الحلقة الأولى ( 1 – 2 ) ثروت قاسم Facebook.com/tharwat.gasim [email protected] احصائية ! في يوم الاثنين 27 ابريل 2015 تم الإعلان غير الرسمي عن نتيجة الإنتخابات الرئاسية والتشريعية القومية والتشريعية الولائية . وكانت جولة الإنتخابات قد بدأت قبل اسبوعين يوم الأثنين 13 ابريل وإستمرت لمدة 4 ايام وحتى يوم الخميس 17 ابريل . وسوف يتم الإعلان الرسمي عن نتيجة الأنتخابات بعد اسبوعين في يوم الاثنين 11مايو بعد إنتهاء فترة الطعون والنظر فيها . نشرت مفوضية الإنتخابات بعض الأرقام التي نلخصها ادناه : + نسبة فوز الرئيس البشير = 94.5% كانت هذه النسبة مفأجاة الموسم ، مفاجأة قدر الضربة ؛ إذ كانت اقل من النسب التي تحصل عليها الرئيس الضرورة صدام حسين ، بل أقل حتى من النسب التي تحصل عليها الرئيس الأسد والرئيس مبارك ، الذين تحصل كل واحد منهم على أكثر من 97% في أي إنتخابات رئاسية . أما الرئيس المؤمن الحاج نور سلطان نزار بايف ( 74 سنة ) ، رئيس كازخستان المسلمة فقد تفوق على صديقه الرئيس البشير في الإنتخابات الرئاسية التي جرت يوم الأحد 26 ابريل 2015 ، وحاز على 97.7% من الأصوات للمرة الخامسة على التوالي ، وكانت نسبة المشاركة في الإنتخابات 95.11% ، اعلى اضعافاً مضاعفة من نسبة المشاركة في إنتخابات السودان . حقاً إنها مفاجاة الموسم ، ببساطة لأن الذين تم إحضارهم للتصويت كانوا جميعهم كلهم إما من أنصار الرئيس البشير المنتفعين بأفضاله ، وإما من المتتوركين المكريين ، وإما من السائرين في الظلمة . + عدد الأحزاب المشاركة في الإنتخابات = 40 حزب . + عدد المرشحين لرئاسة الجمهورية = 16 مرشح إنسحب منهم إثنان . + عدد المرشحين للدوائر القومية = 1072 مرشح . + عدد المرشحين للمجالس الولائية = 2235 مرشح . + عدد الذين حق لهم التصويت في الانتخابات حسب سجلات الناخبين في إنتخابات ابريل 2010 = حوالى 13 مليون و300 ألف ناخب . + عدد الذين صوتوا بالفعل = تم إيراد عدة ارقام مختلفة من جهات مختلفة . + نسبة المشاركة في التصويت = غير معروفة بالتحديد ، وتم إفتراضها عشوائياً بين 16% إلى 40% . + عدد مراكز الإقتراع = 11 ألف مركز . تم تأجيل التصويت في تسع مراكز في ولاية جنوب كردفان بسبب اضطراب الأحوال الأمنية. فال حسن ؟ في نفس يوم الاثنين ، يوم إعلان الإنتخابات ، نشرت صحيفة القارديان البريطانية تقريراً اصدرته شبكة الحلول المستدامة الدولية ، إحتوى على العشرة دول الأكثر تعاسة وبؤساً في العالم ، دول الديستوبيا وهي الكلمة المدابرة لكلمة اليوتوبيا أو المدينة الفاضلة ، حيث يعيش الناس في سعادة ورفاهية وأمن وسلام . مؤشر البؤس والتعاسة يعتمد على عدة عوامل منها : الدخل السنوي ، الدعم الحكومي الإجتماعي ( الصحي والتعليمي ) ، الحريات العامة ، الفساد ، الإستبداد ، ومتوسط عمر المواطن عند الموت . ولحسن الحظ وكفال حسن ، خرجت دولة السودان من هذه القائمة السوداء ، إذ إحتوت قائمة الديستوبيا على العشر دول الآتية حسب درجة البؤس والشقاء ، من الأسوأ إلى الأقل بؤساً : توقو ، بروندي ، سوريا ، بنين ، رواندا ، افغانستان ، بوركينا فاسو ، ساحل العاج ، غينيا ، تشاد . طبعاً تم إعاد التقرير قبل أحداث اليمن الأخيرة ، وربما نسي القوم دولة جنوب السودان ، حيث أعلنتها الأممالمتحدة منطقة مجاعات . حقاً ، إنه لفال حسن أن تخرج دولة السودان من هذه القائمة البئيسة ، ونساله تعالى أن تخرج من بقية القوائم السوداء ، بقدوم الولاية البشيرية السادسة في مايو 2015 ، حيث نجد أمام باب كل مزارع سيارة واقفة ، ونجد هوت دوغ كتييييير وعلى قفا من يشيل ؟ نختزل في النقاط ادناه إنطباعاتنا عن بعض ما قالته الصحافة العالمية عن إنتخابات السودان ... خلفياتها وتداعياتها ومآلاتها ، فقديماً قيل رحم الله إمرئ اهدى الينا عيوبنا . إنطباعات عامة ؟ قال : ( إنّ أحدكم مرآة أخيه فإن رأى به أذى فليُمِطه عنه ) . اولاً : شهد شهر ابريل 2015 إنتخابات في بلدين من اكبر البلاد الأفريقية : نيجريا والسودان . أكدت نيجريا ، بالبيان بالعمل ، تحولها للنظام الديمقراطي الحق ، حسب تعريف جيفرسون له . وهو تبادل السلطة السلمي من أحزاب ورؤساء في الحكم إلى أحزاب ورؤساء في المعارضة ، من خلال إنتخابات شفافة ، نزيهة وفيها تكافؤ الفرص ، وعدم التزوير والخج ، وبالأخص أن يقبل الحزب الحاكم والرئيس الحاكم نتيجة الإنتخابات ضده بدون ورجغة ونقنقة ، وبدون حتى ( بغم ) ، ويسلم السلطة عن رضى لخصمه السياسي . وهذا ما حدث في نيجريا حيث هنأ الرئيس الحاكم والمهزوم في الإنتخابات السيد قودلك خصمه المعارض والفائز في الإنتخابات السيد بخاري ، وسلمه السلطة . هذه معجزة في افريقيا تحاكي عصا موسى الكليم . قطعاً السيد قودلك سوف يفوز هذه السنة بجائزة مو ابراهيم للحوكمة الرشيدة ، ويذهب إلى أهله مسروراً وفي جرابه 5 مليون دولار . وإن كان معظم رؤساء افريقيا لا يحتاجون لخمسة مليون مو ابراهيم ، وهم يحصدون أضعافها وهم في الحكم . هل تصدق إن ثروة رئيس جمهورية انجولا تُقدر ، حسب صحيفة القارديان البريطانية ، بأربعين مليار دولار ؟ مثال ثان يمكن أن نتخذه قدوة : في السنغال، وفي عام 2012 تم إنتخاب الرئيس ماكي سال لفترة رئاسية مقدارها 7 سنوات ، تنتهي في عام 2019 حسب دستور السنغال ، ويمكنه الترشح لفترة ثانية واخيرة تنتهي في 2026 . ولكنه في مارس 2015 ، اكد انه سوف يقترح إستفتاء شعبي لتقصير الفترة الرئاسية ل5 سنوات بدلاً من 7 ، وبهذا التعديل الدستوري سوف يترك الحكم في عام 2017 بدلاً من عام 2019 . فسر الرئيس ماكي سال خطوته الجريئة بأنه ضد الكنكشة في السلطة التي تقود للفساد والتمكين ، الثنائي الذي يولد الغبائن والظلامات وبالتالي الحروب الأهلية . قال : فترة الرسالة المحمدية امتدت ل 23 سنة حتى عام 632 ، فلماذا يحاول البعض تخطي هذه الفترة القصوى لحاكم واحد ! ثانياً : أدخلت الحكومة السودان بإنتخابات ابريل في نفق به مدخل وليس به مخرج ، فلا تكاد ترى النور في نهايته . لتكون الحكومة كمن طبظ عينه بيده ، محاكية في تعريتها لشعبيتها ، وإرغامها الجماهير على العزوف عن بضاعتها المزجاة ومقاطعتها ، الجاهل الاسطوري : لا يبْلغَ الأَعْدَاءُ مِنْ جَاهِلٍ**... * *** مَا يَبْلغُ الْجَاهِلُ مِنْ نَفْسِهِ ارسل الإتحاد الأفريقي بعثة فنية ( ليست سياسية كبعثة اوباسانجو لمراقبة الإنتخابات ) مُتخصصة وعالية المستوى في العشرية الأولى من مارس 2015 لتقصي حقائق وخلفيات إنتخابات ابريل ، وتقديم توصية للإتحاد بمراقبة أو عدم مراقبة الإنتخابات . أوصت البعثة بعد زيارات ميدانية لأغلب ولايات السودان ، بعدم مراقبة الإتحاد للإنتخابات لأن الجو في السودان ليس جو فول إنتخابات ، وإنها سوف تكون إنتخابات غير شرعية وتخلو من تكافؤ الفرص ، ولا تلبي أي شرط من شروط الأتحاد الأفريقي للإنتخابات السليمة . ولكن جاء القرار السياسي للإتحاد بمراقبة الإنتخابات في تدابر للتوصية الفنية ، ببساطة لأن السودان عضو في الإتحاد ، وسوف يصوت لإعادة إنتخاب رئيسة الإتحاد ، السيدة زوما ، في الإنتخابات القادمة ... وبالتالي شيلني وأشيلك وإرجاع الأسانسير السياسي . ولم تسمع الحكومة النصح إلا ضحى الغد ، وبعد خراب سوبا ! نواصل ...