القاهرة (رويترز) - أمرت النيابة العامة في مصر بحبس الرئيس السابق حسني مبارك لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات يوم الاربعاء في خطوة يمكن أن تؤدي الى انهاء الاحتجاجات وازالة الشكوك حول حماية قادة الجيش الذين يديرون البلاد لقائدهم السابق. وأدخل مبارك الذي تنحى يوم 11 فبراير شباط بعد احتجاجات حاشدة ضد حكمه الذي استمر 30 عاما المستشفى يوم الثلاثاء بعد اصابته "بأزمة قلبية" على حد وصف وسائل الاعلام الحكومية. وتضاربت التقارير حول خطورة حالته الصحية. وقال مصدر طبي يوم الاربعاء لرويترز ان مبارك ما زال في مستشفى شرم الشيخ الدولي وان حالته الصحية "غير مستقرة". وقال المصدر الذي تحدث من شرم الشيخ "الرئيس السابق حسني مبارك ما زال في المستشفى هنا وحالته الصحية غير مستقرة." وكانت قناة الجزيرة قالت يوم الاربعاء ان استعدادات اتخذت لنقل مبارك الى مستشفى عسكري في احدى ضواحي القاهرة. واستدعى النائب العام يوم الاحد مبارك للتحقيق معه حول مقتل المحتجين والاستيلاء على المال العام. كما تم استدعاء نجليه علاء وجمال للتحقيق بشأن تهم فساد وذكر التلفزيون الرسمي أن النيابة العامة أمرت بحبسهما لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات. وقال التلفزيون المصري في خبر عاجل "حبس الرئيس السابق حسني مبارك 15 يوما على ذمة التحقيقات." ونفى مبارك (82 عاما) في اول تعليق علني له منذ تنحيه عبر تسجيل صوتي بثه تلفزيون العربية يوم الاحد ارتكاب أي مخالفات. ويقيم مبارك في شرم الشيخ منذ تنحيه. ونقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية عن مصدر أمني مسؤول قوله انه تم تعيين حراسة مشددة على مبارك داخل الغرفة التي يخضع فيها للعلاج بالمستشفى عقب صدور قرار حبسه على ذمة التحقيق. وقال مصدر في مطار شرم الشيخ ان نجلي مبارك غادرا المدينة في طريقهما للسجن في القاهرة. وقالت تقارير انهما انضما يوم الاربعاء الى قائمة من الوزراء والمسؤولين السابقين المحبوسين على ذمة التحقيقات. وكان جمال (47 عاما) وهو النجل الاصغر لمبارك يشغل منصب أمين لجنة السياسات في الحزب الوطني الديمقراطي الذي ظل يحكم مصر الى أن تنحى مبارك. وكان كثيرون من المصريين يعتقدون أنه يتم اعداد جمال لخلافة والده لكن الاب والابن كانا ينفيان وجود خطة بهذا الشأن. وقال حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية وأحد النشطاء الداعين للاصلاح " هذه خطوة جادة نحو محاسبة الرئيس وتنهي أي شكوك حول تعاون الدولة والجيش على نحو وثيق مع مبارك." واضاف "معظم الناس كانوا يشكون في الجيش." وواجه المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير البلاد منذ تنحي مبارك دعوات متزايدة لمحاسبة الرئيس السابق. وانتقد مئات الالوف من المصريين الجيش في احتجاج حاشد يوم الجمعة الماضي لعدم محاكمة مبارك سريعا. وفض الجنود يوم الثلاثاء اعتصاما استمر خمسة أيام في ميدان التحرير الذي كان في يناير كانون الثاني وفبراير شباط بؤرة الاحتجاجات التي أسقطت مبارك. وتعهد المحتجون بمواصلة الضغوط على المجلس الاعلى للقوات المسلحة. وكان تقرير للتلفزيون الرسمي أفاد بأن مبارك دخل وحدة العناية المركزة يوم