شاهد.. مقطع فيديو للفريق أول شمس الدين كباشي وهو يرقص مع جنوده ويحمسهم يشعل مواقع التواصل ويتصدر "الترند"    محلية حلفا توكد على زيادة الايرادات لتقديم خدمات جيدة    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    شاهد بالفيديو.. لاعبون سودانيون بقطر يغنون للفنانة هدى عربي داخل الملعب ونجم نجوم بحري يستعرض مهاراته الكروية على أنغام أغنيتها الشهيرة (الحب هدأ)    محمد وداعة يكتب: مصر .. لم تحتجز سفينة الاسلحة    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    الدردري: السودان بلدٌ مهمٌ جداً في المنطقة العربية وجزءٌ أساسيٌّ من الأمن الغذائي وسنبقى إلى جانبه    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    مدير المستشفيات بسنار يقف على ترتيبات فتح مركز غسيل الكلى بالدندر    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    لم يقنعني تبرير مراسل العربية أسباب إرتدائه الكدمول    نشطاء قحت والعملاء شذاذ الافاق باعوا دماء وارواح واعراض اهل السودان مقابل الدرهم والدولار    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    تنسيقية كيانات شرق السودان تضع طلبا في بريد الحكومة    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيدان والتآمر على ثورة السودان (7)
نشر في السودان اليوم يوم 22 - 10 - 2013

*مواصلة لما إنقطع من حديثنا في الحلقة الماضية, نجد أنه رغم أن الإدارة الأمريكية (2001) تعهدت بإعطاء التجمع 3 مليون دولار ("زعم الميرغني" أنه بوصفه رئيسا للتجمع, لم يحدث أي إتصال به من جانب الإدارة الأمريكية, بهذا الخصوص. ونفى أي علم, بما ينسب لمسئولين أميركيين, عن دعم التجمع بثلاثة ملايين دولار؟!).. وفي الحقيقة تمت عدة إتصالات (مادلين أولبرايت – كمبالا, ديسمبر 1997 وجون دانفورث مرتين في سبتمبر 2001).
الدعم الأمريكي المذكور عجلت به - بعد بطء- أحداث 11 سبتمبر 2001 – تفجير مركز التجارة العالمي- أو ما درج بن لادن و الإسلامويين على تسميته ب"يوم القيامة الأمريكي".. وما تلى هذه الأحداث من إستراتيجية غربية, لمحاربة الإرهاب. الطريف في الأمر أن التجمع الوطني, في ذات الإجتماع المشار إليه لهيئة قيادته (18-6-2001- أسمرا) وعلى عكس ما ذكر الميرغني (..) قرر إبتعاث نائب الرئيس عبد الرحمن سعيد, والأمين العام "باقان أموم" إلى واشنطن. للتباحث في أمر ذلك الدعم. فما كان من السيد الميرغني, إلا أن ألحق بهم – على غير ما قررت هيئة القيادة- الناطق الرسمي "حاتم السر" ربما ظنا منه, أن ذلك الدعم سيأتي به المبعوثون في "زكائب"!..
وغادر ثلاثتهم إلى واشنطن في 10-2-2002 تسبقهم تصريحات متناثرة, تؤكد أن الزيارة تهدف إلى: "إطلاع الإدارة الأمريكية, على وجهة نظر التجمع, في القضايا الراهنة. وبهدف إشراكه في أي مسعى أميركي, في السودان".
