عدد من أحزاب وحركات دارفور تتواثق لإنفاذ استراتيجية دارفور حماية البيئة تطالب الرئاسة بمراجعة قرار إزالة غابة "الفيل" عدم الانتساب للجد الأكبر يحرمهم من اللجان الشعبية عودة خدمة التأمين لمستشفى الأنف والأذن والحنجرة اليوم السودان يطالب مصر بإطلاق سراح (73) معتقلاً سودانياً المفوضية: النازحين بالمعسكرات سيشاركون في استفتاء دارفور الأطباء بمستشفى نيالا يضربون عن العمل الكهرباء تتحفظ وتأكيدات بتعثر خدمة "الكهرباء" عبر الموبايل أزرق طيبة يحرض مزارعي الجزيرة للتظاهر والاحتجاج غداً عبد القادر رئيساً للجنة السياسية المشتركة خلفاً لقوش قيادات وسلاطين دارفور قلقون من وضعية كاشا 30 مليون دولار حجم الأموال المهربة لحركات دارفور ضامنو نيفاشا يتعهدون بمعاونة السودان لإعفاء ديونه الخارجية الماليه: تقرير الربع الأول للموازنة يخفض الإنفاق الحكومي 26(أول) في نتيجة امتحان الشهادة السودانية دال تحتكر تجارة السكر ل(5) سنوات RSS أزرق طيبة والترابي...لقاء الدين والسياسة مصابون جمعتهم المصائب تقرير: إيمان فضل السيد: يمكن أن نطلق عليه لقاء التصوف والسياسة؛ إن صح التعبير، أو لقاء الدين والسياسة؛ أو فلنقل لقاء الزيارة الاجتماعية والسياسة... المهم أن السياسة هي القاسم المشترك في هذا اللقاء، بغض النظر عن الدوافع الأخرى، باعتبار أنها السمة الواضحة التي يمكن أن يتفق عليها الرجلان كمعارضين...فأزرق الطيب شيخ السجادة القادرية العركية الرجل الذي يحمل سمات التصوف وأصوله، عرف بين الناس بأفكاره التحررية وبمعارضته الواضحة للنظام، إذا ما قارناه بغيره من زعماء الطرق الصوفية المنتشرة في مشارق الأرض ومغاربها، وهو كما وصفه الأكاديمي صلاح الدومة في حديث ل(الأخبار) "أزرق طيبة من الناس الصادقين في كتلة المعارضة، وعرف بأن معارضته للنظام واضحة وجلية، وما داسيها" ويشير الدومة إلى أن صدق أزرق طيبة في معارضته جعلته- رغم كل المغريات- لم يغير موقفه ويترك معارضته للنظام. وبالمقابل دكتور حسن عبد الله الترابي أو شيخ حسن كما يحبذ أتباعه مناداته، لا يشكك أحد في معارضته للنظام الحاكم، وهو الذي لم يخرج من المعتقل إلا قبل أيام. وزيارة أزرق طيبة للترابي بمنزله أمس؛ لعل واحداً من أهدافها هو أن يحمد له السلامة بخروجه سالماً من المعتقل، وهذا لا يمنع أن تكون للزيارة أغراض أخرى، خاصة وأن المؤتمر الشعبي استعد لهذه الزيارة وحشد لها وسائل الإعلام، وهذا إن دل على شيء فربما يدل على أن من وراء الزيارة مكسبا سياسيا لا ريب فيه. أزرق طيبة، الذي تم استقباله بحشد يضم قيادات المؤتمر الشعبي على رأسها الأمين العام ونائبه إبراهيم السنوسي، بجانب عدد من جماهير الحزب كان محاطاً بمريديه وحيرانه الذين رددوا شعار (أزرق طيبة فوقه الهيبة) (حكومة والله حكومة) ووسط هذه الشعارات عبر هو والترابي الطريق من أمام منزل الأخير إلى الداخل؛ حيث كانت حديقة المنزل مجهزة لاستقبال الوفود الزائرة القادمة من طيبة الشيخ عبد الباقي، وحفل منزل الترابي الذي لم يخلو من الزوار منذ خروجه من المعتقل بزيارة شيخ عبد الله والتي كان لها مذاقها الخاص ومغزاها المميز، وأثارت الكثير من التساؤلات حولها، وظهر ذلك جلياً بتجمع عدد كبير من الصحفيين والقنوات الفضائية وفي وجهوهم فضول كبير لما ما وراء هذه الزيارة...