Facebook.com/tharwat.gasim [email protected] في يوم الجمعة 5 سبتمبر 2014 ، وفي أديس ابابا ، وقعت لجنة آلية الحوار الوطني ( 7 + 7 ) المعنية بالإتصال الخارجي ومجموعة إعلان باريس ، كل على حدة ، اتفاقاً إطارياً حول الحوار الوطني والعملية الدستورية بشهادة الوساطة الأفريقية ( مبيكي ) ؛ نص على الحل السياسي الشامل ، ووقف الحرب ، ومعالجة الأوضاع الإنسانية إلى جانب ضمان الحريات وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين . يعتمد نجاح إتفاق أديس ابابا الإطاري على تفعيل كل طرف من الأطراف الموقعة ، وبالأخص الحكومة ، البنود التي تليها في الإتفاق . بدون الإرادة السياسية لتفعيل بنود الإتفاقية من الأطراف الموقعة ، تصير الإتفاقية إلى حبر على ورق ، تُوضع على الرف ، كما هو حال اكثر من 40 إتفاقية مماثلة سبقتها ! نختزل بعض خلفيات وتداعيات ومآلات وفرص نجاح الإتفاق في النقاط التالية ، وبالأخص فرص تفعيل الحكومة والمعارضة لما يليهما من بنود في الإتفاقية : اولاً : تم إضعاف المجتمع السوداني وتدمير قواه المدنية ، وصارت تلفه لا مبالاة مرضية ؛ لا يستغرب من وقوع الحدث أو عكسه ، او عدم وقوعه على الإطلاق . صار المواطن يتصرف كما الماشي في النوم ، بلا إرادة أو رغبة أو فضول في معرفة ما يدور حوله . ربما يكون قد تم تنويمه مغنطيسياً ، أو تم إدخاله في غرفة الإنعاش . يرى المواطن الحزب الإتحادي الديمقراطي ( الأصل ) يُمثل الحكومة في مفاوضات أديس ابابا المفصلية ، فلا يستغرب ولا يضرب أخماسه في أسداسه ؟ لا يستغرب المواطن إن السيد احمد سعد عمر الإتحادي يُمثل الحكومة ، والدكتور غازي صلاح الدين الإخواني يمثل المعارضة في لجنة تفاوض أديس ابابا ( 7 + 7 ) ؟ نعم ... لا يستغرب المواطن إن الحزب الذي كان شعاره ( سلم تسلم ) ، أصبح يمثل الحكومة ويتحدث بإسمها أمام المعارضة ، بعد أن كشكشت لرئيسه ؟ لا يستغرب المواطن من هذا المشهد السيريالي ، ولا يستفزه ويثير حفيظته ، وكأنه عادي بالزبادي ؟ أصبح المواطن لا يرى الفرعون العريان ، ولا الفيل داخل الغرفة ؟ نتمنى أن ينجح الحزب الإتحادي الديمقراطي ( الأصل ) إقناع موكلته الحكومة تفعيل ما يليها من بنود الإتفاق ؟ ثانياً : لمعرفة إن كانت الحكومة تملك الإرادة السياسية والرغبة والجاهزية لتفعيل ما يليها من بنود الإتفاقية ، يمكن رصد تصريحات الجامعة العربية والبرفسور ابراهيم غندور حول الإتفاق ، ومصير دكتور مختار الأصم ولجنته الإنتخابية ، وهل يتم إطلاق سراح مريم المنصورة من سجن أمدرمان ؟ دعنا نستعرض أدناه هذه العوامل الأربعة لمعرفة ما تنوي الحكومة فعله بخصوص تفعيل ما يليها من بنود في الإتفاقية . + الجامعة العربية ؟ + الجامعة العربية تُمثل الحكومات الإعضاء فيها ، وتعكس مواقفهم السياسية نقل مسطرة . وكما يؤكد الذين عندهم علم من الكتاب ، فالجامعة لا تعدو ان تكون إدارة من إدارات وزارة الخارجية المصرية ، ومهبط آمن للسفراء المعاشيين المتقاعدين من وزارة الخارجية المصرية . لم تصدر الجامعة أي تصريح حول إتفاقية أديس ابابا ، كما فعلت الأممالمتحدة بالترحيب بها ودعمها . لم تصل إي إشارة إيجابية من حكومة الخرطوم للجامعة بخصوص تفعيل الإتفاقية ، بل ربما وصلتها إشارة سلبية . إذن يمكن إفتراض إن الحكومة لا تنوى تفعيل البنود التي تليها في الإتفاقية ، وإلا سارعت الجامعة العربية إلى توكيد دعمها للإتفاقية ، فهي صوت ومرآة سيده بإمتياز ؟ + البرفسور ابراهيم غندور ؟ + في يوم الجمعة 5 سبتمبر وبعد توقيع إتفاقية أديس ابابا ، أكد البرفسور ابراهيم غندور لدى مخاطبته عضوية حزب المؤتمر الوطني بالدمازين أن الخرطوم هي مكان انعقاد الحوار لمناقشة قضايا السودان ولا بديل لها، رافضاً كل التدخلات الأجنبية ، بما في ذلك الوساطة الأفريقية ، لحل القضايا السودانية . كما نعرف ، فإن الجبهة الثورية ، قد إشترطت للمشاركة في الحوار الوطني ، عقده خارج السودان ، وتحت رعاية الإتحاد الأفريقي وضمانات المجتمع الدولي . هذان موقفان متدابران ، ولا تُوجد منطقة وسطى بينهما . فإما أن يتم عقد الحوارخارج السودان بضمانة دولية ، أو يكون سوداني- سوداني داخل السودان ، بضمانات تقدمها الحكومة للمشاركين فيه . لا تزال الحكومة تشيطن الجبهة الثورية ، وتصورها كمخلوق أسطوري له قرون شيطانية لتزرع الخوف في قلوب المواطنين من الجبهة الثورية ، ويقبلوا بالتضحية بالحرية مقابل الأمن . أكدت الحكومة إنها لن تقبل بوقف مؤقت للعدائيات ، وإنها ماضية في تجفيف بؤر التمرد بالطرق العسكرية في دارفور والمنطقتين ، خصوصاً وقد شمت دم المتمردين بعد تجفيف دعم حكومة جنوب السودان لهم بعد إندلاع الحرب الأهلية في الجنوب في ديسمبر 2013 . في هذا السياق ، تم تأجيل الإجتماع الدوري لآلية ( 7 + 7 ) ، برئاسة الرئيس البشير إلى يوم الثلاثاء 9 سبتمبر لإجراء مزيداً من المشاورات حول أتفاق أديس ابابا الإطاري ، مما يؤكد عدم جدية الحكومة في تفعيله ، وربما مماطلتها في إتخاذ قرار قطعي بحصوصه . ذلك إن مبادئ الإتفاقية الثمانية واضحة وضوح الشمس في رابعة نهار الخرطوم ، وقد تم قتلها بحثاً لسنوات مضت ؟ تأجيل الإجتماع ربما لإعطاء مزيداً من الوقت لإستواء الطبخة على نار هادئة ؟ + الدكتور مختار الأصم ؟ يدعي بعض الذين عندهم نصيب من الكتاب إن فيلم الحوار الوطني الذي أطلقه الرئيس البشير في يوم الأثنين 27 يناير 2014 ، ما هو إلا محاولة لكسب الوقت ، وردف من وافق وحضر من المعارضة على بسكليت الحكومة إلى محطة أبريل 2015 ، حيث يتم عقد الإنتخابات ، ويُكرم المرء وقتها أو يُهان ؟ بدأ الدكتور مختار الأصم تجهيزاته لعقد الإنتخابات في ابريل 2015 ، وتجهيزاته سائرة على قدم وساقين . عندما نرى الدكتور الأصم يقفل مكتبه بالضبة والمفتاح ، ويُسرح معاونيه ، فسوف نبدأ في التفاؤل إن الحكومة جادة وسوف تعمل على تفعيل ما يليها من بنود في الإتفاقية . ويتسآءل آخرون من الذين عندهم علم من الكتاب ، كيف تكون الحكومة جادة في تفعيل بنود إتفاق اديس ابابا ؟ الإتفاق الذي سوف يقود إلى تغيير نظام الحكم ، كما حدث في كوديسة جنوب افريقيا ، التي بُني الإتفاق عليها . وماذا سوف يكون مصير أمر القبض وملفات المتنفذين الإنقاذيين ، والقائد عبدالواحد النور متربع على السلطة ، مع آخرين ، في الخرطوم ؟ القائد عبدالواحد الذي يؤكد صباح مساء إنه سوف يُسلم المطلوبين لمحكمة الجنايات الدولية ، والذي سوف يقوم ، مع أخوانه في الجبهة الثورية ، بإعادة هيكلة الدولة السودانية ، خصوصاً القوات النظامية ، وتطهيرها ؛ ونزع سلاح وتسريح المليشيات المسلحة غير النظامية . في هذه الحالة ، هل سوف يسمح قادة القوات النظامية وقادة المليشيات المسلحة غير النظامية للرئيس البشير الموافقة على تفعيل بنود إتفاق اديس ابابا ، الذي يضع السكين على رقابهم ؟ في يونيو 2011 ، أصر قادة القوات النظامية على الرئيس البشير رفض إتفاق عقار – نافع الإطاري، فكان أن إمتثل الرئيس البشير لطلبهم ، بعد أن أعطى ، وهو في الصين ، الضؤ الأخضر لنافع ليوقع في أديس ابابا على الإتفاق ؟ سوف يصل مبيكي الخرطوم يوم الأربعاء 10 سبتمبر ، في محاولة سيزيفية إقناع الرئيس البشير تفعيل إتفاق أديس ابابا . ولكن سوف يكون قادة القوات النظامية وقادة المليشيات المسلحة غير النظامية بالمرصاد لأمبيكي ، وسوف يصبون التراب على شربوته . كيتن في المرقوت ، وعشان تاني ؟ يمكن التوكيد على إن الدكتور مختار الأصم سوف يستمر في مكتبه ، يُصرف أعماله وحواليه معاونيه ، وهم يمدون ألسنتهم لأمبيكي ، ولمجموعة إعلان باريس ، وحتى للجنة آلية ( 7 + 7 ) ؟ موعدنا ابريل 2015 ، أليس ابريل 2015 بقريب ؟ + مريم المنصورة ؟ + تم إعتقال مريم المنصورة يوم الأحد 10 أغسطس ، وتنوي الحكومة تقديمها للمحاكمة بتهمة تقويض الدولة السودانية ، وعقوبتها الإعدام . والجرم الذي أرتكبته مريم المنصورة مشاركتها في مفاوضات باريس مع الجبهة الثورية ، التي قادت لإعلان باريس . لم يتم حتى كتابة هذه السطور إطلاق سراح مريم المنصورة ، مما يؤكد إن الحكومة لا تزال تشيطن الجبهة الثورية ، ولن تقبل الإعتراف بها ، والتفاوض معها . يأتي التناقض إن الحكومة توافق بل تفاوض مكونات الجبهة الثورية ( حركات دارفور والحركة الشعبية الشمالية ) مفاوضات جزئية وثنائية . إذن إذا راينا مريم المنصورة خارج أسوار سجن أمدرمان ، فسوف نبدأ بالتفاؤل بأن قاطرة أتفاق أديس ابابا قد إستوت على القضبان ، ومستعدة للإنطلاق . وإلا فسوف تستمر القاطرة مجدوعة خارج القضبان . إنتظروا إنا معكم منتظرون ! ثالثاً : + مجموعة إعلان باريس ؟ نواصل في حلقة قادمة ...