الجدير بالذكر أن بعض قيادات الأحزاب والتنظيمات, كانت قد وجهت مخصصاتها, إلى تصريف شئوون الحزب أو التنظيم أو الأعضاء.. لكن آخرين ذهبت تلك المخصصات إلى "جيوبهم", وهم ليسوا في حاجة لها (الميرغني ومبارك الفاضل) (...) والغريب أن السيد الميرغني ("مولانا".. عشان الخلفا ما يزعلو), الذي سبق أن نفى الأمر جملة وتفصيلا, أصبح في نهاية الأمر "المشرف الحقيقي" على أوجه ذلك الدعم! والذي أوكله لناشط في حزبه يدعى"معتز الفحل" (...) ثم بدأت "الإتهامات" تتطاير في الخارج, وتؤكد وجود "فساد ومخالفات مالية؟!".. خصوصا بعد أن تسلم السيد "باقان أموم", مذكرة بهذا الخصوص, من "مؤتمر البجا", تحتوي على إتهامات خطيرة بالفساد المالي. فأقترح السيد باقان على الفور, لجنة من القيادة لتسلم كل الملفات, للتدقيق وإجراء تحقيق (باقان ما عندو لعب). وعندما أعيت المماطلة السيد باقان أموم, هدد قائلا: "إذا لم توافق القيادة على التحقيق, فأنه سيضطر إلى فتح بلاغات في دوائر الشرطة الأريترية" وهكذا فوجيء المراقبون, بناشط من الحزب الإتحادي (عادل سيد أحمد), يتهم المسئول عن الصرف المالي (معتز الفحل) بتجاوزات مالية, ضمنها إستقالته الموجهة لرئيس الحزب (الميرغني) في 23-6-2005 (..) معددا فيها تسع نقاط:
1. إشترى الناشط الإتحادي "معتز الفحل" شقة بالقاهرة, بما يزيد على مبلغ 263.000 جنيه مصري و"سجلها بإسم حرمه المصون". 2. إشترى ثلاثة عربات للتجمع بالقاهرة, و"سجلها بإسمه الخاص", سلم "واحدة منها لنسيبه", وظل محتفظا بالثانية "مغطاة في جراج الشقة المذكورة".3. إشترى المذكور لوالده "منزلا بالخرطوم" بمبلغ 120.000 دولار أميركي.
4. تحويل "الفرق الناتج عن تحويلات العملة" لمصلحته الخاصة, حيث يقدم الطلب لميزانية التجمع بالسعر الرسمي, ويتم الصرف بسعر السوق السوداء في أسمرا.
(وهذا يفسر: ليه قوى السودان القديم وحلفائها الإسلامويين, (جنهم وجن) تقول ليهم محاسبة, وقانون لحماية المال العام, ومحاربة الفساد وحاجات من النوع ده؟! لاقيين البلد همله ساكت, ما عندها وجيع!).
5.المذكور أيضا "معتز الفحيل", كان يأخذ كوميشن "خاص", على تذاكر السفر وضيافة الوفود, في كل إجتماعات التجمع وورش العمل المختلفة. 6. تسجيل وظائف شاغرة "بأسماء وهمية", وصرف مستحقات لعدد ممن تركوا العمل في التجمع.7.الصرف على عدد من الشباب داخل السودان, بحجة أنهم من "قوات الفتح" (أساسا لا يوجد شيء إسمه قوات الفتح, فهي قوات وهمية, جيش الأمة أفضل حالا منها).8. محاولة فتح حساب في بريطانيا, لتعويضات قوات (الفتح) لتحويلها وصرفها بعد الإتفاق على بيعهم. وقد طلب مني مساعدته في ذلك (عادل سيد أحمد يقصد نفسه, بإعتباره شاكيا لمعتز الفحيل ومستقيلا من الحزب لهذه الأسباب).
إلى أن خلص (العهدة على فتحي الضو) إلى النقطة, التي يبدو أنها فتحت "ملف الفساد داخل التجمع". 9. "حاول معتز الفحل و"عملاؤه", أن يختزلوا كل ما أسلفته من ملاحظات, في أنني أطالبه بمبلغ 9.000 دولار, في محاولة يائسة لصرف الأنظار, عن دوافعنا الحقيقية, وهي "محاربة الفساد", إلا أنني أحسست بعميق الأسف, عندما بلغني توجيه سيادتكم – يعني الميرغني ومبارك- برد المبلغ, فأردت أن أوضح ذلك الإختزال" و.. ولم يرد أي نفي من التهم؟!.. راجع ص: 654- 657."
الملفت للنظر أن هذا الأسلوب في "نهب" المال العام, لدى القوى الطائفية, هو الإسلوب نفسه الذي ظلت تتبعه الحركة الإسلاموية, في قطاع الزراعة –عندما كانت هناك زراعة- والثروة الحيوانية, والصمغ العربي, وبيع ممتلكات الشعب السوداني ومؤسساته, لأعضاءها وللأجانب تحت غطاء "الخصخصة", وصولا إلى نهب واردات البترول, إلخ...
المعنى المراد أن الميرغني وعياله (معتز...) كانوا يتصرفون في أموال التجمع "على كيفم".