الثلاثا ء بعد اصابته "بأزمة قلبية" أثناء التحقيقات. وذكر تلفزيون العربية أنه أصبح في وقت لاحق في حالة تسمح باستكمال التحقيق معه في المستشفى. وأثار توقيت تراجع حالته الصحية الشكوك بين بعض المحتجين الذين تكررت شكواهم من عدم ملاحقة الجيش لمبارك والدائرة المقربة منه على نحو أسرع وقالوا ان الجيش يحمي أحد افراده في اشارة الى مبارك الذي كان قائدا لسلاح الطيران قبل تعيينه نائبا لرئيس الجمهورية في عهد الرئيس الراحل أنور السادات ثم شغل منصب رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة بحكم رئاسته للدولة. وأثنى الجيش على مبارك وشكره عندما تخلى عن منصبه لكن المحتجين انتقدوا فترة حكمه التي أدارها في ظل قانون الطوارئ وقالوا ان سياساته أسهمت في زيادة الفوارق بين الاغنياء والفقراء. وهتف عشرات الاشخاص الذين تجمعوا قرب مستشفى شرم الشيخ الدولي "عايزين فلوسنا. عايزين محاكمة الحرامي". وعانى مبارك من مشكلات صحية في السنوات الاخيرة وذهب الى ألمانيا لاجراء جراحة لازالة الحويصلة المرارية في مارس اذار 2010. وتواترت شائعات عديدة حول صحته بعد تقدمه في العمر خاصة بعد الجراحة الاخيرة. وقال مبارك انه سيموت على أرض مصر في خطاب وجهه للشعب قبل أيام من تنحيه. وبعد احتجاج الجمعة استخدم جنود الجيش ورجال الشرطة القنابل المسيلة للدموع والهراوات لفض اعتصام عدد من المحتجين أثناء الليل. وقالت مصادر طبية ان شخصين قتلا واصيب 13 رجلا بجروح ناجمة عن اطلاق رصاص اثناء الاشتباكات. ونفى الجيش استخدام الذخيرة الحية. وشاهدت مصورة من رويترز مئات من الجنود في قلب ميدان التحرير وفي سيارات عسكرية عند جميع مداخل الميدان المزدحم عادة. وفي الساعات الاولى للمساء عادت الحركة المرورية الى التحرير. وسئم العديد من المواطنين العاديين من الاحتجاجات التي يقولون انها أثرت على الاقتصاد وعطلت حياتهم. وقال ائتلاف شبابي ساهم في تنظيم الثورة انه أقنع المحتجين المتبقين باعادة فتح ميدان التحرير لانهم يضرون بالبلاد ببقائهم فيه. وقال محمد السكري عضو ائتلاف شباب الثورة "التقينا بالمجلس الاعلى للقوات المسلحة أمس وناقشنا فتح ميدان التحرير. واتفقنا على انهاء الاحتجاج ومنح الجيش فرصة لاحراز تقدم." وذكر محمد زيدان الذي قال انه لا ينتمي لاي جماعة وكان في الميدان عند وصول الجيش رواية أخرى مخالفة. وقال زيدان (25 عاما) "لم نتفق مع أي شخص على اخلاء الميدان... هاجمنا أشخاص يقذفون الحجارة كانوا يريدون اجبارنا على الخروج ثم جاء الجيش ولم يتحدث معنا وفجأة اخرجنا من الميدان بالقوة." من مروة عوض وسارة ميخائيل (شاركت في التغطية مروة عوض ودينا زايد وأسماء وجيه) التلفزيون المصري: حبس نجلي مبارك 15 يوما على ذمة تحقيق في اتهامات فساد القاهرة (رويترز) - قال التلفزيون المصري يوم الاربعاء ان النيابة العامة قررت حبس نجلي الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك 15 يوما على ذمة التحقيقات في اتهامات بالفساد. وصدر قرار حبس علاء وجمال مبارك فجر يوم الاربعاء في ختام الجولة الاولى من التحقيقات معها في مدينة الطور بمحافظة جنوبسيناء. وقال التلفزيون انه يجري اتخاذ الاجراءات لنقلها الي سجن المزرعة بالقاهرة.