لكن ردة فعل الشيخين كانت مختلفة، فأزرق طيبة بدا مستغرباً من تجمع وسائل الإعلام، فما كان منه إلا أن قال في حديث مختصر (نحن تجمعنا صلات الرحم والآن نلتقي لنحافظ على العلاقة بيننا وليس هنالك أجندة سياسية من وراء الزيارة، والترابي يصلنا في جميع المناسبات)، وذات الحديث قاله الترابي (تربطنا صلة قرابة وما يجمعنا هو الدين وتربطنا حبال الله التي تجمع أهل الملة وأزرق طيبة يزورنا في كل المناسبات وحزبنا علاقاته تتجدد بالطرق الصوفية، وتنتظم عبر البحار في كل العالم). ومع أن تصريحات الرجلين أتت لتدق على وتر صلة القرابة الذي تجمع بينهما؛ وأن اللقاء يأتي في إطار اجتماعي بحت، إلا أن ما يثير الشكوك حول هذه الزيارة ويحملها أكبر من حيزها الاجتماعي هو ذلك الرواج الكبير الذي صاحبها، ويمكن أن نقول إن التحشيد الإعلامي الذي تم لهذه الزيارة من قبل المؤتمر الشعبي سلب هذه الزيارة طابعها الاجتماعي وجعلها أقرب إلى السياسة، ما يجعل التحليلات تتجه إلى أن المؤتمر الشعبي أراد أن يكسب سياسياً من هذه الزيارة...وإلا فلماذا حشد من حشد؟. ويشير محللون إلى أن حصول الترابي على رضاء وقربى شيخ عبد الله بالضرورة سيصب في مصلحته ومصلحة حزبه؛ خاصة وأن الأخير يجد كل القبول والاحترام من قبل شريحة مقدرة من المجتمع السوداني لاعتبارات كثيرة أولها أن الطرق الصوفية تغلغلت في كيان المجتمع السوداني وأصبحت جزءاً من حياته اليومية، وباعتراف الترابي نفسه فإن الطرق الصوفية تعمل في إطار توحيد الأقطار التي أصابتها حالة تمزق وعصبيات، وأن الطرق الصوفية استطاعت أن تعبر كل القبائل والمحليات والخلافات الحزبية. ومع أن المحللين وصفوا الترابي بأنه المستفيد الأول من هذه الزيارة، وأنه سعى لها؛ لجهة أن الترابي يثق في شيخ عبد الله وفي صدقه بمعارضة النظام، ويعتبره حليفا قويا؛ إلا أن هذا لا يمنع أن يكون شيخ عبد الله أيضاً مستفيد سياسياً من هذه الزيارة، وهو معروف بربطه بين التصوف والسياسة ومواقفه السياسية لا تخطئها عين، وليس آخرها البيان الذي حمله مندوب من عنده بالأمس ليوزع على مواطني مشروع الجزيرة؛ والذي يحرض فيه أبناء الملاك والمزارعين من الشباب بالجزيرة والمناقل والحرقة والفاو إلى التحشد والتجمهر في منطقة بركات يوم الثلاثاء القادم الموافق 10 مايو للمطالبة بحقوق أهلهم. وهذا الموقف يدعم اتجاهه السياسي المعارض، ويعتبر دكتور صلاح الدومة أن أزرق طيبة بمواقفه السياسية الواضحة هذه، سيستفيد من حليف قوي كالترابي إذا تحالفا من باب" المصابون تجمعهم المصائب"، معتبراً أن حلف كهذا من شأنه أن يحرك الشارع بصورة كبيرة، وأضاف (لقاءهما وتحالفهما سيؤدي إلى ذعر في المؤتمر الوطني دون ريب).