*إحدى الوثائق تشير إلى إقتطاع (الإقتطاع هنا يعني تحديدا وحصريا, ما تمت "همبتتها" من أموال التجمع من قبل الميرغني) مبلغ 150.000 دولار, للمساهمة في تغطية نفقات ماسمي ب"مؤتمر المرجعيات", الذي عقده الحزب الإتحادي الديموقراطي, علما بأن ناشطي الحزب, من المشاركين, الذين قدموا من داخل السودان, وبلغ عددهم أكثر من 100 شخص.. جاءوا على نفقة رئاسة الجمهورية المصرية (فالإتحاديون هم سدنة المصالح المصرية في السودان, ولابد للحكومة المصرية من إكرامهم).. أقاموا وعقدوا المؤتمر في دورها وضيافتها, إضافة إلى أن الدعم -على علاته- فتح الباب لصلة الحزب الإتحادي به.
*وثيقة أخرى تؤكد صرف أكثر من 40.000 دولار في إجتماعات, للتحضير لمؤتمر المرأة, الذي لم يرى النور؟!.
ووثائق أخرى بأرقام مختلفة, بما يقارب المائة ألف دولار, إلى تجمع الداخل وبعض عضويته, لا تعلم إن كان قد تسلمها, أو حتى الكيفية التي صرف بها – ص:658 من سقوط الأقنعة.
*لم يبد الميرغني أي إكتراث, للمتذمرين من إتصالاته السرية (كعادته) مع النظام, وعلى ذلك فوجيء أعضاء التجمع, الذي إعتادت هيئة قيادته, أن يربكها الميرغني بأفعاله, التي تتناقض مع أقواله!.. المهم الناس ديل فوجئوا بدعوة منه, لمؤتمر صحفي, في فيلته بالقاهرة يوم 25مايو 2003.
كان الميرغني جالسا على المنصة, وعن يمينه وشماله الصادق المهدي وجون قرنق, بعد أن وقع ثلاثتهم على ما عرف ب"إعلان القاهرة" الذي وافق فيه السيدان على "قومية العاصمة".
كانت الدعوة إذن للإعلان عن هذا الإتفاق الثلاثي, الذي (يطرش ويعمي قوى التجمع معرفته مسبقا, فهم بيسمعو بفعايل السيدان من الإعلام, كغيرهم من عباد الله السودانيين "البيصوتو" ليهم- "التصويت "هنا بالمعنى القريب الذي يتبادر إلى الذهن, كحق إنتخابي, وبالمعنى البعيد كذلك!).. إذن كان أعضاء هيئة قيادة التجمع الوطني الديموقراطي, آخر من يعلم؟!
على هامش هذا المؤتمر الصحفي, نسب الميرغني لنفسه, الفضل في الجمع بين الصادق وقرنق, في إتفاق ثلاثي هو طرفه الثالث, ويبدو أن هذا "الإدعاء", إستنهض كوامن الشجن الدفين, في نفس الصادق. فصرح للشرق الأوسط 1-6-2003 أن اللقاء مع دكتور قرنق, نتج عن إتصالات قام بها الصحافي "عمر العمر" لعناية ص:678 من سقوط الأقنعة.
*من مفارقات الصادق المهدي, أنه وبعد خروجه في "تهتدون", بعد أن إستقرت لديه قناعة, بأن إسلامويو الخرطوم, أهدروا دمه. كشف أحد قادة النظام: "هناك شخصية قريبة من الصادق, إتصلت باللواء صلاح قوش, ونقلت إليه رغبة زعيم حزب الأمة في الحوار معه, فاستجاب مدير جهاز الأمن, بعد موافقة قيادة نظام الخرطوم.
ويذكر أن اللواء صلاح قوش, هو الشخص نفسه, الذي ذكره الصادق المهدي بالإسم (والرسم), تحديدا في (تهتدون) الأولى (فهناك هداية تانية بإسم "ترجعون" كما أسلفنا), وقال أنه هدده بالتصفية الجسدية, وأعتبر ذلك من دواعي خروجه.
في هجوم شديد على المهدي, من قبل نافع علي نافع قال: "عُرف (يقصد الصادق المهدي) ب(المواقف المترددة).. ليس لديه موقف إستراتيجي من قضية محددة, فلا هو مع الإنقاذ ولا هو مع التجمع, ولا هو ضده.. يتقدم ويتأخر نحو الإنقاذ والتجمع (وكذلك تحالف جوبا الإجماع الوطني و الجبهة الثورية) بالمكايدة!! ص: 679 من سقوط الأقنعة.
