لا تحتمل ممارسة الجهوية والطائفية الدينية وممارسة القبلية السياسية كوسيلة لخدمة مصالح رخيصة وتحقيق منافع ضيقة .وهي اليوم امام مفترق الطرق ليست امامها خيارات , اما تكون او لا تكون, ولذا وجب علي ابناء ليبيا الشرفاء ان تتصالح مع نفسها من اجل ليبيا ووحدتها.ووقف تدميرها . ان الغرب الصليبي الحاقد المتمثلة في الثالوث ( ساركوزي, كامرون, اوباما) لايمكن اعتماد عليهم كدول صديقة وهم يسعون حثيثا وراء مصالحهم بل هم الذين يدعمون الكيان الصهيوني ونشروا الرعب والخوف والدمار بحقد شديد في العراق وافغنستان وفلسطين ولذا سخروا ابواق الأعلام بالأباطيل والأكاذيب (وزيطة وزميليطة) شعارات جوفاء من اجل تنصيب مجموعة كرازيات كأمثال حامد كرازي في أفغنستان ,لخدمة مصالحهم وتقسيم الدول الأسلامية المؤثرة الي دويلات قزمية تصبح لا حول لها ولاقوة وفي هذه الأتجاة نحن نري كمراقبين ان تقسيم ليبيا الي دولتين او أكثر من ضمن مخططاتهم. في حين ان المستشار مصطفي عبد الجليل لاشك فهو رجل طيب ولكن الغشاوة الجهوية وشهوة السلطة غطت عينيه وصار لا يري مايخطط له من مؤامرات مدبرة مسبقا في دوائر الأمبريالية وقد سوف يتم تنصيبه( ككرازي جديد ) علي شرق ليبيا علي انقاض الجماهيرية العظمي بعد تشريد شعبها وتدمير انجازاتها, اذا لم تستيفظ القوي الحية في ليبيا وتدرك قبل فوات الأوان. وذلك عبر الحوار ووقف اطلاق النار وأجراء المصالحة الوطنية . ادم كردي شمس [email protected]