تعتبر الثورة هي رفض الشعب للوضع الراهن و الخروج عنه طامحأ التغيير نحو الافضل حتى لو لم يتحقق ذلك التغيير، و لهذا الثورة التي تحقق انجازتها و طموحاتها بنسبة كبيرة تعتبر ناجحة . فالثورة السورية و التي بدأت منذ 15 من مارس 2011 تُعرف: بأرادة الشعب لرفض الوضع الراهن الذي يعيشه مهما كانت الاسباب طامحأ تغييره نحو الافضل اذا مااستغلها بعض من المتربصين لها كما حصل في كثير من الثورات التأريخية ، الامر الذي سوف يؤدي بالتأكيد الى نتائج غير مقبولة و لو اننا على يقين بأن بواسل الثورة السورية سوف لن يرتكبوا الاخطاء التي ارتكبها نظام الاسد بحق السوريين بشكل خاص و بحق ابناء الامة العربية بشكل عام . و لكن ماكنا نتمناه من نظام الاسد و الذي يدعي القومية !!!(و الواقع هو عكس ذلك تمامأ) ان يحترم ارادة الشعب و ان يخضع لها دون اية شروط و بعيدأ عن لجوئه للقوة ضد مطالب الشعب الشرعية ، رغم ان ماشاهده العالم هو عكس ذلك تمامأ الامر الذي استوجب على الثوار ان يطالبوا الجامعة العربية بالدرجة الاولى و المجتمع الدولي بالدرجة الثانية بحمايتهم من الجرائم التي يواجهونها من قبل نظام الاسد. نظام الاسد و الذي يعتبر بان الثورة في سورية هي مؤامرة اجنبية تستهدف سورية و القومية العربية يبدؤ انه نسى بأن اولا: النظامين العربين اللذان وقفا مع النظام الايراني العنصري ضد الامة العربية في الحرب الايرانية العراقية ) 1980-1988 م )هما نظامي الاسد في سورية و القذافي في ليبيا . ثانيأ:ان نظام الاسد يقوم بقتل ابناء العروبة الشرفاء(نساء و رجال) و قتل الاطفال و الابرياء اضافة على جرائمه منذ عقود و التي سوف يحاسب عليها. ثالثأ: منذ عام 2006 الى عام 2011 قام نظام الاسد بتسليم 16 احوازيأ عربيأ بينهم نساء و اطفال الى النظام الايراني و الذي يطارد الاحوازيين في كل مكان و زمان للقضاء عليهم (حسب تصوره الفاشل ) خشية من نضالهم الشرعي ضد المحتل الفارسي في الاحواز. رابعأ: نظام الاسد باع سوريا الى ايران و ساعد النظام الايراني بتدخلاته السافرة و غير الشرعية في لبنان و فلسطين و شق الصف العربي لمقاومة الاحتلال الصهيوني و بناء دويلة في دولة في كل من فلسطين و لبنان بالاضافة الى ضلوع هؤلاء(ايران و الاسد) بشكل مباشر أو غير مباشر باغتيال رئيس وزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري رحمه الله في 14 فبراير عام 2005 م وصولأ الى المحاولة الايرانية في اغتيال السفير السعودي عادل الجبير لدى واشنطن .و كل هذه الدلائل تشير الى ان نظام الاسد هو الذي يتأمر على الامة العربية و ليس الثوار السوريين. و اما الجامعة العربية الشكلية و كما هو معروف عنها هي لاتستطيع ان تحرك ساكنأ في القضايا العربية ، حاولت و في وقت متأخر جدأ ان تبرر نفسها و ان تبذل جهدها الضعيف لحماية الشعب السوري و حماية سورية من اى تدخل اجنبي ، مع تحفظها برجال نظام الاسد بصفتها الوسيط بين الطرفين الامر الذي سوف يثبت عدم وجود الاليات اللازمة لدى الجامعة العربية للضغط على الاسد الا تجميد العضوية و ايضا عدم التزام نظام الاسد بأي اتفاق لانهاء القمع و احترام ارادة الشعب. فنظام الاسد المتزلزل يحاول ان يستغل الفرص ليكثف وحشيته بقمع الثوار و اخماد الثورة بمناوراته السياسية من جهة و الاستعانته