الإسلامويين هؤلاء يعرفونه أحسن من الآخرين! لذلك سنتعامل مع رأيهم فيه بنسبة عالية من الصحة, فهم أساسا كتنظيم خرجوا من "حظيرة الأمة والإتحادي", وطوروا أساليب الطائفية في إهدار ونهب مقدرات السودان, هذا غير صلات النسب التي "تصل" بينهم!.. أو كما شاع في أوساط الشعب بعد المفاصلة الشهيرة وتراجع موقع ونفوذ الترابي في السلطة, أن السيدة وصال المهدي زوجة الترابي, قالت لإبنها عصام ما معناه أنه ليس عليه أن يقلق, فحكم السودان في يد خاله ووالده؟!
*في خضم إنهماك ناشطي التجمع الوطني, بمعضلة المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية, شاء رئيس الكيان الختمي (ورئيس التجمع) السيد محمد عثمان الميرغني, أن يزيد لهمومهم هما آخرا, بمفاجأة غير سارة. إذ قام بتوقيع إتفاق (جدة), يوم 4-3-2003 بقنصلية السفارة السودانية بجدة, مع علي عثمان طه. والمدهش فيه, ليس لأنه تم دون مشاورة, ولا تنسيق هيئة قيادة التجمع- التي هي دائما يطرشها ويعميها - والتي هو رئيسها.. المدهش أنه لم يكن لديهم علم حتى بالحد الأدنى.. الهم وين هنا؟! لأنو الإتفاق إشتمل على قضايا, بعضها لم تحسم في دوائر الكيان المعارض (التجمع) منذ تأسيسه؟!
*السيد (مولانا) محمد عثمان الميرغني, رافع شعار "الإقتلاع من الجذور" و "سلم تسلم" (فسنار محروسة محمية, ونحن الملوك وهم الرعية, وهلمجرا..) هذا السيد, أكد للمراقبين بإتفاقه هذا, العكس تماما.. فهذا الإتفاق الغريب, جاءت كل بنوده لتثبيت أركان النظام على طريقة عمرو بن العاص (كما أثبت خاتمي هذا!).. طيب إنت معارض على شنو وفي شنو؟!..
وهكذا وضع الميرغني المسمار الأخير, في نعش التجمع. فعاد إلى الخرطوم (التي خرج منها بسبب أكل القروض) ليطلق العنان لإلتفافاته على قضايا الشعب التي وصلت –الإلتفافات- إلى الحد الذي جعله "يستهتر" -كرصيفه المهدي - بشعب السودان, إلى درجة الدفع بنجله (خريج روضة دار الحنان, كما كتب في سيرته الذاتية), ليكون شريكا عن حزبه في نظام الخرطوم, في أعلا هرمه! وهو الشيء نفسه الذي فعله المهدي بالدفع بنجليه.. مافيش طائفي أحسن من طائفي!(الشرق الأوسط 30 نوفمبر 2011).
*على الرغم من أن السيد الميرغني أساسا وقع في يوم 16-1-2005 إتفاقا مع نظام الخرطوم, بعد 16 سنة من الكر والفر, في المنافي. ليشارك بهذا الإتفاق الحزب الإتحادي في السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية, مع شراكة لا تذكر للقوى الأخرى التي عادت. السؤال هنا بما أن (الأمة والإتحادي) مشاركين في النظام, وممثلين في أجهزة حكومته, كأحزاب منذ 2005, ما معنى المشاركة الأخيرة (2011), التي جاءت بالمناضل الفذ وربيب المعتقلات والسجون والنضال الوطني ضد الطغاة, نجل الميرغني "محمد الحسن", وأعضاء حزبه (الأصل) في أجهزة الدولة المختلفة من قمتها لقاعدتها؟
*النظام الحاكم (الجبهة الإسلاموية) ظل يوقع مع هذه الأحزاب, إتفاقات أشركتهم في السلطة (مشاركة وهمية ومضللة), مقابل ما قدمه لهم من إغراءات, لتكميم أفواههم (بمعنى كسر عينهم) = بمعنى القوامة (بما أنفقوا) من مال الشعب السوداني على القوى المشاركة في السلطة, كأفراد وأحزاب, مثلما في حالة مبارك الفاضل و الشريف زين العابدين, إلخ.. من قبل, والحقيقة القائمة هنا تطول عند الحديث عن أفراد الطائفية الذين ظلوا جزء من هذا النظام من إنقلابه المشئوم في 1989 حتى الآن من أدنى قاعدة مؤسسات الدولة حتى قمة هرمها؟!. بل أن بعضهم صار جزء من المؤتمر الوثني وناطقا بلسانه؟!
