Facebook.com/tharwat.gasim [email protected] 1- نازلة الإمام الشافعي ؟ قال الإمام الشافعي وكأنه يفكر في بلاد السودان في عام 2015 ، رغم إنه عاش في العصر العباسي الأول : ولرب نازلة يضيق لها الفتى ..... ذرعا وعند الله منها المخرج . ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ..... فرجت وكنت أظنها لا تفرج . نعم ... في يناير 2015 وصلت بلاد السودان إلى نازلة الإمام الشافعي . الحرب الأهلية على أشدها في دارفور والمنطقتين . فشلت المفاوضات في اديس ابابا بين الحكومة ومكونات الجبهة الثورية في الوصول إلى إتفاق وتسوية سياسية مقبولة من كل الأطراف المعنية . في يونيو 2011 توعدت الحكومة الحركة الشعبية الشمالية بأن الرئيس البشير سوف يصلي صلاة عيد الفطر ( يوليو 2011 ) في كاودا . جهز القائد عبد العزيز الحلو البروش والأباريق ، ولم يشرف الرئيس البشير كاودا حتى تاريخه ! وقعت الحكومة والمعارضة ولا تزالان في حفرة ( توازن الضعف ) ، التي ما لها من قرار ، وتقود في المحصلة للقتل والتشريد وتدمير البني التحتية ! الحوار الوطني بين الحكومة والمعارضة المدنية صار إلى حوار طرشان . تفهم الحكومة الحوار على إنه أسم الدلع للإنتخابات في ابريل ، التي هي إستحقاق دستوري لا يمكن تأجيله وإلا وقع السودان في حفرة الفراغ الدستوري . ثم إن المعارضة تعرف بإنتخابات ابريل 2015 منذ ابريل 2010 ، ولا يمكن تأجيلها تحت أي ظرف ، او كما أكد السيد النائب حسبو في شندي في يوم الجمعة 23 يناير 2015 . الإنتخابات قائمة في موعدها ، ابريل 2015 ، ولو كره المعارضون ، أو كما يؤكد نبلاء الإنقاذ ! وصلت معدلات البطالة ، خصوصاً بين الشباب ، إلى أرقام فلكية ، مما إستولد فقراً مدقعاً فتك بأكثر من 95% من السودانيين . وإستولد الفقر بدوره أمراضاً ما أنزل الله بها من سلطان . لم يعرف السودانيون ضائقة معيشية كالتي يمرون بها حالياً ، مما عرض مقولة ( تجوع الحرة ولا تأكل من ثديها ) للخطر ، ومما أعاد إلى الأذهان مجاعة سنة 6 ؟ دق الخبير الدولي محمد المرتضى مصطفى ، الوكيل السابق لوزارة العمل ، ناقوس الخطر محذراً من أن الدولة السودانية ، بل المجتمع السوداني في طريقه للتفكك والتحلل والإندثار ، مُذكراً بما حدث للأمبراطورية الرومانية في زمن غابر . كان الأمبراطور نيرون يهرول في طرقات روما المحترقة ، عازفاً على ربابته ، وعارضاً الأمبراطورية الرومانية للبيع ، مقابل 30 قطعة فضة ، فلم يجد مشترياً ! هل نجد مشترياً لبلاد السودان ، لينقذها من متلازمة ( توازن الضعف ) ، وظاهرة التحلل كما يتنبأ لها بها الأستاذ محمد المرتضى ، وهو أدرى ؟ أم إن نازلة الإمام الشافعي نازلة نازلة على بلاد السودان وأهل بلاد السودان ، ولو فنجط المفنجطون ! 2- سفر الخروج ؟ نعم يقف السودان على شفا جرف هار . تراكم الإحتقانات ربما أدى إلى الإنفجار الكبير ؛ ولات ساعة مندم . قال مدير مؤوسسة مبيكي في جنوب افريقيا بأن صديقه مبيكي يحمل للخرطوم هذا الأسبوع ( إسبوع الاثنين 26 يناير 2015 ) وصفة سحرية تجذب السودان من حافة الهاوية التي صار قاب قوسين أو أدني من الوقوع فيها . تحاكي وصفة مبيكي السحرية سفر خروج بني إسرائيل من مصر ، كما هو مذكور في العهد القديم . يؤمن مبيكي بأن سفر الخروج المُقترح سوف يكون بمثابة تفعيل لكلمات الإمام الشافعي المذكورة أعلاه ؛ لأن الفجر غالباً ما ينبلج بعد أشد ساعات الليل سواداً ! سفر خروج بني إسرائيل من مصر إلى صحراء سيناء نجاهم من الفرعون وبطشه ، ... وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون ! سفر خروج بني السودان من محنهم الحالية ، مع بقائهم في السودان، سوف يكون بمثابة طوق النجاة الذي يخطط مبيكي لإنتشال بني السودان به من التنور . ولكن ماهو سفر الخروج ، يا هذا ، أو الخُطة الإسعافية لإنقاذ بلاد السودان وأهل بلاد السودان التي سوف يقترحها مبيكي لذوي المصلحة ؟ دعنا نرجع القهقرى لأديس ابابا وديسمبر 2014 . 3- خريطة طريق السيد الإمام ؟ في يوم الخميس 4 ديسمبر 2014 وبعد التوقيع على نداء السودان في يوم الاربعاء 3 ديسمبر 2014 ، ارسل السيد الإمام خطة طريق شاملة ومفصلة لأمبيكي ولمجلس الأمن ، لتفعيل ( نداء السودان ) ؛ تحتوي على 3 بنود رئيسية متوالية ، يتبع كل بند سابقه ، كما يلي : اولاً : عقد مفاوضات جادة في اديس ابابا بين الحكومة ومكونات الجبهة الثورية للإتفاق على وقف إطلاق النار ، وتبادل الأسرى ، وتوصيل الإغاثات الإنسانية للمناطق التي تسيطر عليها الجبهة الثورية في دارفور والمنطقتين . ثانياً : عقد مؤتمر تحضيري في اديس ابابا برئاسة مبيكي ومشاركة جميع مكونات المعارضة المدنية والمسلحة للإتفاق على إجراءات بناء الثقة ، ومبادي وأجندة والمشاركين في المؤتمر الدستوري الجامع . ثالثاً : عقد المؤتمر الدستوري الجامع في الخرطوم بمشاركة المشاركين المُتفق عليهم في المؤتمر التحضيري دون إقصاء لطرف أو هيمنة طرف على الأطراف الأخرى . يتفق المؤتمر الدستوري على تفعيل المبادئ المُتفق عليها في المؤتمر التحضيري ، وتكوين حكومة إنتقالية للإشراف على عقد الإنتخابات الرئاسية والقومية والولائية وكتابة دستور إنتقالي . حسب خُطة طريق السيد الإمام ، سوف يتم تأجيل إنتخابات ابريل 2015 الثلاثية لأجل غير مُسمى ! 4- خطة طريق مبيكي ؟ سفر الخروج الذي يقترحه مبيكي يحاكي في بعض اوجهه خريطة طريق السيد الإمام المذكورة أعلاه ، ويحرق بعض مراحلها ، ويمكن تلخيصه كما يلي : اولاً : عقد مفاوضات جادة في اديس ابابا بين الحكومة ومكونات الجبهة الثورية للإتفاق على وقف إطلاق النار ، وتبادل الأسرى ، وتوصيل الإغاثات الإنسانية للمناطق التي تسيطر عليها الجبهة الثورية في دارفور والمنطقتين . ثانياً : عقد الإنتخابات الرئاسية في ابريل 2015، وتأجيل عقد الإنتخابات القومية والولائية إلى تاريخ لاحق . ثالثاً : يقوم رئيس الجمهورية المُنتخب بتكوين حكومة إنتقالية ، تحت رئاسته ، بمشاركة المعارضة المدنية والمسلحة للإشراف على عقد الإنتخابات القومية والولائية ، والإشراف على كتابة دستور إنتقالي . رابعاً : تتكون الحكومة الإنتقالية من 15 وزيراً ، 5 من المؤتمر الوطني ، و5 من الأحزاب المتوالية ، و5 من تحالف قوى ( نداء السودان ) ، بالإضافة لرئيس الجمهورية المُنتخب ! 5- أهمية خطة طريق مبيكي ؟ يقول مدير مؤوسسة مبيكي إن مبيكي يخشى من وقوع حمامات دماء في ابريل 2015 عندما تُسير المعارضة مظاهرات ضدعقد الإنتخابات وتضطر الحكومة لقمعها كما حدث في سبتمبر 2013 . الهدف الأساسي من الخطة إذن تفويت الفرصة على المعارضة تسيير هذه المظاهرات وحقن دماء السودانيين ؛ حتى لو إضطرت الحكومة لحندكة المعارضة بوعدها تكوين حكومة إنتقالية بعد الإنتخابات الرئاسية ، لشراء صمتها خلال الإنتخابات الرئاسية ، والحنث بهذا الوعد لاحقاَ ! ولن تعدم الحكومة الأسباب لذلك ؟ والغاية تبرر الوسيلة كما قال مكيافيلي في زمن غابر . 6- عقدة محمد أحمد ؟ تبقى عقدة محمد احمد وهي عقدة سهلة التفكيك ولا تشبه عقدة قورديان التي قطعها الاسكندر الاكبر بسيفه البتار . هذه العقدة متروكة للحكومة والمعارضة المدنية والمسلحة تفكيكها في سهولة وسلاسة ويسر بالموافقة على سفر الخروج ( خطة طريق مبيكي ) المذكور آنفاً . فهل يتداعى القوم لتفكيك العقدة ، ام هم في غيهم سادرون ، حتى تشق الفاس الرأس ؟ موعدنا الصبح لنرى ! أليس الصبح بقريب ؟