حامد جربو /السعودية طالما عشقت التحدي واتخذت العرين بيتاً دون القصور .. طالما نهجت التصدي ودونك الوغى والصبور.. يا رفيق الصناديد كنت على موعد مع القدر.. لم تمت يا الصنديد ..!بل مات الصاروخ في دمك .. لا تأسفن على غدر الزمان لطالما ..أمسكت بناصية الليل والبيداء . مثلك يرحل هكذا .. ! مدوياً مثل أزيز الصواريخ ..!! مددنا على الأمل القريب أشواق كثيرة ..! ويبقى الأمل الثورة أنشودة سماوية نشدد لأعراس الشهيد بشاشة أوتارها .., على خطا الثورة سائرون رغم ناء والأعداء , همت ألأرواحنا شفقاً للعلياء لا السحب ولا الأنواء تحجب الرؤيانا ..! تاقت نفوسنا للرؤى , واخترنا المخاطر ..المخاطر النبيلة , . الثائرون جاءوا من أقصى المدينة , لما أثقل الظلم كاهلهم ..قصدوا حيث يكمن رأس الظلم ..! امدرمان موعدنا يا باغونا..كانت عملية الذراع الطويل.., قامة طويلة , كشفت عن المستور..! قصة محارب الصحراء الملثم ..! يبحث عن ولد البقود (يقود) تسعين .واللدر فوق ظهره الخبوب والطين .الدرب ...! ما كان خليل امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَ يبحث عن الانتقام ,كان رجل مبدأ وصاحب قضية عادلة في أي دين أو كتاب منزل فيه أتى قتل النفوس حلالا هل منصف والحق أبلج واضح والعدل يملك للزمان عقالا إن كان بالظلم اتساع ممالك فالظلم يهدم كل ملك طالا يا من أقمتم سرادق الاحتفالاً بموته ..أي خلق يحفل للموت زينا .. ابتلى الله الشعب بعصابة لقد ملأوا الأرض أفكاً مبيناً ..وجاءت قنواتهم كذباب يزيد الورى كل يوم طنيناً . رضينا بحتف النفوس رضينا ولم نرض أن يعرف التهميش فينا وما الخزي والعار إلا لشخص إلى وطن العز أضحى مهينا . يا من سيرتم المواكب فرحاً بموته ..هل أمنتم غضب الثورة ..وغضب الجيل ..!؟غداً نلتقي للحساب سوف يكون يوماً للمتآمرين عسيراً ..!صدقوني ..أو لا تصدقوا البعض يدفع الثمن غالياً ..سوف يندم البعض ويلعن يوم الذي فكر في أن يسوس النيلا ..!! يا من سيرتم المواكب فرحاً برحيله ..من منكم مثله سليل الفرسان ...! أليس فيكم ابن طباخ ينفخ دائباً لهب الشواظ .....!؟ أليس فيكم ابن حارس لدي سادة الأجانب حفاظ .....!؟ أليس فيكم ابن من أفنى العمر حارساً للحدائق الحيوانات...؟ يا من أقمتم سرادق الاحتفالا بموته..! وعبثتم بحرمة داره .. هو ذاك الفارس مرت جحافله من عقر داركم ها هنا .. ماجت القوافل حوله وسارت المواكب من منى .. رحل الشهيد الدكتور خليل إبراهيم محمد , ومن خلفه أخذ الكتاب بقوة , فرسان الصحراء لا يخيفهم هتيفة الجنرال الراقص ولو استعان بقوى خارجية ..! الرحمة والمغفرة للشهيد الراحل وألهم أهل الهامش الصبر والسلوان "إنا لله وإنا إليه راجعون " حامد جربو /السعودية لعنة القبيلة فضيل عبدالرحمن [email protected] (إذا أسقطتُ النظام وتحررالشعب فسأعود لرعى الابل كما كنت) الراحل خليل إبراهيم. طلب مني صديقي بأن أتجه الى حيث سرادق العزاء المنصوبة-هنا- للقيام بواجب العزاء في رحيل الدكتور خليل ابراهيم.كان ذلك صباح الاحد عندما كنتُ أشارك أقاربي ذكرى ميلاد المسيح عليه السلام. رفضت فكرة الذهاب الي سرادق العزاء متذرعاً بأن خليل ابراهيم شخص عام وليس ملك لأحد منّا منذ أن نذر نفسه وحمل على كاهله إسترداد كرامة الشعب السوداني من النظام القائم؛فبالتالي أضحت شخصيته شخصية عامة وليس حكراً لأسرته الصغيرة او الكبيرة او حتى حركة العدل والمساواة.