*إذن تم تجريب الإتفاق مع هذا النظام الفاشي الدموي, وأتضح أنه نظام خذلان بجدارة, فلماذا الآن التكالب والإستمرار في البقاء ضمن منظومته المهترئة, والتحول لأبواق (أحمد بلال) للدفاع عن ممارساته الخاطئة, بإنتظار رسالة الميرغني من لندن للإنسحاب منه؟!
*الجبهة الإسلاموية هذا هو سلوكها, حتى مع القوى الجنوبية من قبل, وحركات دارفور وجبال النوبة وشرق السودان, فيما بعد إلخ.. وهو السلوك نفسه الذي سيتمخض عن مراوحات الدوحة الراهنة.. (الإغراء والإغواء) وفي الحقيقة ليس الجبهة الإسلاموية, هي من أرسى دعائم هذا الأسلوب الفاسد في السياسة السودانية, بل (قوى السودان القديم كلها) لكن الجبهة الإسلاموية إستفادت من هذا الإرث وطورته, ووظفته بإبداع منقطع النظير, وفقا لنظرية "الحوار" (الجبهة الإسلاموية) الذي غلب شيخه (الطائفية).
*النظام الآن في محاولة لكسب الزمن, لترتيب أوضاعه, إزاء المتغيرات حوله, والتي أفرزتها هبة سبتمبر2013 المجيدة, والتقاربات بين القوى المدنية والمسلحة. وفي سبيل كسب الوقت, لن تتحكم في مواقفه أي مباديء (أساسا الحركة الإسلاموية لامباديء لا أخلاق لها) تضمن تحقيق شراكة حقيقية, بين قوى الإسلام السياسي, وبين القوى السياسية الأخرى أو الحركات المسلحة, عليه من جرب تجريب المجرب, حلت به الندامة (المشاركة فيما يسمى حكومة وحدة وطنية,أو عريضة, أو واسعة أو متسعة, إلخ من التسميات) فمشاركة هذا النظام مهما قدم من تنازلات, يعد ضربا من العبث, وضياعا للوقت, بل والخيانة أيضا لقضايا هذا الشعب, الذي قدم شبابه في 23 سبتمبر الماضي: أكثر من 200 شهيد, ومئات الجرحى والمعتقلين, الذين لا يزال غالبيتهم يرزحون في المعتقلات وبيوت الأشباح حتى الآن (تقارير الهيئة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات).
*الوصفة السحرية التي توصل إليها الكثيرون (وأنا أيضا أؤمن بهذه الوصفة) هي "إقتلاع هذا النظام من جذوره", أولا. فما يتحدث عنه الصادق المهدي مؤخرا, لتبرير تخاذله وتخذيله لحركة الإحتجاجات الجماهيرية بأنه –أي حزب الأمة- لم يقف مع هبة سبتمبر" لعدم وجود البديل المناسب", وهو نوع من التبرير التلفيقي والذرائعي, لأنه لم يوضح حتى ما هي "معايير البديل المناسب" بنظره, وفي الحقيقة "البديل المناسب" بنظر الصادق هو الطائفية والإسلام السياسي؟! فما لم تتوفر لحزب الأمة ضمانات إسترداد "تركته أي السودان" كاملة غير منقوصة, لن يقف مع أي بدائل, فأي بدائل ليست بهذا المعنى غير مناسبة, فهي بدائل (خارج وجدان الأمة) كما زعم في خطبة عيد الأضحى الأخير!.
فحزب الأمة -والطائفية عموما- لا يؤمن بمبدأ الشراكة في الوطن, وأن منطق الشراكة يفرض على الشركاء, أن يشعروا فعلا بأنهم شركاء في هذا الوطن, وليسو "مغفلين نافعين"!