بحزب الغدر(عفوأ حزب نصر الله الايراني) و الحرس الثوري الارهابي من جهة اخرى ناسيأ بان الايمان و الارادة الشعبية للعيش بالكرامة و الحرية هي اقوى من اسلحته الفتاكة و سوف تهزم القوى الاستبدادية و القمعية . و مع الاسف الشديد ان نظام الاسد لم ينظر بعد قليلا الى الوراء و الى نهاية القذافي و مافعله بشعبه بعد حكم طال 42 عامأ(1969-2011 م ) رغم اننا كنا نتمنى ايضأ ان يحترم القذافي مطالب شعبه و ان يتنازل عن منصبه و يسلمه الى شخص سوف يختاره الشعب في اطار حر و ديمقراطي كي يتجنب الطرفان اراقة الدماء الليبية الزكية و بعيدأعن اى حماية او تدخل اجنبي و الذي لايتحقق هذا الا بفرض شروط اقتصادية و سياسية مسبقة على الثوار و الثورة ( بالاضافة الى رفضنا الكامل عن اى جريمة قام بها بعض من الليبيين بحجة الثورة بحق الاخرين.). فالثورة السورية و التي دخلت شهرها التاسع هي ضحية لعدة قضايا : اولا: ديكتاتورية وتمسك نظام الاسد بالبقى على السلطة و عدم تسليمها الى الشعب السوري بقوة السلاح و الذي ينافي الشرائع السماوية و القوانين الوضعية. ثانيأ: حق الفيتو وصراع المصالح (و الذي كانت ضحيته الى الان دماء السورية الزكية) مابين المحور الاول في الشرق الاوسط و المتكون من روسيا و الصين- ( و حلفائهما كوريا الشمالية و ايران بشكل ضعيف ) ضد المحور االثاني و المتكون من (امريكا-بريطانيا – فرانسة بالاضافة الى المانيا الاتحادية) في اى نفوذ أو تدخل عسكري من قبل اى منهما و الذي سوف يؤدي الى تضعيف الاخر حتى لو كان ذلك بمثابة حماية الشعب السوري و في اطار قرارات(قانون) الاممالمتحدة و التي تنص على تدخل الاممالمتحدة عسكريأ اين ما ترتكب جرائم ضد الانسانية و لو ان هناك احتمال وارد و بديل عن التدخل الغربي عسكريأ في سورية و هو التدخل التركي العسكري بدعم من الناتو و الذي سوف تنضم اليه بعض من الدول الغربية حتى اسقاط نظام الاسد. ثالثأ:تخاذل الجامعة العربية بصمتها امام ما يرتكبه نظام الاسد من جرائم ضد الانسانية بحق ابناء الشعب السوري و عدم اخذ موقف حازم تجاه الاسد على الاقل بتجميد عضويته في الجامعة و الاعلان رسميأ عن قبول المجلس الوطني الانتقالي للثورة السورية كممثلا شرعيأ للشعب السوري في جامعة الدول العربية. رابعأ:المراوغة السياسية الاسدية بورقة الحوار مع الثوار بوساطة الجامعة العربية و عدم التزامه بها و التي تتزامن مع لجوء نظام الاسد الى قوة السلاح لقمع الثوار و اضعاف الثورة و استعانته بقوة اجنبية اولها ايران و الثانية هي حزب نصرالله الايراني و المنبوذ من قبل الشعوب العربية بمافيها الانظمة العربية الرسمية. خامسأ: عدم وجود قيادة مركزية مقبولة و متكونة من الثوار السوريين من الداخل و الخارج و ان تكون الجهة المقبولة للتفاوض مع الجهات الرسمية الاخرى عربيأ كانت او اجنبيأ ولو ان في الاونة الاخيرة هناك تطور ملحوظ في هذا الامر . و بالتالي نعتقد ان الثورة في سورية لايؤثر عليها ضعف الجامعة العربية و المناورات السياسية لنظام الاسد وهي ايضأ ليست بحاجة الى اى تدخل اجنبي بل انها قادرة و بهمة سواعد ابناءها البواسل ان تحقق اهدافها النبيلة و سوف ترجع سورية الشقيقة و شعبها الشقيق قريبأ الى احضان الوطن و الامة العربيتين ان شاء الله. 06/11/2011 ابووسام الاحوازي