وأي عزاء ينبغي ان يكون لانفسنا كسودانيين كفقد أحد الرموز السودانية النبيّة في مقاومة النظام. بتلك القناعة بررت لنفسي واكتفيتُ بعزاء نفسي وإنتهى الامر.وليسامحني أولئك النفر في مبدأئي هذا.والذي سيبقي مبدأءاً قائماً ماقام في الارض أشخاصٌ يهبون أنفسهم للعامة. الدكتور خليل ابراهيم واحد من أولئك الذين عرفوا –ولو مؤخراً-كيف تُسيّر الامور في السودان بحكم كونه شغل عدة مواقع في النظام الذي خرج عليه،ممايعني ان خروج الرجل لحمل السلاح كانت بدراية؛ بعد أن إستعصت عليه الحلول السلمية وعرف أنه لاخلاص من الحال الذي عليه الهامش السوداني إلا بالانتفاض المسلح. وكبير الصدى كان في إغتياله الغادر.؛حيث ماتزال الاقلام تتقيّأ احبارها إلكترونياً،أحاديث عن شجاعة الرجل وشهامته، وبسالة الرجل في سوح الميادين، والإقدام على فكرة الاصرار على الزحف بإتجاه الخرطوم،حيث لم يكتف الرجل بقيادة المعارك وكفى؛بل ظل في مقدمة جنده حتى حانت ساعته.ولستُ هنا بصدد ذكر مآثر الرجل ومواجهته النظام دائماً واحداً احداً؛فقد قالت الاقلام مايؤرخ لشجاعة الرجل وستقول؛ مادام إسمه في ذاكرة النضال الجاد، وفي الافواه المرتجفة أيضا.بل بصدد الاشارة الى موقع الراحل خليل في نفوس قبيلته بإعتباره احد أبرز الرجال الشجعان الذين خرجتهم القبيلة وألقت بهم في الحياة ومنعرجاتها. ولما كانت القبيلة التي ينتمي إليها الرجل جعلت منه إبناً شجاعاً يعرف كيف يضاحي الاخرين بإقدامه وشراسته؛فقد غمرته أيضاً بدعوات النساء وأهدته بركات الامهات وألقت في صدره دماء الذبائح والقرابيين التي تدل على عظيم الغاية التي اوكلها لنفسه.لذلك لعنة القبيلة التي ينتمي اليها كلعنة الفراعنة،بل وأشد فتكاَ عندما تطارد قتلة الرجل.ولعنة الفراعنة هذه حكاية يعرفها خبراء وأساتذة علم الآثار.وعندما تطارد اللعنة أحداً فإنها لاتفرق بين النبي والنبيل أوالبشير.وعندما يتعلق الامر بدعوات امهات القبيلة وبركاتهن؛ يصبح حدوث مضمون الدعاء أمراً قائماً لامردّ له.فلخليل موقع في نفوس القبيلة لايقل درجة عن موقعه في نفوس السودانيين.وهذا الجانب المتعلق بموقع خليل في نفوس السودانيين لم أتطرق اليه لمعرفتي التامة بأن الرجل إستقر بارداً في نفوس أهل الهامش السوداني كرجل كان جاداً في مطلبه التغييري وجادّاً في سعيه لإسترداد كرامتهم. عرف وقبيلته من عنصرية الوسط (الرسمي) معنى أن يكون مرفوع الرأس أو مطأطأً.فمضي يشق دربه وهو عالى الجبين.ليخلّد إسمه رمزاً وطنياً خالداً في صفحات المناهج الدراسية اللاحقة تتدارسه الاجيال عاماً بعد عام. ظاهرة لعنة القبيلة هذه ليست خرافية وإنما حقيقة يعرفها الذين يرتكبون الجرائم بحق امثالهم من الناس.وسيعرف النظام عماقريب شناعة الجرم الذي إرتكبه بحق رجل موسوم بإسم أهله من الشعب السوداني، وقبلاً بإسم قبيلته.وستطاردهم اللعنة أينما ولوا وجوههم.في مراقدهم وملاههيم وفي صلواتهم العارية.ستطاردهم اللعنة إلى أن تطمئن قلوب الامهات اللائي غمرن إبنهن بالدعاء.وسنرى حينها إلى أي منقلب ينقلبون. (أبنائي لايعرفون لغة غير اللغة العربية فكيف لي أن أحارب العربية في السودان).الراحل خليل ابراهيم.