ومن هم (داخل وجدان الأمة) الذين عناهم الصادق في خطبته, في الحقيقة غاالبيتهم من الإنتهازيين الذين لا تحكمهم أي مباديء أو أخلاق, وكل همهم هو الإستوزار (أوخلق أوضاع إجتماعية) على حساب قضايا الشعب والوطن. الطائفية وقوى الإسلام السياسي عموما تفكر بطريقة واحدة, هي الدفع بذوي القدرات الضعيفة, والذين يفتقرون للمواهب لكنهم كغازي سليمان لديهم طموحات عالية, لا يمكن لقدراتهم الطبيعية تحقيقها. ما لم ينتسبوا للقوى الطائفية أو الإسلاموية, وهؤلاء تحديدا هم من ترشحهم الطائفية للقيادة, لأنها تستطيع التحكم فيهم.. الصادق المهدي يبحث عن بدائل من هذا النوع, لأنها التي تناسب نظام تفكير الطائفية, وتضمن للإسلامويين الحاكمين البقاء مستقبلا, في المشهد السياسي القادم!
*لذلك ليس بإمكان المهدي أن يتصور أن تحالف قوى الثورة السلمية (المعارضة المدنية) مع الجبهة الثورية أن يكون بديلا مناسبا, على الرغم من علمه التام, أن هذه القوى تتكيء على تراث ضخم من تجارب التحالفات والعمل الجبهوي, والبدائل (المشاريع السياسية) منذ ستينيات القرن الماضي حتى الآن.. فأسهل شيء بالنسبة لها -على هذه الخلفية- هو صياغة بديل "مناسب" لقيادة السودان.
لذلك ما يقوله "السيد الإمام" عن البديل المناسب ليس صحيحا, فحزب الأمة أعتاد –كما ذكرنا من قبل- الصلاة خلف علي والأكل على مائدة معاوية!
*في الندوة التي أقيمت في دار حزب الأمة بأمدرمان (2011).. لمناصرة الشعب السوري (وليس شعب السودان في مختلف الأقاليم.. إذ لا نرى فرقا بين البشير وبشار؟!).. المهم أن الجماهير هتفت ضد إبراهيم غندور -الذي جاء مشاركاً بدعوة رسمية من حزب الأمة- عبرت الجماهير في هذه الندوة عن موقفها, من النظام ورموزه, بحصبها لغندور بالحجارة.. فالشعوب مهما تم تزييف إرادتها, في النهاية إرادتها هي المنتصرة.. المفارقة أن الأميرة مريم لم يروقها, أن تعبر الجماهير عن موقفها من رموز نظام الخرطوم, بالحصى الصغيرة, وليس الدبابات والمدافع والرصاص الحي والتعذيب والإعتقال.. فماذا قالت بنت السيد الإمام؟
أن ما حدث شئ مؤسف, ولا يشبه حزب الأمة (فعلا لا يشبه حزب الأمة فهو حزب وديع ومسالم ويخاف من السجون, كما قال الترابي عن الصادق). مضيفة: أن التظاهرات مكانها الشارع العام, وليس دار حزب الأمة. ومن جانبه أشار غندور, إلى إعتراف حزبه بمبادئ الديمقراطية والحوار؟ وأضاف إننا مع الثورات متى ما أرادها الشعب, وسنقودها حينئذ, مشيراً إلى أن "الهرجلة والغوغائية", لن تحل قضية..
غندور قال هو وحزبه مع الثورات وسيقودونها؟! وهو الشيء نفسه الذي ظل يردده رموز وأبواق المؤتمر الوثني, وهو ما يفسر الظواهر الجرثومية ك(إصلاحيين وسائحون, وجماعة تظاهرة الخال الرئاسي مؤخرا,إلخ).
وهو الشيء نفسه فيما يخص موقف الطائفية من هبة سبتمبر, فالمظاهرات التي تزعم إبنة السيد الإمام أن مكانها الشارع, ها هو حزب الأمة يتنصل عنها الآن, بحيث لم يتبق للسيد الإمام سوى توصيفها بما وصفه بها غندور "هرجلة وغوغائية"!.
