مدير عام مركز المزماة يؤكد أن الضربة الوقائية التي نفذتها دولة الإمارات ضد التنظيم السري الإخواني قد نجحت في قطع الطريق أمام أتباعه. العرب [نُشر في 28/02/2014، العدد: 9483، ص(13)] لم يكتف القرضاوي ببث الفتنة بين الشعوب بل تطاول على سيادة دول من بينها الإمارات دبي - أضحت بوادر انحسار جماعة الإخوان المسلمين واستكانة عناصرها المزروعة هنا وهناك، في التوضح شيئا فشيئا لكل متابع للشأن السياسي العربي. فبعد سقوط حكم الجماعة في مصر بفضل ثورة شعبية عارمة، أخذت دول مثل الإمارات في تنفيذ سياسة "كف شر" الإخوان عنها، خاصة بعد الهجمات الإرهابية التي طالت شعب ومؤسسات ومصالح مصر. في الوقت الذي بقي فيه دعاة الفتنة والأخونة والإرهاب يواصلون تحريضهم ضد الإمارات وسياستها الوقائية ضد الإرهاب. صدر عن "مركز المزماة للدراسات والبحوث"، العدد السادس من سلسلة تفكيك خطاب التنظيم السري لجماعة الإخوان المسلمين، بعنوان "المتاجرون بالدين ورموز الفتنة"، والتي تستهدف تفكيك أدوات وآليات التطرف الإخواني وخطابه، والتوعية والكشف عن "جذور التآمر ضد الإمارات". وقال "سالم محمد حميد" مدير عام مركز المزماة في افتتاحية العدد، إن الضربة الوقائية التي نفذتها دولة الإمارات ضد التنظيم السري الإخواني قد نجحت في قطع الطريق أمام أتباعه، وحرمتهم من مواصلة التخطيط أو السير في طريق الوهم الذي كان ينمو في رؤوسهم، بالتوازي مع أوهام ومخططات مركزهم وتنظيمهم الدولي. وأوضح مدير المركز أن سقوط مشروع الإخوان في بلد المنشأ والولادة أصبح حقيقة واقعة، كما أن هذه الحقيقة تلقي بظلال وتساؤلات مصيرية، حيث أدخلت الحلم الإخواني ومنظومة أفكاره في نفق مسدود، كما لم يعد المستقبل في المنطقة العربية مرتهنا للمفاجآت أو المؤامرات التي كان التنظيم الإخواني يسعى إلى تنفيذها عبر تحالفه مع مخابرات وأجهزة دول خارجية. إلاّ أن ما سبق من مؤشرات دالّة على انهيار المشروع الإخواني المشبوه بتحالفاته وأهدافه، لا يعني التوقف عن مواصلة فحص وتتبع جذور التطرف الإخواني، وكذلك المنابع والممارسات التي تبدو للبعض اعتيادية، لكنها كانت ولا تزال تمثل حاضنة لتنمية التطرف بصورة عامة، كما تسهم بصورة مباشرة في رفد ومنح التيار الإخواني المنهار منابر وشخصيات مدربة على نشر الضجيج الإخواني، أو ذلك الفكر السطحي الذي لا يظهر من معالمه ومن سياق خطاباته، إلا تميّزه بملمح عدواني مليء بالتشنجات تجاه كل ما يُبقي الاستقرار والأمان سائداً وحامياً للمجتمعات والحكومات من التفسخ والفوضى. دعاة الفتنة جاء هذا العدد الصادر عن مركز مزماة، معنياً بتناول ظاهرة المتاجرة بالدين، مع رصد أسماء بعض من يُعتبرون من أبرز رموز توظيف الخطاب الديني والدعوي لأغراض سياسية غير بريئة، وتخدم بالدرجة الأولى توفير غطاء ديني لتفخيخ المجتمعات والأسر العربية بالأفكار المتطرفة، التي يجري تسريبها على ألسنة رموز الفتنة والمتاجرة بالدين، سواء عبر استغلالهم لوسائل الإعلام الحديثة، أو عبر التخاطب المباشر مع الجمهور بأسلوب المحاضرات والندوات والمطبوعات الصفراء المشبوهة. فقد ورد في الدراسة مثال عن شخصية الداعية الإخواني السعودي محمد العريفي "الذي يستمتع بنجوميته التي حصدها بفضل ممارسة هذه الوظيفة التي تحولت إلى مصدر للارتزاق والارتجال واللعب بعقول الناس، بل والسخرية من البسطاء والتهريج في المنابر لإضحاك الناس باسم الدعوة الإسلامية". الضربة الوقائية التي نفذتها الإمارات ضد التنظيم الإخواني نجحت في قطع الطريق أمام الوهم النامي في رؤوسهم وبالنسبة للعريفي، فإنه يقوم "بتمثيل دور المهرج أحيانا" في محاضراته. فرصيد شعبيته وصورته التي تشكله على أنه رجل دين، تقدمه للجمهور في شكل واعظ حقيقي، في الحين الذي يراهن فيه هذا الرجل من خلال حركاته (التي لا تتناسب مع صفة رجل دين) على كسب اعجاب الناس. كما يراهن العريفي على حضوره الكثيف في وسائل التواصل الاجتماعي وعلى تعلق الجمهور، الذي لا يملك قدرة على التحليل والنقد وكشف الخُدع، وذلك بالإعتماد على شخصيته التي تستثمر الأداء المسرحي وفن الإلقاء بغزارة، كما في لقاءاته الجماهيرية وبرامجه التلفزيونية المسجلة. التدخل السافر وقد وردت في عدد المزماة المهتم برموز الفتنة ومتاجري الدين أمثلة أخرى عن دعاة آخرين من أمثال طارق السويدان الذي يدعي أنه "مفكر" أو داعية إسلامي، إلا