قلم: زرياب سعد. *توطئة: -علاقات الإتصال الدولي تبني علي التعاون في الخير من تنمية وبناء للأوطان. -العلاقات السودانية المصرية بعيدة الجذور التأريخ وأكثر مايضر بها هو مزايدة المزايدين وعاطفية المتهافتين. -السودان لم يكن يوما جزءا من مصر والتأريخ كله يشهد علي هذا،إلا أن مصر ستظل تزور هذا التأريخ لصالحها مالم يتداعي السوادنة لكتابة تأريخهم الكبير بذواتهم. _______ ¤لاأحد ينكر التأثير المتبادل بين السودان ومصر بالأخص في مراحل وأزمنة عواصف التغيير والإنتقال.ويتوقف بالطبع مقدار وحجم تأثير كل طرف علي حجم قوته. قديما وصل المتابعون لسيرورة التأريخ السوداني في وجهته نحو مصر لخلاصة بأن كل تغيير في مصر يتبعه إما تغيير في السودان أو تغير في حال العلاقات المشتركة معها في قضايا الحدود السياسية حيث ماأنفكت مصر وعبر تأريخها السياسي الطويل عن طبيعتها في كونها دولة توسعية.وثمة شواهد كثيرة علي هذا منها إحتلال مصر واحة سيوة الليبية. وخلال القرنين المنصرمين التاسع عشر والعشرين ،بدأ السودان في الإنخراط بدورة المقاومة والكفاح اللامنقطع لتداول الإستعمار أولا المصري1820م-1881م.والإنكليزي1898-1956م.والنيلي/نيلو-أوسطي 1956-..الآن;خلال هذه الحقبة إنعدم التأثير السوداني تماما في المشهد السياسي المصري وفي ميزان العلاقات معها،وذلك لضعف السودان البائن الذي أغري دولا كثيرة في الإستفراد به. ولامشاحة في أن ثورة 25يناير2011المتسقة مع سياق ربيع الشعوب في الشرق الإسلامي وشمال إفريقيا بصفتها مجتمعات متقدمة حضاريا، والذي إندلع أولا في إيران 2009م في الثورة الخضراء ثم قرقيزيا 2010م ثم تونس 2010م..هي تغيير أكيد ومرحلة تحول وإنتقال ونهوض.إنما نحن ندعي هنا بأن كل عاصفة تغيير ومرحلة نهوض تمر بها مصر ويصادف الأمر أن تغلق أبواب العالم في وجهها أو تقابل بحصار دولي ،إلا وكانت وجهتها جنوبا ليس نحو السودان وحسب بل كل جنوب الصحراء..تأتي طامعة للإبتزاز والتحصيل والإستعمار وجباية الموارد في شهوة النهوض والصعود والتطور وإن بكل سبيل سيئ وفعل شنيع.فالسياسة الخارجية المصرية وعبر حقب طوال إنتهجت التوظيف الإنتهازي للأحوال الحرجة والأزمات المستحكمة. في زيارة الرئيس المصري محمد مرسي للسودان نقرأ كل هذا وذاك.فالرجل تأخرت زيارته وتأخرها يدلك عن أن أهمية السودان في أجندته منخفضة.وهو أيضا لم يقدم إلي السودان إلا بعد أن أغلقت أبواب العالم في وجهه.مصر تمر بطور من النمو مرت به دول الغرب جميعا وهو الطور الإستعماري.وزيارة الرئيس مرسي لاتبتعد عن هذا الطور.فقد حصل علي لحوم رخيصة للغاية(دون السعر الدولي) بسبب إضطرار المنتج السوداني لتصدير اللحوم بهذا السعر الرخيص لأنه لاجهة أخري ستشتريه(الحصار الدولي) وهذا إبتزاز مهين.