لقد نسي السيد الإمام أو تناسى أن الإسلامويون ليسو "أهل ثورات مدنية وإحتجاحات سلمية".. ولذا نسأل القاريء: من الذي كان يفجر المستشفيات والمدارس والممتلكات العامة في الجزائر؟ الإجابة إسلامويي الجزائر!.. من الذي إبتدع ثقافة الإرهاب وتفجير المدنيين: الإجابة إسلامويي الأرض قاطبة.. من الذي أدخل ثقافة ضرب الطلاب بالسيخ وتعذيبهم في بيوت الأشباح؟ وتحليل ما حرمه الله: الإغتصاب سلاحا في الحرب, وأداة لتعذيب المعتقلات من الناشطات.. الإجابة إسلامويي السودان!.. من الذي أدمن محاولات إغتيال رؤساء الدول (الشقيقة وغير الشقيقة وتفجير السفارات, إلخ).. الإجابة إسلامويي السودان, إستهداء بإسلامويي مصر.
على هذه الخلفية التي أساسا هي على سبيل التذكير, الجميع يعرف ممارسات الإسلامويين.. نتساءل: بعد كل هذه الممارسات, ما الذي يجبر حزب الأمة والإتحادي على الإستمرار في التحالف مع هذا النظام النازي؟ وإختراع الذرائع لتقويض الثورات ضده, منذ أيام تجمع الخارج ومحاولات غزو روما حتى الآن؟!
كلام السيد الإمام في اليومين الماضيين, لا يخرج عن نطاق الإستهلاك السياسي وذر الرماد في العيون, فببساطة لا يستطيع الرجل أن يقول بوضوح (أن بديل لن يجعلنا قادة للبلد على "مزاجنا وكيفنا", يعتبر بديلا غير مناسبا). وطبعا مع وجود الحركات المسلحة, كلاعب أساسي لا يمكن لأي معادلة إغفاله, خصوصا أنها أكلت من "جرف" حزب الأمة –قوته الإنتخابية- المناطق المهمشة في كردفان ودارفور وجنوب النيل الأزرق, وهو الوضع نفسه – بالنسبة للإتحاديين- فيما يخص التحولات الجيوبوليتيكية, في شرق السودان كمركز نفوذ ختمي؟!.. وأساسا قبل الحركات المسلحة, أكلت قوى الإسلام السياسي من جروف الطائفية, ما أكلت! لذلك حلم الإمام بالبديل الذي يناسبه الطائفية وقوى الإسلام السياسي, لن يتعدى "أضغاث" غفوات القيلولة!
*بما أن الثورة السودانية "واقعة واقعة".. لماذا يستمرأ السيد الإمام تخويف الناس وتخذيلهم؟! وهو يعلم أن الثورة عندما تحدث لن تستشير أحدا. لا جهات داخلية, ولا جهات خارجية كالتي يراهن عليها الصادق المهدي, لأنها فعل جماهيري.. حركة تاريخ.. تماما كتجاوز "قرفنا" للأحزاب في تظاهرات العام الماضي.. يبدو أن السيد الإمام مصر على "تدفيق ريو على السراب".
*السؤال الآن : هل يمثل السيد الإمام شعبا بكامله؟!: الشعب السوداني في كل أقاليمه؟!.. حتى يلعب دور زرقاء اليمامة, الأخرى!.. المشكلة أن حوارييه يريدون أن يجعلوا منه زرقاء اليمامة (الفعلية وليست الأخرى).. وهذا يحيلنا لسؤال: ومن هو الشعب السوداني, الذي يريد رئيس الوزراء الأسبق, إخباره بأنه (يرى شجرا يتحرك.. أرى ما لا ترون).. الإجابة ببساطة منقطعة النظير: أمهاتنا وأبهاتنا وأولادنا وبناتنا وأهلنا من أقصى الجنوب لأقصى الشمال, ومن أقصى الغرب لأقصى الشرق! الذي يتنبأ له هو شخصيا اليوم بعد أن "نعى حواره مع البشير" بالزوال؟ كما ظل يتنبأ منذ إستيلاء الحركة الإسلاموية على السلطة في 1989 حتى الآن..
