تصاعد الزخم الغربي للقيام بعمل عسكري ضد سوريا مع إعلان واشنطن وباريس جاهزيتهما للقيام بضربة عسكرية في وقت تعهدت فيه دمشق باستخدام كافة الوسائل للتصدي لها. وقال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل إن قوات بلاده " جاهزة" لشن ضربات ضد سوريا إذا قرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما شن هجوم عليها. وأضاف هاغل في مقابلة مع بي بي سي "حركنا وحدات عسكرية لتكون قادرة على تلبية وتنفيذ أي خيار يقرره الرئيس". غير أن البيت الأبيض استبعد القيام بأي عمل عسكري بغرض الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد من السلطة. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني " الخيارات التي نبحثها لا تتعلق بتغيير النظام". وأضاف أنها "تتعلق بالرد على انتهاك واضح للعرف الدولي الذي يحظر استخدام الأسلحة الكيماوية". وأشار كارني إلى أن الاستخبارات الأمريكية بصدد نشر تقرير رسمي عن الهجوم الكيماوي المزعوم الذي وقع الأسبوع الماضي ومن المتوقع أن يدين التقرير الحكومة السورية بالمسؤولية عن ذلك الهجوم. وتفيد تقارير بأن الهجوم الكيماوي الذي وقع الأربعاء الماضي في الغوطة الشرقية بريف دمشق أسفر عن مقتل 300 شخصا على الأقل. " مكتوف الأيدي" عساف عبود - مراسل بي بي سي في دمشق هناك عدد كبير من السوريين، ولا سيما أولئك الذين يدعمون النظام، يعتقدون أن الزيارة التي قام بها فريق التفتيش الأممي ليست سوى خطوة لتبرير هجوم عسكري على سوريا. أما المعارضة فتقول إن هذه الزيارات ستؤدي إلى العثور على أدلة تثبت أنه تم استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين من قبل القوات السورية. مشاعر الخوف والانزعاج بدت واضحة على وجوه أولئك الذين يعيشون في العاصمة دمشق وهيمن القلق من الضربة العسكرية الغربية المحتملة لسوريا على الأحاديث بين المواطنين وعلى عناوين الصحف ومحطات التلفاز الفضائية. "أنا لا أريد أن تصبح سوريا عراقا آخر..كفى سفك الدماء" تلك كانت كلمات إحدى السيدات في دمشق. ويقول شاب سوري "نحن، والآلاف مثلنا في سوريا، سنواجه أي بلد يحاول مهاجمتنا" ولوح الشاب بالسلاح الناري الذي يحمله في يده لحماية الحي الذي يقيم فيه. وفي لندن، قررت الحكومة البريطانية استدعاء البرلمان من إجازته الصيفية للانعقاد الخميس من إجازته الصيفية لمناقشة كيفية التعامل مع الأزمة السورية. وصرح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بأنه لن يقف " مكتوف الأيدي" بعد رؤيته " مشاهد الموت والمعاناة المرعبة" جراء الهجوم الكيماوي المزعوم الذي شنته الحكومة السورية ضد المدنيين. من جانبه قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن بلاده "مستعدة لمعاقبة" من يقف وراء الهجوم الكيماوي في سوريا وأعلن عن زيادة الدعم العسكري للمعارضة السورية. ويقع على عاتق الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا تشكيل تحالف موسع لدعم خطوة القيام بضربة عسكرية محدودة في سوريا، حسبما يقول مراسل بي بي سي للشؤون الدبلوماسية جيمس روبينز. في غضون ذلك، أكدت جامعة الدول العربية دعمها لاتخاذ إجراء دولي ضد الرئيس السوري بشار الأسد متهمة إياه بالمسؤولية عن هجوم الغوطة الشرقية. وقال الأمين العام للجامعة نبيل العربي إن من هم وراء الهجوم الكيماوي يجب أن يواجهوا العدالة الدولية داعيا أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى تجاوز خلافاتهم واتخاذ إجراء لوقف القتل هناك. كافة الوسائل الممكنة وليد المعلم تحدى المعلم أن تقدم دول الغرب أدلى على الهجوم الكيماوي المزعوم في الغوطة الشرقية وصعد حليفا سوريا وهما روسيا والصين تحذيراتهما من مغبة التدخل العسكري في سوريا إذ تقول موسكو إن مثل هذه الخطوة ستكون لها "عواقب كارثية" على المنطقة. في هذه الأثناء، رفض وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاتهامات الموجهة للقوات الحكومية بشن هجوم كيماوي في ريف دمشق وألقى بالمسؤولية على المعارضة المسلحة بالوقوف خلف الهجوم. وقال المعلم إن بلاده ستدافع عن نفسها ضد أي عمل عسكري بكافة الوسائل الممكنة. ووصف الوزير السوري الاتهامات بأنها " أكاذيب" متحديا الغرب بأن يقدموا أي أدلة على الهجوم الكيماوي المزعوم. يذكر أن فريق المفتشين الدوليين الموجود في دمشق لم يتمكن من انجاز مهمته بالتحقيق في هجوم الغوطة الشرقية بعد تعرض موكب كان يقل المفتشين لإطلاق نار عندما كانوا بصدد التحقيق في أحد المواقع الخمسة التي تعرضت للقصف على مشارف دمشق. من ناحية أخرى، تداولت المواقع الالكترونية المرتبطة بالجماعات الجهادية التي تقاتل في سوريا تحذيرات بأن الضربات الغربية المحتملة قد تستهدف قادة الجماعات المتشددة ومعسكراتهم، وذلك بحسب سباستيان اشر محرر الشؤون العربية في بي بي سي. وحذرت مواقع الكترونية على صلة بجماعة جبهة النصرة المتشددة وجماعات أخرى المقاتلين الإسلاميين في سوريا من التجمع بأعداد كبيرة خوفا من استهدافهم ونصحتهم بتغيير مواقعهم وتحركاتهم المعتادة. بي بي سي[/B