أنه يخلط دائما بين الدين الإسلامي وجماعة الإخوان المسلمين معتقدا أنهما شيء واحد، فهو لا ينكر تعاطفه مع الجماعة على حساب مصلحة الشعب المصري الذي نجح في استفتائه الأخير على الدستور. واعتبر العدد أن السويدان، الذي قضى وقتا طويلا في أميركا، يعتمد على قدر كبير من الجرأة "إن لم نقل الوقاحة" لتسويق أفكاره المغلفة بمسحة دينية شكلية، بينما تخفي داخلها أهدافا سياسية واضحة، فكانت تغريداته على تويتر مثلا انفعالية ومتشنجة، ومن ضمنها قيامه بإعادة نشر تغريدات على صفحته، منقولة عن صفحات من تبقى من خلايا التنظيم السري والهاربين من داخل الإمارات، المتذمرين من الأحكام القضائية الصادرة في حقهم بعد محاكمات أخذت وقتها الطبيعي وإجراءاتها الطبيعية والقانونية. وبذلك يحشر السويدان أنفه في شؤون الإمارات ويتضامن مع المحكوم عليهم، ويشكك ضمنياً في القضاء الإماراتي وسيادته. "يتهجم بعض طالبي الشهرة بشكل دائم على الإمارات ومواقفها، ومن بين هؤلاء محمد الحضيف صاحب الفتوى المثيرة للجدل الداعية إلى مقاطعة مطار دبي"! هكذا وصّفت دراسة مركز المزماة التي تتناول خطاب التحريضيين المتكلمين الباحثين عن الشهرة والمال. فقد سبق فعلا أن "تطاول" محمد الحضيف على دبي وكتب على تويتر في إحدى تغريداته "قاطعوا مطار دبي"، وأثار وقتها جدلا وسخرية بهذه الدعوة. بعد ذلك أطل الحضيف مرة أخرى على تويتر ليتطاول على الإمارات ويقرنها بإسرائيل، وهذا معروف لدى هذا الصنف من الدعاة عندما لا يجدون حججا للإقناع. ومن المعروف أن جماعة الإخوان التي طالما أيدها الحضيف قد استخدمت الورقة الإسرائيلية لسنوات طويلة وتهجمت على كل العرب بحجة إسرائيل، وشنوا هجوماً على الرئيس السابق مبارك لهذا السبب ومن قبله السادات، وما إن وصولوا إلى الحكم قبل أن ينتكسوا، حتى عقدوا الصفقات مع الإسرائيليين واستمروا في دعم المعاهدات، ووجه الرئيس المعزول محمد مرسي رسالة إلى الرئيس الإسرائيلي يصفه بالصديق العظيم. يدفعون إلى الموت وهم مترفون "أئمة الفتنة وانهيار مشروع الأخونة يدعون أبناء الآخرين للجهاد ويمارسون حياة الترف مع أبنائهم ومنهم يوسف القرضاوي". فقد تناول العدد الدارس لخطاب الإخوان وارتباطاتهم شخصية «القرضاوي» كنموذج "للمتاجرين بالدين والمتسلقين على عاطفة الناس واستثمار صلتهم بالعقيدة المتجذرة في وجدانهم". إذ أجاد الرجل لعب دوره من الناحية الشكلية معتمداً على الإعلام وعلى تصنع حالة من الزعامة الروحية المغشوشة، فقد كان القرضاوي يراهن دائماً في حضوره الإعلامي على استمالة عوام الناس والتأثير فيهم عاطفياً. لكن اشتغاله على إطلاق مواقف سياسية لصالح جماعته الإخوانية (الإرهابية) صار يتزايد في الفترة الأخيرة، وصولاً إلى تهجمه على الإمارات والسعودية بكل جرأة. أئمة الفتنة والأخونة يدعون أبناء الآخرين إلى جهاد بينما يمارسون حياة الترف مع أبنائهم ومنهم يوسف القرضاوي وأشار العدد إلى أنه قبل انهيار تنظيم الإخوان في مصر وانتقاله من شكل الجماعة الحاكمة إلى الجماعة التي أعلنت عن طبيعتها الإرهابية، وجهت الإمارات ضربات قوية لخلايا الإخوان (الإرهابيين) في الإمارات والخليج، وقطعت الإمداد المالي عن فروع الجماعة في أماكن كثيرة، لأن خلايا التنظيم الإرهابي الدولي كانت تعتبر الإمارات محفظة استثمارية وصندوقاً مفتوحاً على الدوام، لجمع وتحصيل التبرعات عبر أدوات إخوانية محلية مهووسة بتمكين الجماعة الأم. وعلى المستوى الشعبي تزايدت مطالبات الإماراتيين على شبكات التواصل الاجتماعي، داعية إلى سحب جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم من شيخ الفتنة القرضاوي. وأثناء الانهيارات المتتالية لأطماع الإخوان ظل القرضاوي يعبر عن ألم الانهيار بعدوانية، فماذا يمكن أن ننتظر من شخص غير مرغوب فيه في بلده وصار مطلوباً للمحاكمة في مصر، وهناك أخبار عن مطالبة القاهرة بتسليمه إليها عبر الإنتربول الدولي، نظراً لمساهمته في التحريض على قتل أفراد الشرطة والجيش في مصر بعد انهيار نظام الإخوان الفاشل. وقد استعرض العدد السادس من "كشف جذور التآمر على الإمارات"، عوامل بروز ظاهرة المتاجرة بالدين، والأسباب المباشرة الكامنة وراءها. كما عرض بشكل مطول نماذج لرموز "الفتنة والمتاجرة بالدين الذين يتهجمون على دولة الإمارات". فقد تمكنت الإمارات من تطهير أراضيها، احتراما لشعبها ولسيادة دول أخرى.