زبدة القول أن حزب الأمة (الصادق) أساسا هو وقوى الطائفية والإسلام السياسي الأخرى, ليس لديها أدنى إهتمام بتحسين حياة الشعب, أو السعي لتحقيق أحلامه وطموحاته, فالشعب بالنسبة لهذه القوى –التي في الواقع ليس لديها أي برنامج نهضوي أو تنموي- هو أسرهم وعوائلهم.. لذلك عندما يتحدثون عن أبنائهم فهم يتحدثون عن الشعب؟! فالشعب بالنسبة لهم هو أسرهم شخصيا, ويمكن إستشفاف ذلك في حديث السيد الإمام, عن فروسية إبنه (الأمير) عبد الرحمن (حوار لإحدى صحف النظام 2011).. مع أن السيد الإمام يعلم علم اليقين أن هذا الإبن (أساسا كراعو يابسة).. أول ما إتخرج سنة 1989 من الكلية الملكية في المملكة الأردنية الهاشمية سنة 1989 برتبة ملازم, إنقلب الإسلامويون على النظام الديموقراطي, وعاثوا فسادا في الجيش, فهو شؤم على شعب السودان والقوات المسلحة!..
وهرب مع والده مع من هرب في تهتدون, وعندما عادوا ك"رهط كريم", في "ترجعون", حيث قفز بالزانة وأصبح عقيدا في جيش السودان, الذي هلهلته الحركة الإسلاموية؟!.. وليس هذا فحسب بل تم تعيينه مستشارا للمتهم بجرائم حرب عمر البشير, و أصبحت مخصصاته مخصصات فريق؟!!
هذا الشاب الذي "يتهمه" والده بالفروسية, لديه قصة ذكرت في سياق الحلقات السابقة, تتعلق بحكاية جيشه (جيش الأمة) مع المواطن السوداني المسكين الغلبان عبد الملك مدير الجمارك وإبنته مع جيش الأمة للتحرير؟! وهذا يوضح أن بلاد السودان فعلا السياسة فيها إستهبال وهمبتة!!!
حزب الأمة ليس لديه أي حلول سحرية, لعنق الزجاجة التي تعيشها البلاد اليوم, ولا أحد يدعي أنه يمتلك الحلول السحرية. كل ما في الأمر أنهم جميعا (القوى السياسية والحركات المسلحة) يجتهدون على قدر قدراتهم, وقد تخيب وقد تصيب! لكنها بأي حال من الأحوال, لا تبلغ بشعب السودان هذا الدرك السحيق, الذي أبلغته أياه الطائفية والحركة الإسلاموية..
مشكلة حزب الأمة الآن أنه يراهن على تجيير التغيير لخدمة مصالحه الخاصة, ظانا أن بإمكانه إعادة عقارب الساعة للوراء. لذلك يبرر عدم وقوفه مع حركة الإحتجاجات الأخيرة وتخذيله لها, بهذه التبريرات الضعيفة!! متجاهلا أن للثورات منطقها الخاص وقوانينها الخاصة, وهي التي تفرز قيادتها ومشاريعها وبدائلها, وتحدث تغييراتا غير إعتيادية, مهما تمت محاولات التآمر والإلتفاف عليها..
الشعوب في ثوراتها لا تستشير أحدا كما قلنا, ولذلك هي سيدة إرادتها ومصيرها.. ليس من المنطقي بعد أكثر من نصف قرن, من الخذلان الطائفي والإسلاموي, إستمرار الشعب في قبول الدورالذي ظلت الطائفية والإسلام السياسي يلعبانه, ليغتنوا هم ويورثون السودان الفقر والجهل والمرض, بل أصبحت الأمراض "المنقرضة تاريخيا" مستوطنة في كل أقاليم السودان, فضلا عن الإقتتال الداخلي بين أبناء الوطن الواحد والإنفصالات في الجغرافيا, والديون الخارجية التي لن يستطيع هذا الشعب سدادها لعشرات السنين. ليس من المنطق في شيء, بعد كل هذا إعارة تصريحات "الإستهلاك السياسي" أدنى إهتمام.
نواصل
-السيدان والتآمر على ثورة السودان:
*الحلقة الأولى:
http://sudantodayonline.com/articles...n=show&id=1519
*الحلقة الثانية:
http://sudantodayonline.com/articles...n=show&id=1522
*الحلقة الثالثة:
http://sudantodayonline.com/articles...n=show&id=1524
*الحلقة الرابعة:
http://www.sudantodayonline.com/articles.php?action=show&id=1527
*الحلقة الخامسة:
http://sudantodayonline.com/articles.php?action=show&id=1531
*الحلقة السادسة:
http://sudantodayonline.com/articles.php?action=show&id=1532


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.