ومن جهة أخري أصدرت الرئاسة المصرية بيانا بتأريخ:6-إبريل-2013م قالت فيه بالنص:إن حلايب وشلاتين مصرية وإن مرسي لم يتعهد بإعادتها للسودان.وهذا إستفزاز الأنكي منه خبرا يقول بأن الطاغية البشير أصدر أوامرا مسبقة للصحافيين بألا يتعرضوا لموضوع حلايب وألا يسألوا مرسي عنه في المؤتمر الصحافي. *مقارنة: في السنغال وأثناء ولاية الرئيس المثقف أ.عبدالله واد ،إستدعي الرجل شركات نفط غربية وجلس ليفاوضهم مجتمعين حول توزيع الحصص،فقالوا له سنستخرج نفطكم وعمولتنا منه 80% من الإجمالي!.فكان رده :الله يفتح..أتركوه بأرضه مدفونا لعل الأجيال القادمة تفيد منه. فكيف نقبل لأنفسنا صفقات تصدير لحوم مخزية كهذه؟. وفي مثال آخر قام الرئيس جمال عبدالناصر بإعادة حلايب للسودان.فما الذي منع مرسي من إنصاف السوادنة؟ إنه يغتر بقوة بلاده ويغويه ضعف بلادنا وبؤس شعبنا.لا أري في مرسي إلا لئيما يمنعه الزهو بالقوة من إحقاق الحق. *بين حلايب وكرب التوم: نعيش إستعمارا نيليا عبر قبائل الترويكا النيلي منذ 1-يناير-1956م إلا أن الفارق في هذه اللحظة هو أن حكومتهم تعيش لحظات ضعف غير مسبوقة لذا هي تقايض كل شيئ مما أستولت عليه منا بعوامل خارجية تبقي عليها وتمنحها أوكسجين إقتصادي بعد إفلاس خزينتها وتسأنف به إقتراف الفظائع.حدود بلاد هؤلاء النيليين تمتد من شمال الجيلي إلي حلفا وقد طلبوا الإرتباط بالسودان في 1505م إثر معركة سوبا وقبل الملك عمارة دنقس بإتفاق إرتباط معهم تجنبا لغارتهم علي بلادنا وتعاطفا مع كون بلادهم فقيرة لاتصلح للعيش الإنسي.إلا أنهم إحتلوا لاحقا الوسط الجغرافي السوداني وقاموا ببلودته{البلودة=nilo-.{centralizationشبيه الأمر بضم إسرائيل أراضي 1948م ومنذ مدة ليست بعيدة قاموا بضم حدود دارفور مع مصر إلي الإقليم الشمالي في منطقة كرب التوم التابعة لإدارة ولاية شمال دارفور(الفاشر).وإحتلال حلايب(1995م) لاينبغي أن يعمي البصائر عن كرب التوم المحتلة.من جهة أخري نجد أن الإستعمار المصري للسودان(1820-1881م) قد أسهم إسهاما بالغ في تخلف السودان وتخريبه.وهذا الإستعمار إبتدره محمد علي باشا بعد محاصرته دوليا من الأستانة والغرب فاتجه للسودان بهدف نهب الثروات والموارد والحصول علي الرجال{الرقيق=طاقات بشرية مستعمرة} فقام بتوظيف ملايين الأرقاء السوادنة في الجيش المصري سلك الجندية التي لم يرد إشغال المصريين بها عن الفلاحة!وقد كان هؤلاء السوادنة عماد بناء الدولة الوطنية الحديثة بمصر في ظروف لاآدمية.كان النيلين عملاء مصر وموردي الرقيق إليها ويستمر دورهم الآن.إن حقبة الإستعمار المصري (61عاما) لن تمحوها حقبة الإستعمار الإنكليزي(57عاما) .;ومحمد مرسي ومحمد علي باشا وجهان لعملة واحدة ;وإعتذار مصر عن ماضيها الإستعماري أمر واجب;وزيارة الرئيس المصري كانت شؤما علي شعبنا وصفقة مشبوهة. ¤زرياب سعد. [email protected]